نحن الآن نناقش القضية الثانية التي اصبحت لغزا محيراً وقضية متعددة الاسباب تحتاج الى من يدعمها بالاجابة الا وهي (قصة الاسماء المستعارة بين الرفض والقبول) ظاهرة ليست جديدة من نوعها او غريبة في مضمونها لانها عرفت في الادب قديما وحديثا, قديما كان هناك كتاب وكاتبات وشعراء يكتبون باسماء مستعارة عرفوا بها الى ان ظهروا بأسمائهم الحقيقية واستمرت هذه الظاهرة الى حين الادب الحديث وما نراه الان ان هناك العديد من هذه الاسماء احتلت مكانة مرموقة في العديد من الصحف والمجلات بعد ان حققت ذاتها بقيمة الاعمال التي تقدمها على كافة الاصعدة وبجميع الانواع الادبية المتنوعة من نثر وشعر وهي تختلف بأي حال من الاحوال عن الاسماء الحقيقية فبما ان هذه الاقلام تمتلك الموهبة والاداء المميز فهي تستطيع ان تصل الى ما تريد وان تحقق ما تصبو اليه لان الادب ارض فسيحة تضم العديد من الاقلام التي تساندها افكار وآراء قيمة من يتقدم اليها لا يشعر بالخوف او التردد بل يكون على استعداد للاستفادة بكل ما تقدمه من عطاء.
اذا ربما تكون هناك قيود اخرى من ظروف اجتماعية تفرض على الكاتب والكاتبة التخفي باسم مستعار.
او ربما يكون هناك دافع آخر يختلف عن تلك الاسباب التي وردت هو ان هذه الاسماء تريد الوقوف على ارض الادب بقوة وصلابة بوصولها الى ما تطمح اليه من نجاح مميز بدأت به خطوة بخطوة متسلحة بالثقة في النفس والارادة التي ترفض المستحيل والان في وقتنا الحاضر اصبح لدى الجميع وعي وادراك لقيمة الكتابة الادبية لتنعم والحمد لله بالتشجيع الاجتماعي واعجاب ممن يقرأ لنا بتوجيه النصائح الثمينة فقط هي مجرد مرحلة نتوقف عندها قليلا وقريبا باذن الله نظهر باسمائنا الحقيقية ونوثق نجاحنا في قائمة الكتابة الادبية بالاسم الحقيقي.
ودمتم بخير,.
صدى الذكريات
سدير
***
عار,, وعدم ثقة
ان الحديث عن الكتابة خلف الاسم المستعار ذو شجون ولا يمكن ان نصل الى السبب الحقيقي خلف هذا الاختفاء الغامض الا بعدة آراء وتعليقات ومع ذلك تظل آراء شخصية وجهودا ذاتية قابلة للخطأ والصواب.
وفي رأيي المتواضع ان الكتابة بالاسم المستعار عار وعدم ثقة وانهزام,, اقول هذا,, لاني اشمئز عندما تقع عيني على بعض مشاركات الاسماء المستعارة وتأخذني الشفقة ,, فالانهزامية تسكن بين السطور وفي ثنايا الكلمات فلا اجد الا زفرات وآهات,, وونات كأنغام النايات,, وزخم هائل من الكلمات,, معاناة في معاناة والاسم المستعار ليس بمنأى عنها (جريح وجريحة، اسير واسيرة,, معذب وتائهة,, اشجان واحزان,, الخ) هذه الاسماء تكتب تحت مشاكل مستعصية ما هذا الانكسار؟! ما هذه الاسماء؟! لا شموخ ولا كبرياء وطبعا اغلب هذه الكتابات تكون وجدانية وعاطفية حساسة وقد تحمل شيئا من الخصوصية بل غارقة في الخصوصية مما يتيح للكاتب المتخفي مجالاً رحباً ينطلق فيه بلا قيود وبلا خوف او خجل لانه لا يهتم بردة افعال القراء والمهم ان تصل تلك المشاركة سواء النثرية او الشعرية الى الشخص المراد ولا ابيح بسر اذا قلت ان البعض ليس لاسمه الحقيقي اثر فيما يكتب فهو يرفق اسما وهميا مع الاسم المستعار!! اذاً الخصوصية هي السبب الحقيقي لهذا التخفي.
وقد يدعي او يعتقد البعض ان هناك ظروفا اجتماعية عادات وتقاليد وقيوداً تفرض التخفي خلف الاسم المستعار والواقع ان الكاتب هو الذي يفرض على نفسه تلك القيود، بما يختاره فإما أن يكون له اوعليه وما دام الكاتب لم يناف تعاليم ديننا الاسلامي فأية عادات وتقاليد تجعله يتبرأ من اسمه الحقيقي انني لا استطيع ان اجد سببا مقنعا لهذا التخفي مهما كانت الظروف واخص بكلامي هذا,, الشباب لما يتمتعون به من مزايا وصفات تمكنهم من المواجهة والدفاع عن خصوصياتهم وافكارهم وآرائهم بحرية تامة بعكس الفتيات فربما تكون هناك ظروف قاهرة تحتم على البعض التخفي.
أخيراً,, كل ذلك,, لا ينفي وجود مبدعين ومبدعات يكتبون تحت اسماء مستعارة ولا يخفى على احد ان هناك علاقة حميمة بين الكاتب والقارىء فالواجب (على الاقل) ان يكون الاسم المستعار مشرف ومشرق كي يعكس صورة جميلة للكاتب.
عبدالله المشيري
بريدة