استطاع حاكم روسيا بوريس يلتسين إشغال الروس وابعادهم عن الفضائح التي كانت تحيط به من كل جانب، ومن اههما تلقيه وعائلته أموالا من قبل شركات وجماعات لها علاقة بالمافيا الدولية، حيث اكتشفت جهات قضائية وبنكية وبرلمانية غربية، وجود حسابات مصرفية باسم يلتسين وأفراد عائلته وضعت فيها اموال بالملايين من قبل جهات مشبوهة، وحاول عدد من اعضاء الكونغرس الامريكي من اعضاء الحزب الجمهوري فتح تحقيق عن تورط بعض أعضاء الحزب الديمقراطي في مساعدة يلتسين وأفراد عائلته في تهريب اموال من روسيا الى بنوك غربية وكان الحصار يضيق حول يلتسين، فجأة شهدت موسكو تفجيرات أعقبت استيلاء مقاتلين من الشيشانيين والداغستانيين على اجزاء هامة من جمهورية داغستان، الجمهورية المجاورة للشيشان، وشبيهة لها في التكوين الديمغرافي والانتماء الديني، والوضع الفدرالي كجمهورية عضوة في الاتحاد الروسي، وهنا وجد يلتسين ضالته في الجاسوس السوفياتي السابق، ربيب ال(كي, جي, بي) فلاديمير بوتين الذي لم يجد اية غضاضة في استعادة أسلوب استاذه القديم جوزيف ستالين في التعامل مع الشعوب التي تتمرد على موسكو، فبعد ان هيأ الرأي العام الروسي الحكومات الغربية من خلال إلصاق تهمة الارهاب بالشيشانيين والذين حمّلهم جميعا مسئولية رعاية واحتضان وحماية الارهابيين الاسلاميين ,, وبما ان الروس قد تعرضوا لحملات إعلامية نفذت بالاسلوب السوفياتي السابق، والذي يجيده بوتين وتلامذته من جواسيس ال كي, جي, بي المزروعين في كل وسائل الإعلام الروسية الحالية رغم كل عمليات الاصلاح، فقد تقبل الروس كل الاعمال الاجرامية التي يرتكبها الجيش الروسي في الشيشان الى الحد الذي لم يكتف الروس بالصمت على ما يجري، بل يصفقون فرحاً لما يفعله جنرالاتهم بالشيشانيين الذي كتب عليهم دفع ثمن تهمة لم يرتكبوها، الا انها رتبت بدقة، وصنعتها اطراف عدة لها مصلحة في بقاء يلتسين ونظام يلتسين من بعد انتهاء مدة حكمه، ووجدت هوى لدى جنرالات الجيش الذين يعتقدون أنهم بتدميرهم لمدن وقرى الشيشان، وقتل آلاف منهم، يحققون نصراً يمسح الهزيمة المذلة التي تعرضوا لها عام 1994م، في حين ستكون النتيجة وبالاً عليهم وعلى روسيا بأكملها، لأن ما يفعله عسكر روسيا وجنرالاتهم ضد الشعب الشيشاني سيدفع كل الشيشانيين الى الجهاد,, الذي لم يمكن لأحد أن يصفه بالإرهاب,, لأنه حق لشعب تعرض للإبادة والقهر فوجد الوسيلة المثلى للبقاء.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com