* كتب عبد الله الرفيدي
اسدل مؤتمر رجال الاعمال الخامس ستاره مساء الاثنين بوضع توصياته كأي مؤتمر آخر ولم يحدث تغير جوهري عن المؤتمر الرابع، فقد اتفقت معه فيما كان يطالب به رجال الأعمال بايجاد صندوق للتدريب مع المطالبة من جهة الدولة بتنفيذ حقيقي نسبة 5% من السعودة سنوياً.
وقد تميز هذا المؤتمر بالحضور الجيد والكبير من رجال أعمال وعكر اجواءه تمرد رجال الأعمال المستمر وفقد الحلول التي يمكن وضعها على ارض الواقع وبالتالي فإن رجل الأعمال استطاع ان يجد له سندا قانونيا لعدم السعودة هو لا يحتاج لخريج علوم ادارية او من كلية الآداب وكما يقول انه بحاجة لخريجي كلية تقنية وتجارية مناسبة.
ان المتتبع لأوضاع القطاع الخاص والفرص الموجودة فيه يجد انه لا سبيل سوى ان يتهرب في الواقع ولا يريد مواطناً سعودياً، فهناك اعمال ادارية كبيرة يمكن سعودتها فقسم الشؤون الادارية والمالية والسكرتارية يمكن ان نجد لها من يشغلها ولكن يبقى الرفض مستمراً.
ومن عجائب المؤتمر ايضا وقوف مجلس الغرف السعودية الى جانب حجج رجال الاعمال والتصفيق الحار الذي وجده المجلس منهم في احدى الجلسات مقابل تأييده لهم في الوقت الذي نجد فيه المجلس قد اعطى لنفسه قسماً من الصالة الخارجية يعنى بالتوظيف وكأنه بذلك يناقض الواقع او انه يسعى للسعودة ولكن بعد تطبيق مطالب رجال الأعمال.
ان كان رجال الاعمال يطالبون بنصف الحقوق فالباقي هم مطالبون به.
الجزيرة التقت ببعض رجال الاعمال واستمعت الى آرائهم فمنهم من يرى الحاجة تكمن في انشاء منشآت تعليمية وفق حاجة القطاع الخاص.
وفي البداية يقول بندر عثمان الصالح رجل الاعمال المعروف: إنه عندما يرعى ولي الامر مثل هذا المؤتمر الهام جدا فإنه يجب على رجال الاعمال تقدير هذه الرعاية وعلى المؤتمر ان يخرج بتوصيات تواكب مرئيات راعي المؤتمر.
واضاف: ان رجال الاعمال عندما اقدموا على ترتيب المؤتمر الخامس وضعوا في اعتبارهم النجاح قبل البدء.
والمواضيع في السنوات الاخيرة بدأت تنكشف وان لم يعد هناك حاجة للمجاملات او تغطية الحقيقة بل اصبح الأمر يعتمد على المصارحة والمكاشفة العلنية وابداء الرأي الواضح دون أي تحفظ الا فيما يتعلق بأمور خارجة على نظام مؤتمر رجال الاعمال.
واستطرد الصالح قائلاً: ان حضور الوزراء كان له دور كبير والملاحظ ايضاً ان هؤلاء الوزراء يتحدثون دون ورق او كلمات مكتوبة عليهم القاؤها ثم الذهاب، وهذا يعني ان الوزير أتى ليناقش بواقعية ويستمع الى الصوت الآخر بل اصبح هناك انطلاقة في الحوار لا حدود لها.
وقال الصالح ان النقاط المطروحة في المؤتمر مهمة ولا ينبغي ان نطلق عليها مسمى مشكلة بل قضية حلها موجود من خلال المجتمع بكامله وليس بين رجال اعمال ودولة، وقضية الكم البشري المتزايد يعد مشكلة على هذا المجتمع مواجهتها اضف الى ذلك مسألة العولمة التي اعطيت كثيراً من النقاش والشرح.
واكد الصالح ان منظمة التجارة التي تسعى المملكة للانضمام اليها اعطيت هي الاخرى اهمية قصوى وصلت الى اعلى المستويات في الدولة من خلال الزيارات الرسمية التي تمت الى الدول الكبرى والاخرى العربية والافريقية والاوروبية وقد كلف وزير التجارة بقيادة مجموعة لمناقشة الانضمام والذي حدث في العديد من الاجتماعات الدولية.
واشار الصالح الى ان موضوع الاستثمار الداخلي وجلب الاستثمارات الخارجية اعطيت اهميتها ايضا ونوقشت على مستوى كبير بحضور وزير المالية والاقتصاد الوطني ووزير الصناعة والكهرباء المعنيين بالامر, واشار الى ان هناك خططا طموحة وكبيرة لزيادة الاستثمار وهذا دليل واضح على ان المملكة مقبلة على نمط اقتصادي هائل تدعمه الدولة بقوة لجعل القطاع الخاص يلعب الدور الأكبر في التنمية.
وحول النقاش المستمر حول السعودة وغياب الآلية في الحلول بدلاً من تبادل الاتهامات قال بندر الصالح ان رجل الاعمال لا يرفض السعودة وان حدث فهو لا ينتمي الى هذا البلد ولكنه يتحفظ ويخشى على بعض الأمور.
وعند امعان النظر في حديث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز خلال المؤتمر نرى انه شدد على ضرورة تكثيف السعودة وعند زيارته لأحد اجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر سأل احد رجال الاعمال العارضين عن نسبة السعودة فأجاب بأنها ما بين 10 الى 15% فرد عليه سموه بان هذا لا يكفي وانت قد وعدت في العام السابق برفع النسبة وارجو ان يكون هناك اهتمام، وهذا دليل كبير على اهتمام ولاة الأمر وكيف ان سموه بالرغم من انه التقى بالعديد من رجال الاعمال الا انه يحفظ حواره مع كل واحد منهم.
وقضية السعودة لا احد يتهرب منها لكن هناك خشية وتحفظا على امور لا قيمة لها الحل الأمثل لمواجهة ذلك التحفظ هو رفع تكلفة العامل الاجنبي لتتماشى مع تكلفة العامل السعودي ثم اقوم بالاحلال، ويضاف الى ذلك وجود المجلس الاستشاري الذي يضم قوة بشرية سعودية ويضاف اليه اجتماع صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بمجلس القوى العاملة الذي أكد سموه للمجلس ضرورة الاهتمام بالسعودة.
والآن القوة البشرية بعددها الحالي قد لا تمثل مشكلة كبيرة ولكن مستقبلاً سوف تصبح كذلك.
وقال الصالح انني ضد كثرة الجامعات التي تخرج الآن طلابا بدون وظائف مستقبلية,, والمشكلة هي وجود كليات تقنية ووجود جامعة حرفية ومهنية ترفع من مستوى التنمية في التعليم للمواطن والذي سوف يكون مضطراً لهذه الجامعات وهذا يعني فرصة جيدة لدعم التوجه الى التعليم ودخول المجال الاقتصادي, ونحن الآن نواجه عدم وجود وظائف لخريجي الجامعات ويجب إيقاف ذلك.
واشار الصالح الى حضور وزير التعليم الى المؤتمر والمشاركة والذي ادلى بدلوه وقال انني اتكلم عن احفادنا وابنائنا لماذا يشارك رجل الأعمال في رعايتهم في الوقت الذي نجد فيه الغرب يرعى المواهب الجيدة من ابنائه وهذه المشاركة المفاجئة التي لم تعجب البعض تعني الشيء الكثير لرجل شعر بواجب وطني هام وان المشاركة مهمة له لرفع وعي الثقافة والتربية للأبناء.
واختتم الاستاذ بندر الصالح حديثه بأنه يجب الأخذ بالتوصيات والتعامل بجدية من الدولة ورجل الأعمال والا فان المؤتمر لن يحضره احد وان حصل سوف يكون بحدود 15 رجل أعمال فقط.
من جهته قال الاستاذ محمد بن عيسى الجابر رئيس مجلس ادارة شركة اجواء ار ام تي اي ان دور رجل الأعمال هام وكبير في تنمية الوطن خاصة وان السوق المحلي ذو مستقبل واعد في ضوء وجود الدعم الكبير من الدولة وتعدد المجالات.
كما ان شعار المؤتمر هو المشاركة الفعالة للقطاع الخاص والذي له اكثر من معنى وذو اهداف طموحة, وقد اصبح رجال الاعمال السعوديون يمثلون نخبة متميزة عالمياً.
كما اننا الآن مستعدون للمتغيرات الدولية الحديثة مثل منظمة الجات وانفتاح الاسواق حيث ان اغلب رجال الاعمال لديهم التعليم الجيد والتعامل الكبير عالمياً مما اتاح تكوين جيل من رجال الاعمال صاحب ممارسة ومشاركة فعالة ويضاف الى هذا ما تتميز به المملكة من سوق حرة ذات منافسة شديدة في الاصل فالدخول في سوق اوسع لا يعد مشكلة لرجل الأعمال.
وقال الدكتور صالح محمد القنباز المدير العام للمركز التخصصي الطبي ان رعاية سموه للمؤتمر تجسد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالتطور الكبير الذي تشهده القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والصحية, كما تنم عن رعاية الدولة للنهضة التنموية والتي تمثلت في توسيع القاعدة الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية ورفع مستوى المعيشة ونوعية الحياة والعناية والرعاية الصحية المتكاملة, وقال: ساهم المؤتمر في دفع مسيرة التنمية نحو الامام وتحقيق اداء متميز يعطي دفعة قوية للنمو الاقتصادي الشامل والمتوازن على كافة المستويات, وتابع الدكتور القنباز قائلاً: إن القطاع الخاص يؤدي دورا مهماً ومميزاً في تحقيق التنمية بإسهامه في تنفيذ خططها واهدافها في ظل دعم الدولة له بالحوافز والتيسيرات وسعيها لزيادة دوره الاستثماري الذي لم يقتصر فقط على النشاط التجاري بل امتد ليشمل مجالات اخرى في الصناعة والزراعة والبناء والخدمات والجانب الصحي، حيث تم انشاء المرافق الصحية ممثلة في المستشفيات والمستوصفات والعيادات والصيدليات والمختبرات ومراكز العلاج الطبيعي وتزويدها بالامكانيات البشرية والمادية المناسبة,, فالقطاع الصحي من القطاعات المميزة الدالة على الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة في المملكة وذلك ان القطاع الخدمي من اكبر الاستثمارات اهمية.
وبعد ان قال بعض من حضر هذا المؤتمر رأيه فيه فان الحكم يبقى هو الزمان والحل العاجل الذي يجب ان يوضع بشكل سريع وأوله تأسيس كليات وجامعات بالعلوم الفنية والتقنية وهذا هو دور القطاع العام مع مشاركة القطاع الخاص ان رغب ووضع سياسات نظامية في نظام العمل تكفل الحقوق وتنظم عمل القطاع الخاص كل حسب مجاله، وان تترك المنشأة تدير نفسها بالنظام الذي تراه والذي قد يتسبب في كثرة الهروب وقلق الموظف, لقد اصبح الحل الآن في يد الجهات الحكومية المعنية مثل ما تفعل دول اخرى بتوفير الارضية المناسبة وترغم بالتالي القطاع الخاص على التوظيف للمواطن بنسب معينة لانه في هذه الحالة لا يستطيع الاعتراض حتى لا يؤخذ عليه عدم المواطنة.
كما أكد الأستاذ عبدالعزيز سليمان الجاسر رئيس مجلس ادارة الشركة العربية للعود والعطورات الشرقية بأن النهج الذي ظلت تتبعه قيادتنا الرشيدة حيال التنمية الاقتصادية في جميع ضروبها تؤكد حرصها الشديد والكبير للتنمية الشاملة والاستعداد المبكر للدخول المتوقع للمملكة في منظمة التجارة العالمية.
كما أن الاهتمام والتركيز الكبير اللذين يجدهما القطاع الخاص عملا على ارتفاع نسبة الناتج المحلي والقيمة المضافة.
لذا يأتي مؤتمر رجال الأعمال الخامس متناغماً مع الاطروحات والاستراتيجيات التي ترسمها الدولة، كما أنه يأتي متزامناً مع جملة الأحداث والمتغيرات التي تميز العالم خلال الألفية الثالثة وذلك من خلال استجلاب ومواكبة أحدث التقنيات العالمية وتوطينها وتفعيل دور الشباب السعودي وتأهيله وتدريبه فضلاً عن أن مؤتمر رجال الأعمال أكد على أهمية الغرف الصناعية وأدوارها المتعاظمة في مسيرة التنمية الوطنية.
|