بدون ضجيج وطن, ويشربون الناس! جارالله الحميد |
لا تنشر المطبوعات العربية لكاتب سعودي خلاف الذين جرى تعميمهم مناسباتيا في مهرجانات ثقافية/ نقدية/ فكرية/ سياحية لا مانع! لا بسبب اعتبارات نقدية محض، وصريحة, أو عيوب فنية محض، وصريحة، ولكن بسبب سؤال يطرحه الاخوة في هذه المطبوعات يتعلق بخلفيات سياسية ونفطوية لا علاقة له بها, وربما تساءلوا: لماذا يستأجر هذا الأخ السعودي من يكتب له وهو في غنى عن ذلك يذرع بلاد الله متسلحا بالكريدت كارد التي لا تنضب متطوحا بين مرابع الليل؟, الله الغني يا أخي.
هذه النظرة المليئة بالميز العنصري تترسخ لدى اشقائنا! العرب رغم ان لدينا كتابا لا يحلم هؤلاء الأشقاء ببعض اشراقاتهم وابداعاتهم, وسط محيط الركاكة الذي يغرق فيه كتاب الدول الشقيقة, وبالذات كتاب الصحف, الذين فتحوا على الآخر اكشاكهم لشيء يشبه ما يطلبه المستمعون ! خذ عندك: أحمد الشهاوي وأستاذ الركاكة جمال الغيطاني وقبلهم غالي شكري ومن بين يديهم عبدالمعطي حجازي الذين وإن احترمنا تجربتهم الابداعية إلا أننا نود ان نوصل لهم أن لدينا من تخطاهم، وتجاوزهم.
مرة أرسلت الى جريدة الحياة وهي التي من مثلها في نشر همهمات أي كاتب مغاربي أو مصري مغترب قصة أثق أنها فوق مستوى ما ينشر لديهم من هراء كان اسمها فانتازيا المهرجان ولم تنشر ولم توضح الجريدة هل وصلتها هذه المادة أم لا؟!,, ولصعوبات شخصية فقط لم أنشرها محليا، مع ايماني بأن ماأكتبه لمواطني يجب ان يكون ضمن لفائف خبزهم، جرائدهم، التي تتطور بهم! وتعلو بهممهم! وتنضج برقابتهم ونقدهم.
مضت أيام وأنا أتصفح الجريدة المذكورة علني أعثر على نص يُخرس احتجاجاتي ولم يكن, زفزاف كان من أجل المكافأة يفرد موضوعا ذا عشرة سطور على قرابة نصف صفحة: وصف للحمامات الشهيرة، ليالي صعلكة غير كاملة مع رفاق عاديين، لا بأس من تطعيم اليوميات كذا يسمونها بأسماء الشاب خالد ورواية التي اشترت حتى مجلات العشيرة بأصباغها ودلعها ذاكرة الجسد ! وهو وصف ذكوري من جانبها هذا هو الغريب! لقضية اللقاء بين الرجل والمرأة ذلك الذي لا يتم إلا بطقوس تلزمنا بافناء الجسد ليس التضحية به فقط من أجل رضا الذكر الذي بدوره يحول النقود ويشتري الشقة في باريس ويدفع اقساط الهاتف ويوزع نسخ الرواية على المقربين راوياً على لسانها قصة انتصاره كما يليق بديك!
للعلم: أحلام مستغانمي على أبواب الخمسين الآن فهل من خاطب؟! قبل ان تتيبس بقية خديها الملطخين بالأحمر الوردي؟ .
لا أحد يريد النشر خارج الوطن!.
بالنسبة إليّ فقد جاءتني عروض عدة من لبنان والكويت وغيرهما لنشر أعمالي وكنت واضحا في رفضي للمسألة:
أنا أكتب للناس، للبدو، للمواطنين الكادحين في وطني, فإذا لم يقرؤوني فلست بحاجة الى قراء!, ولم يراودني يوما حلم أن تنتشر كتاباتي على نواصي لندن بقدر ما يراودني حلم أن يكاتبني ولد من حفر الباطن يثني على كتابتي ويطالبني بالمزيد!, هذا هدفي.
وقد كان, ذات يوم ضممت رسالة وردية بسيطة كالماء من القارىء سعد الشمري من سكاكا قال فيها بعد الديباجة انه توصل الى فهم قصصي, وانه منذ الآن لن يتعب في قراءتي, وفسر لي من وجهة نظره طبعا قصة شاي في مجموعة رائحة المدن , كان تفسيرا انحزت اليه وتمنيت لو أنه كان هدفي يوم كتبت!.
كم هو جميل هذا الوطن بنفطه وصحاريه وخلجانه وبحاره ومطاراته وشوارعه وأرصفته وناسه وكراريس تلاميذه وعصافير حقوله ومنارات مساجده وأشجار طلحه ورقصة العيد أيام سعده وبيرقه الخفاق الذي لا ينكس دونا عن بيارق العالم كلها.
وطن: يا بعد كل الناس!.
اشاراتان: العنوان للشاعر العذب محمد الرطيان.
غيرة من الزملاء الذين يضعون بريدهم ومواقعهم على الانترنت سأضع رقما يمكن من خلاله تبادل الآراء فاكس: 065435536 يارب ينشر!!.
|
|
|