Wednesday 10th November, 1999 G No. 9904جريدة الجزيرة الاربعاء 2 ,شعبان 1420 العدد 9904


صمت العصافير
بأي ذنب يقتل الأطفال!!؟
ناهد باشطح

زقزقة:
الرأس المجهز جيدا خير من الرأس المملوء
حكمة فرنسية
من المحزن ان يتسبب الانسان في ايقاع الضرر بأبنائه وذلك بسبب الجهل وانعدام الوعي والطفل الذي لا يعرف قواعد السلامة يصبح وصمة عار على الاسرة اذ ان من مسؤوليتها توعية الطفل بقواعد السلامة في المنزل والطريق والمركبة.
اقول ذلك بعد اطلاعي على حادث نشر مؤخرا في احدى الصحف تسبب في وفاة طفلة لا يتجاوز عمرها اربع سنوات.
والقصة في تفاصيلها تحمل دلالات واضحة على اهمال الاب وجهله.
فالطفلة الصغيرة تعبث بمفاتيح غلق النافذة وفتحها بالسيارة والاب منسجم مع صوت الراديو ولم يكلف نفسه عناء توجيهها الى خطورة ما تفعل مما أدى الى انحشار رأسها حين اقفلت زر النافذة وبالتالي اختناقها.
والكارثة ان الاب لم يشعر او يسمع شيئا ما حتى نبهه سائقو السيارات المجاورة لسيارته في طريق الهدى الطائف.
وحين هرع بها الى المستشفى كانت قد فارقت الحياة.
والسؤال الى متى والاطفال يدفعون حياتهم ثمنا لانشغال الآباء.
ولماذا لا توجد جهة تربوية رسمية لمعاقبة اهمال الآباء.
في الغرب حدث ان طفلا عمره ثلاث سنوات انقذ والدته من الموت حين اتصل هاتفيا بالاسعاف لنجدة والدته التي كانت مصابة بمرض التهاب السحايا وسقطت مغشيا عليها في دورة المياه.
ويمكن ان يفعل الاطفال اكثر من هذا لنا ولأنفسهم اذا احترمنا مقدرتهم على التعلم ومنحناهم الوقت ليتعلموا كيف يحافظوا على سلامتهم وسلامة الاخرين.
فما الذي يضيرنا إن خصصنا بعض الوقت لنتحدث مع اطفالنا حول بعض المخاطر التي قد تحدث في الطريق او المدرسة او في المنزل وكيفية معالجتها سواء بالاتصال على الاخرين وطلب النجدة او اتخاذ قواعد السلامة بشكل شخصي؟.
مشكلة البعض انه لا يعتقد ان الطفل كائن انساني يمتلك مقدرة عظيمة على التعلم والادراك وهو عامل مؤثر بالسلب او الايجاب في الاسرة اذ لا أظن ان الاسرة تسعد بوجود طفل لديه مشاكل صحية او نفسية.
بل ان الام غالبا ما تقلق لذلك وهذا ما ألحظه كثيرا حال حضوري للندوات التي تناقش مشاكل الاطفال,, الامهات قلقات ولكنهن لا يفعلهن شيئا ليفهمن الطفل ويقمن بحل مشكلاته.
هل سألنا انفسنا آباء وامهات عن الذي نقدمه لاطفالنا باستثناء الامور المادية من مأكل ومشرب ومسكن!!
هل نستطيع ان نحصي ما نقدمه لاطفالنا هل راجعنا انفسنا فيما نقدمه؟ فهل نفعل ذلك؟ ام نفكر ان نفعل؟ ام اننا راضون عن واقعنا بما لا يؤمل بتغييره مطلقا.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
عزيزتـي الجزيرة
ملحق الاتصالات
الريـــــــاضيــــة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved