Tuesday 9th November, 1999 G No. 9903جريدة الجزيرة الثلاثاء 1 ,شعبان 1420 العدد 9903


دراسة تحليلية,, لساحتنا الأدبية!!

يبدو ان قدر الواحد منا بما انه يهوى الكتابة في الادب وجميع الفنون الاخرى ان يخرج بين آونة واخرى,, ليفركش تعليقاً كتلك التعليقات التي يلقيها اي شخص من قاعة المتفرجين، ناسين اومتناسين ان الحكم دائماً من مقاعد المتفرجين ذو طبيعة لزجة ونزقة غالباً بحيث لايتضح فيها الخطأ من الصواب!! ولم يكلف أحد منا نفسه ويلتقط انفاسه من سيل مثل هذه الاحكام المجانية ويجلس الى نفسه مدة من الزمن يخرج بعدها بتصور ناضج لواقع المرحلة الأدبية التي نعيش,, لكن الكل يريد ان يكتب وليس مهماً ان تكون كتابته أي كلام!!
إن المطلوب من مثقفينا الذين يتعاطون الكتابة سواء كالتزام يومي أو مزاجي أن يدخلوا في صلب قضايانا بدلاً من لمسها من السطح,, لمساً يجرح كثيراً,, عدداً ليس هيناً من الكتاب الشرفاء الذين ليس لهم من مطمع إلا أن يعبروا بصدق وحرارة عما يدور في مجتمعهم ويصطرع في ,, أعماقهم,, إنهم أناس أقل مايقال عنهم انهم يفعلون ويتفاعلون,, أناس مثل هؤلاء يستحقون مهما كان تواضع إنتاجهم أن نلقي عليهم الاضواء,, ان أكبر تحية يوجهها ناقد إلى فنان أن ينقده,, ولكن بشرف وفهم,, وتواضع!
فمهما كانت هذه الحركة الادبية متواضعة,, وهشة القوام فإنه لايجب علينا كأدباء وككتاب, كما نحب ان ندعي او يدعى علينا فإنه لايجب ان نقنع بان نكون متفرجين أغبياء أو قراء سطحيين ,, لافرق, إن القارىء حين يكون مفركشاً او ,,متشنجاً أو مادحاً معذور في كل الحالات,, أما نحن,, فمن الظلم الفادح جداً لهذه الحركة الأدبية أن نخرج من بياتنا الشتوي بين آونة وأخرى لنلقي في بركتها الصافية بحصاة آنية المفعول بدلاً من أن نلقي عملاً ادبياً يساهم في خلق وبلورة الصورة، ولاشك ان الرؤية لاتتضح دائماً الا بوجود السيىءوالجيد,, وليس هناك ادب في العالم، أو أديب في العالم,, كل ماينتج عنه درر صافيات!!,, اليس الافضل بدلاً من أن تلعن الظلام أن تضيء شمعة,, شمعة واحدة قد تجلب مئات الشموع.
ابراهيم محمد الجبر
ثرمداء
**يطرح صديقنا المتميز في كتابة المقالة ابراهيم الجبر تصوراً مثالياً لما يجب ان تكون عليه الساحة الادبية وتناسى ان الادباء والكتاب مثلهم مثل باقي البشر تحكمهم عواطفهم وانفعالاتهم في كثير من تصرفاتهم! ولكن لان الدور الملقى على عاتقهم نحو أبناء مجتمعاتهم فإنهم اي المثقفين مطالبون دائماً بان يكونوا القدوة الحسنة لافراد المجتمع,, ولان هذا الشيء لم يتحقق في ساحتنا الادبية إلا بنسبة بسيطة على الأقل في الوقت الراهن,, فإننانتمنى والاماني كثيرة أن نرى ساحتنا الادبية في المستقبل القريب اكثر صفاء ونقاء ومحبة مماتعيشه الآن!
وقبل أن اختتم التعليق، اود الاشارة الى ان عنوان المقالة لايتناسب مع محتواها، والمتعارف عليه ان العنوان هو الواجهة الحقيقية للمقالة والمعبر عنها، ولانستطيع باي حال من الاحوال ان نصف المقالة حتى وان طالت (بالدراسة التحليلية ) لان الاخيرة بحاجة الى بحث متعمق في هذه الظاهرة!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
تغطية خاصة
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved