مستعجل مظهر,, بعض الأطباء النفسيين,,!! عبد الرحمن بن سعد السماري |
** يقولون,, أن هناك وجه شبه كبيراً بين الفنانين التشكيليين وبين بعض الأطباء النفسيين.
** أما عن وجه الشبه هذا,, فهو ينحصر في أمور,.
** أولاً,, الهندام,, إذ يحرص هؤلاء الذين نعنيهم,, سواء من الفنانين التشكيليين أو الأطباء النفسيين,, على الظهور بهندام لافت للنظر,, أو لباس شاذ آخر غير مألوف,, مثل شماغ أخضر أو أزرق أو أي لباس آخر يثير المشاهد ويجعله يتساءل عن هذا اللباس أو ذاك.
** ثانياً,, بعض التصرفات الغريبة والنظرات المخيفة,, والحركات التي تجعل المشاهد أيضاً,, يستغرب ويتساءل عن سرها وأسبابها.
** ثالثاً,, الانعزالية الحرص على عدم الدخول أو الاندماج مع المجتمع,, بل يحرصون على الانعزالية شبه التامة.
** رابعاً,, بعض المداخلات والتعليقات الغريبة,, التي تصدر منهم,, اذ يتحدث أحد الحضور عن موضوع,, لتفاجأ أن أحدهم قد تحدث بمداخلة غريبة للغاية.
** خامساً,, أن هؤلاء لا يعجبهم ولا يرضيهم أي شيء,, بل كل شيء غلط وغير صحيح.
** وإذا كان هذا بالطبع غير مستغرب من بعض الفنانين التشكيليين لاعتقادهم أن هذا جزء مكمل لشخصية الفنان التشكيلي,, كما كان يعمل أستاذهم وقدوتهم سلفادور دالي فإن هذا بالطبع غير مقبول على الاطلاق من الاطباء النفسيين.
** فالطبيب النفسي,, قدوة لمريضه,, والمريض النفسي,, يحتاج الى شخصية هادئة هيَّنة ليَّنة رقيقة سوية مألوفة,, وهم بهذا الصنيع,, يخيفون الانسان السوي,, فما بالك فيمن لديه بعض المعاناة النفسية؟!.
** حقيقة,, لا أدري سر حرص بعض الأطباء النفسيين على هذه الاشكال غير المألوفة,, مع أن أبرز وألمع الاستشاريين والخبراء النفسيين المعروفين لدينا,, كلهم أناس عاديون,, لا يظهر عليهم أي شيء من ذلك,, مما يدل على أنها ليست صفة ملازمة لكل طبيب نفسي.
** سألت أحدهم عن سر هذا التمظهر الذي يظهر به بعض الأطباء النفسيين فقال,, إن بعض الأطباء النفسيين,, مريض نفسي,, إما لأنه تخصص في هذا المجال لأنه في حاجة الى الغوص في عوالمه,, لأن لديه معاناة مسبقة,, أو لأنه قرأ وتمكن وتعمق فطبق كل ما قرأ على نفسه,, وظن نفسه مريضاً حتى مرض.
** حقيقة,, لقد توقفت أمام إجابته كثيراً,, ومنحتها الكثير من التمعن,, لأنني خشيت ان تكون حقيقة بالفعل,, ثم قررت ترك الرد على ذلك لخبير نفسي متمكن,, من أمثال الدكتور طارق الحبيب مثلاً,, فهو أقدر على الاجابة من أي شخص آخر.
** وقبل أن أختم كلامي هذا,, اؤكد هنا,, أن الطب النفسي صار اليوم,, الملاذ الآمن الأكيد لكل من لديه معاناة نفسية أو مشاكل نفسية,, لان هؤلاء ينطلقون من حقائق علمية,, ومن علم ثابت مدروس,, وليس من تخرصات وجهالات يقودها بعض الدجالين والمشعوذين,, الذين أضاعوا خلق الله,, ومع الأسف الشديد,, أن هناك من لا زال يتردد عليهم,, طمعاً في العلاج,, مع أن البعض,, يملك عشرات الخبراء النفسيين المرموقين الموجودين في مستشفياتنا وفي عيادات خاصة.
|
|
|