* ابوظبي واس
حققت دولة الامارات العربية المتحدة نجاحات متميزة في تنمية الحياة البيئية والمحافظة عليها واقامة محميات طبيعية بحرية وبرية تعنى بتطوير المكونات البيئية.
وتوجد بدولة الامارات العديد من مراكز الابحاث والدراسات العلمية في مجالات الحياة الفطرية والثروات والكائنات البحرية والزراعات الملحية من بينها برنامج زائد العالمي للبحوث البيئية والزراعية بجامعة الامارات وهيئة ابحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها والمركز الاقليمي للزراعات في منطقة الخليج العربي الذي افتتح اخيرا بدبي وهيئة البحوث البيئية بجزيرة السمالية التي تتبع نادي تراث الامارات,وتهتم هذه المراكز باجراء البحوث والدراسات الخاصة بالغطاء النباتي للشواطىء والجزر التي تنمو فيها الاشجار التي تتحمل الملوحة ويستفاد منها في مجالات عدة منها استخدامها كغطاء نباتي وبيئي وغذاء للاسماك والكائنات البحرية واستثمار بعض انواعها اقتصاديا في الصناعات الورقية والدوائية اضافة الى استغلالها كمصدات تمنع الجرف القاري للشواطىء والخيران والاخوار على امتداد سواحل دولة الامارات التي يبلغ طولها نحو 750 كيلومترا.
وتضطلع هيئة البحوث البيئية في جزيرة السمالية بدور علمي رائد لتطوير زراعة هذه الانواع من النباتات والاشجار البحرية حيث توصلت نتائج الابحاث العلمية التي اجرتها الى اهمية انشاء بنك للنباتات البحرية الملحية في جزيرة السمالية وتجهيز الجزيرة لتكون مركزا لانتاج انواع كثيرة من النباتات الملحية الجيدة بيئيا والمقاومة للملوحة واكثار استزراعها بحيث تصبح موردا ثابتا لهذه الانواع من النباتات خلال فصول السنة المختلفة.
وتم تأسيس بنك النباتات ليصبح مصدرا مهما للنباتات النادرة المحلية والمستوردة وتوفيرها للجهات المختصة والهيئات العلمية.
ويحتوي بنك النباتات في جزيرة السمالية على اكثر من الف نوع من الاشجار التي تتحمل الملوحة والجفاف والحرارة والتي يتم ريها بالماء المالح حيث يتم زراعة البذور في اماكن خاصة يتم تجهيزها والعناية بها خلال مراحل انباتها ونموها حتى تصل الى مرحلة تمكنها من الاعتماد على نفسها بعد ذلك يجري نقلها الى حيث يستفاد منها,كما ان بنك النباتات يحتوي على انواع اخرى يتم استزراعها باستقدام شتلات واكثارها بطرق علمية وفي فترة زمنية قصيرة تحت ظروف بيئية تتحكم فيها عوامل الحرارة الرطوبة والري والسماد.
وقد وقعت هيئة البحوث البيئية اخيرا اتفاقية ثنائية مع المجموعة البيئية التابعة للاتحاد الاوروبي للتعاون في انشاء بنك للنباتات الملحية تشمل تبادل عقد الدورات التدريبية المتخصصة في مجالات البيئة النباتية البحرية حيث تستضيف جزيرة السمالية افواجا من طلبة الجامعات الاوروبية للمشاركة في الدورات البيئية كما تشارك لجنة البحوث بنادي تراث الامارات في الاجتماع الموسع الذي تعقده المجموعة البيئية للاتحاد الاوروبي في ايطاليا في شهر اكتوبر من كل عام,وقد بدأ المشروع بانشاء اربعة مشاتل خصوصا بالبذور الاول يحتوي على تربة من تربة جزيرة السمالية وبدون اضافات سمادية والثاني يحتوي على تربة من الجزيرة مع اضافات سمادية والثالث يحتوي على تربة منقولة من خارج الجزيرة بدون سماد والرابع يحتوي على تربة منقولة من خارج الجزيرة مع اضافات سمادية,وقد شجعت النجاحات التي حققها بنك النباتات المسؤولين في هيئة البحوث البيئية الى جلب العديد من الاشجار التي تتحمل الملوحة سواء المتواجدة داخل الدولة او خارجها واستوردت الهيئة انواعا من النباتات من استراليا ومصر وباكستان وكندا وامريكا بهدف تكوين محمية نباتية من انواع وبيئات مختلفة لايجاد افضل السبل لزراعتها واكثارها في تربة جزيرة السمالية وبالتالي توزيعها على طول الشواطىء والاخوار بالدولة وتزويد المشاتل والهيئات والجهات المختصة بالدولة وكذلك للدول التي انقرضت منها هذه الانواع من النباتات,ويسعى المختبر البيئي وبنك النباتات من خلال اجراء العديد من الابحاث العلمية الى اكثار هذه الانواع بطرق متباينة استزراعية واخرى معملية,, وقد اظهرت التجارب التي اجريت قدرتها على مقاومة الامراض والفيروسات وتحملها لكافة الظروف الطبيعية ومكافحتها للتلوث كما يمكن الاستفادة من هذه النباتات من خلال استخلاص المادة العلمية لكل بنات وبيان فائدته الطبية او العلمية ووضع قاعدة بيانات تخص كل بنات على حده,كما اوضحت الدراسات ان هناك انواعا من النباتات تشكل مراعي اساسية للنحل لانتاج العسل واخرى تستخدم كعلف للحيوانات والبعض لها فوائد طبية في حين تستخدم الاشجار الكثيفة لمصدات للرياح وتقليل عمليات النحر المستمر للشواطىء والخلجان في حين يعمل بعض الغطاء النباتي كمؤشر للكشف على درجات التلوث وتم اكثارها في اماكن ظهور التلوث وخصوصا التلوث النفطي حيث يتم اجراء بعض التحاليل الكيمائية والفيزيائية داخل المختبر البيئي للجزيرة للحصول على بيانات علمية تظهر نسبة التلوث العالقة بالنبات.
كما طورت ادارة الجزيرة مشاريع زراعة اشجار القرم ووضع البذور في الخيران والممرات ثم وضعت كميات من اسماك الصافي والبياح والهامور والروبيان ويجري العمل حاليا في مشروع الاقفاص العائمة لانتاج يرقات عدة انواع من الاسماك.
ومن اجل اكساب الكوادر المواطنة خبرات في مجالات البحوث الزراعية والبيئية تنظم لجنة البحوث البيئية في جزيرة السمالية المؤتمرات وورش العمل البحثية وتستضيف من خلالها خبراء ومتخصصين في مجالات علوم البيئة والاشجار التي تتحمل الملوحة واعشاب البحار والثروات السمكية ومكافحة التلوث ورصد اماكن تواجد ابقار البحر والسلاحف البحرية.
كما تقوم لجنة البحوث باطلاع طلاب الجامعة والباحثين على نتائج هذه الدراسات للاستفادة منها في تخصصاتهم الاكاديمية, وحتى تحقق لجنة البحوث البيئية في جزيرة السمالية نجاحات علمية اقامت علاقات تعاون بحثية وعلمية مع كل من هيئة ابحاث البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية وكلية العلوم بجامعة الامارات وشركات البترول والدائرة الخاصة لصاحب السمو رئيس الدولة والهيئة الاتحادية للبيئة كما ان هناك تعاونا مع منظمة ابحاث البيئة في استراليا وقد تم تسجيل لجنة البحوث البيئية التابعة لنادي تراث الامارات كهيئة رسمية عالمية لدى المنظمات العالمية المتخصصة في الشؤون البيئية والمحميات الطبيعية.
|