* حائل عبدالعزيز العيادة
لم يكن سيف العشق مساعد الرشيدي في الفورمة الشعرية وهو يلتقي بجماهيره التي حضرت مبكرا وانقلبت الأمسية الشعرية إلى محاضرة تناولت مواضيع متعددة ولكنها لم تخل من الشعر الذي كان الجمهور متحمساً لسماعه ضمن مهرجان الأمير فيصل ابن فهد الثقافي الذي يقيمه نادي فيد الرياضي على مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد بحائل ونجح بذلك فقد ابدع مقدم الأمسية الشاعر عثمان المجراد وهو يلقي أبيات شعرية كتبها رثاء بالأمير الراحل نقتطف منها:
فيصل وينبت بالسماء ستين نور فيصل وينطق هالوطن فعل كلام فيصل حفيد اللي بنى للدار سور وابن الذي زاد اللقب بأشرف وسام |
فتهيأ الشعر وتهيأ الجمهور لمعانقة سيف العشق مساعد بعد أن قدمه الشاعر عثمان المجراد كأجمل ما يقدم شاعر حينما قال كثير هم الشعراء وقليل هو الشعر ولاشك أن مساعد باسق بعطائه فبدأ مساعد متحدثا أكثر من شاعر وتحدث في مقدمة طويلة أشار إلى أنه يؤكد بإقامة هذه الامسية الثانية له بحائل مدى نجاح الأمسية الأولى وقال تربطني بحائل أشياء كثيرة ولن أخذلها ولا أخدلكم أبداً وأكد أنه لم يكتب قصيدة رثاء في حياته وكان يتمنى وجود الأمير نواف بن فيصل بهذه الأمسية.
وأشار إلى أن الشعر الذي لا يوصل رسالة لا يستحق أن يسمع.
بعدها أحس مساعد الرشيدي بحسه الشعري أن الجمهور أتى ليسمع القصائد الرائعة فبدأ بوطن يسعد مساك ثم قصيدته الترحيبية بالأمير سلطان بن عبدالعزيز أثناء زيارته لحائل الأخيرة ومنها هذه الأبيات:
حائل سقى من الوبل هتان وسم يليق بنفدها والنجايد من بعد حاتم بشروها بسلطان بشركم الله بالرضى والسعايد |
ثم أنشد قصيدته في عروس الشمال حائل ومنها:
المسعد اللي كلما ريّع عليك الظلال البختري والنفل والشيح عن صابرك |
وبعد مقدمة مطولة أكد فيها أنه اضطر مع كرم الضيافة أن يصافح جمهوره بحائل بقصيدة جديدة ومنها:
يوم أن نفسي عسيف أوكدت ترويضها واليوم اشوف العسيف تهوز خيالها دنيا غدت سودها عندي مثل بيضها تشابهت لعن ابوها ما عرفنا لها |
فدوى تصفيق حاد بالصالة بعد ان استمر مع كل مقطع من قصائد سيف العشق مساعد لتلتهب المشاعر كثيراً ولكن اطفأها مساعد الرشيد من جديد بعد أن أجاب على أسئلة الجمهور التي طلب مساعد على غير العادة أن تبدأ مبكرا وذلك عن الشعر الشعبي الليبي والسعودي فقال مساعد الرشيدي أن بعض لهجة الليبيين تشبه كثيراً اللهجات بنجد والشمال وقال إن العادات متشابهة ولكن أشار إلى إشكالية كما وصفها تتعلق بأن الشاعر لديهم ينظم قصيدته بما يتجاوز 250 و300 بيت مؤكداً أن بإمكان المستمع أن يقضي اشغاله ويعود والشاعر لم ينته من القاء قصيدته.
وقال مساعد الرشيدي أنه انحرج كثيراً عندما لم ينظم قصيدة بمناسبة زيارته للجمهورية الليبية خصوصا وأن الكل كان يترقب منه ذلك وأشار مساعد أنه في الموقف الصعب الهمه الله بيبت واحد فقال :
كرمالك يا دار شعشع نور الفجر وجمر ولع دم الليبيي نار من عمر المختار لمعمر |
مؤكداً أن الصحافة الليبية تحدثت عنه كثيرا.
ثم أسهب مساعد الرشيدي في قضية ولادته وانتقالاته من منطقة لأخرى وكانه كان غير راض من طرح السؤال عليه وقال اريد أسئلة تركز على النقد ثم أجاب عن الشعر الاجتماعي وقال والله ما أدري وشلون الشعر الاجتماعي مؤكدا أن الشعر الغزلي قمة الشعر الاجتماعي فأخذها مساعد الرشيدي فرصة سانحة لإلقاء محاضرة عن الشعر والحضور النسائي نورد جزءاً مما قال: إن الشعر أهم رسالة اجتماعية متى ما كان شعرا حقيقيا, ورفض أن ينصح وقال أنا احتاج من ينصحني مشيرا إلى أن قصائده الوطنية أيضا اجتماعية لأنها تهدف إلى زيادة انتماء المجتمع لتراب وطنه مؤكدا أن تجربته لا تؤهله لهذا الشيء وناشد الجميع بالأخذ في الاعتبار بان قصيدة الشاعر وإن احتوت على نصائح لا تخرج عن نطاق الرأي ومن الممكن الأخذ بها أولا!! وقاطع سؤال حول القومية فقال مساعد الرشيدي قصائدي قومية وقوميتي بوطني وأنشد بصورة حماسية قائلا:
من طمع فينا وطينا على خده ومن يجرب غيظنا ما يدانينا ومن رفع يده علينا تهبه يده ما تعل بالسماء غير أيادينا |
ثم قال هذه قوميتي,, وقال أنا ماني أمي ولا جاهل أنا محاضر بالكلية ومتعلم ولكني غير مثقف ولا عندي عقدة أن أكون مثقفا, واستدرك: طبعا الثقافة هدف عام للناس ولكن على أساس.
وقال: القومية إذا انطلقت من منطلق غير وطنك فهي ناقصة.
وهنا أشار الشاعر عثمان المجراد مقدم الأمسية إلى العودة للشعر فأنشد مساعد الرشيدي قصيدة غزلية منها:
يقول قلبي على الماء وقلب الماء على شطك الماء وانا يا لقراح العذب ورادك كم شالك الحلم باهدابي ولا حطك والعين يرعى نظرها عشق ميعادك يا شمس يللي تدلّى بالسماء قرطك عن كل هالورد هذا القلب عبادك |
ثم اتبعها بقصيدة غزلية أخرى وكان الجمهور غير مصدق أن نهر القصيد العذب بدأ يتدفق من جديد ومنها:
جابك الله على غابة المطلوب من مواطيك بالعشق لا هدابك جيت يالمترف الناعم المرعوب مرحبا فيك لا اقبلت وأهلا بك |
ففرح كل من في القاعة بعد أن التهب التصفيق وازداد توهج مساعد ليقول لابد ألا يكرر المرء نفسه وأنشد:
كريم يا بارق يبرق على الحره عيني تخيله وأنا طرقي ووحداني ربعٍ لهم في مداهيل السماء دره يا طيبهم للخوي والجار والعاني |
ولكن عادت الأسئلة وعاد مساعد للاجابات المطلوبة التي كلما التهبت المشاعر شعرا حتى جاءت كالقضاء المستعجل على روعة الاستماع والمتعة, فيتحدث مساعد الرشيدي بشكل مطول عن الشعر العامي والشعر الفصيح ولكنه اعترف أنه شاعر لا يملك أن يكتب بالفصيح وقال المهم أن توصل رسالتي الشعرية للآخرين حتى ولو بلغة الإشارة.
وقال مسألة الثقافة واللغة العربية شيء والشعر شيء آخر وطالب كل الشعراء أن يكتبوا الشعر بالطريقة التي يبدعون من خلالها وقال إذا كان الشاعر لا يستطيع كتابة الشعر الأجمل إلا عبر اللغة الإنجليزية فليكتب ولا يكتب شعراً عربياً سيئاً.
وقال الرشيدي كل مفردات الشعر الشعبي من القاموس الفصيح أما حركات سيبويه فما أنزل الله بها من سلطان.
وقال مساعد أنه يحب الشعراء الفصيحين الجيدين في المملكة وأحفظ الكثيرين حتى الشعراء الحداثيين من الشعراء السعوديين.
وأكد مازحا بانه يصحح لهم الأخطاء الإملائية بس الأوزان ما أعرف وأجيبها قلب.
ثم قال ان علاقته بالشاعر فهد عافت علاقة قوية ولا تشوبها شائبة ولم يستطع كل الذين أدوا الصيد في العكر أن يفعلوا شيئاً ففهد عافت سكنا أنا وهو في بيت واحد أكثر من عام بالرياض وإذا اختلفنا أنا وفهد عافت فقل على الأصدقاء السلام وكون شاعر كبير كفهد عافت نتنافس أنا وهو سويا فهذا في صالحي فإن الشاعر القوي عندما ينافسك من المفترض أن تحبه لأنه يحفزك على التفوق والإبداع.
ثم في آخر الأمسية أنشد قصيدة الكنه تلبية لرغبة الجمهور ثم قال مساعد الرشيدي لا تصدقوا أن الشعر يباع ثم أن الشعر وبيعه ليس حراماً!! مؤكداً الرشيدي أن ثلاثة أرباع قصائد ديوانه غير واقعية وقال لن أكون أنا وقصائدي صورة تلفزيونية وقال لابد من الإثارة وافتعل الأحداث لكي اطرب سامعي القصائد والشعر مؤكدا أنه لم يستفد ماديا من أمسياته الشعرية إلا في حائل بينما كانت له تجارب فاشلة في مناطق اخرى عندما وضع المنظمون تذاكر دخول لأمسيته ولم يأت الجمهور بالشكل المرضي وهكذا اختتم مساعد الرشيدي أمسيته بحائل عفوا كرسي اعترافاته عفوا لقاءه المباشر مع جمهوره فكان مساعد بعيدا عن الشعر ولكنه كان قريبا من الصدق وهو يتحدث مع جمهوره بحميمية بالغة أهدى من خلالها قصيدة جديدة لم تنشر وتحدث بعفوية كثيرا كما لم يتحدث من قبل.
لقطات
* جمهور كثيف حضر الأمسية والبعض بعد أن تأخر مساعد عن موعد حضوره بأكثر من ساعة غادر ولكن ذلك لم يؤثر على الحضور فقد استفاد من ذلك بعض الوقوف.
* نجح نادي فيد بإقامة هذه الأمسية وتنظيمها وكان الشاعر عثمان المجراد نجما كعادته.
* مساعد خاطب جمهوره معتذرا في بداية الأمسية مؤكدا بأنه يمون وان الظروف هي التي أخرتني ولم يفصح عن ماهيتها!!
* الشعر قليل الجمهور كثيف التنظير الصدق, عناوين الأمسية!!