موسكو لوك بيرو أ,ف,ب
اكتسب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين خلال اقل من ثلاثة اشهر على توليه منصبه صفة الرجل الحديدي في روسيا وذلك قبل ثمانية اشهر من الانتخابات الرئاسية ويفسر الارتفاع المذهل في شعبيته جزئيا بسبب مواقفه الصارمة ازاء الشيشان.
ومنحت الاستطلاعات رئيس الوزراء الذي لم يكن بارزا على الساحة السياسية قبل تعيينه في منصبه في آب/اغسطس الماضي نسبة 29% من تأييد الناخبين في الدورة الاولى من الانتخابات.
وتضعه هذه الارقام في مقدمة المرشحين لخلافة الرئيس الحالي بوريس يلتسين.
ويرى الخبراء ان الارتفاع في شعبية بوتين ناجم عن اعلانه الحرب على الارهابيين في الشيشان.
لكن رئيس احدى مؤسسات الرأي العام الكسندر اوسلون راى في مقال كتبه في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا امس الجمعة ان ارتفاع شعبية بوتين يعود ايضا الى شخصيته المطمئنة والردود المناسبة التي يواجه بها توقعات الناس.
واضاف ان بوتين جعل من نفسه بطلا لايديولوجية جديدة للدولة قائمة على مبدأ الوطنية وينوي تعزيز رصيده الشعبي كمحارب عبر تغذيته انبعاث الاحساس بالمفاخرة الوطنية لدى مواطنيه الذين يشعرون بالاهانة.
وخلافا لذلك يبدي عدد من الشبان الروس نفورا حيال هذه الحسابات السياسية وذلك نظرا لحساسيتهم المفرطة حيال اي عودة ممكنة للاتحاد السوفياتي السابق وقالت يوليا 32 عاما ان بوتين هو رجل مخابراتي مائة في المائة ومن النوعية ذاتها التي سممت مجرى حياتنا قبل عشرة اعوام انه يثير اشمئزازي.
وولد بوتين في لينينغراد سان بطرسبورغ في السابع من تشرين الاول / اكتوبر 1952 وهو اب لولدين وبدأ حياته المهنية في اجهزة الاستخبارات الخارجية التي كانت حينها جزءا من الكي جي بي.
ومع انهيار الاتحاد السوفياتي نهاية 1991م انتقل بوتين الى ادارة مدينة سان بطرسبورج قبل ان يعود الى موسكو عام 1996م مع فريق من الشخصيات السياسية الشابة الطموحة الاتية من سان بطرسبورغ على خطى الاصلاحي اناتولي تشوباييس, وادى تسارع بروز نجمه الى توليه في تموز/ يوليو 1998م رئاسة جهاز الامن الفدرالي وفي اذار/ مارس 1999م امينا عاما لمجلس الامن الروسي قبل ان يعين رئيسا للوزراء بعد عام وشهر من ذلك التاريخ, وتتناقض تصرفات بوتين القصير القامة وصاحب النظرة الماكرة والكلمة المقتضبة والسريع الحركة مع الوسائل الملتوية والاقل وضوحا لسلفيه فيكتور تشرنومردين وسيرغي ستيباشين.
ونظرا لشغفه بالتصريحات المدوية ادخل بوتين في الآونة الاخيرة تعابير حكومية جديدة مؤكدا ملاحقة الارهابيين حتى بيوت الخلاء.
|