* متابعة : عبدالله الشريد
اختتمت فعاليات المهرجان الثالث للمسرح السعودي والذي اقيم خلال الفترة (21 25/7/1420ه) ونظمته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشاركت فيه جامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود (فرع القصيم) والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون (فرع الدمام) واقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.
وقد اناب سموه رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفنون الاستاذ/ محمد بن احمد الشدي بافتتاح فعاليات المهرجان,, واشتملت الفعاليات التي استمرت على مدى خمسة ايام على عدة برامج ومسرحيات وندوات منها: مسرحية العناكب قدمتها فرقة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على مسرح مركز الامير نايف بن عبدالعزيز للمحاضرات,, ومسرحية النص لجامعة أم القرى ومسرحية آمنة لجامعة الملك سعود (الرياض),, ومسرحية (العودة للمستقبل) جامعة الملك سعود فرع القصيم,, ومسرحية (الهشيم) من جامعة الملك عبدالعزيز,, كما صاحبت فعاليات المهرجان مجموعة من الندوات والمحاضرات تناولت عدداً من الموضوعات المسرحية شملت (جماليات العامية والفصحى في المسرح العربي الحديث) والاخراج المسرحي وقراءة في النص المسرحي ,, كما اديرت حلقة نقاش حول مستقبل المسرح السعودي .
الجوائز
منحت لجنة التحكيم جائزة افضل عرض لمسرحية الزاوية المظلمة التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام كما حاز الممثل راشد الورثان بطل المسرحية على جائزة افضل ممثل ونال المخرج العراقي امير الحسناوي مخرج مسرحية (الهشيم) التي قدمتها جامعة الملك عبدالعزيز على جائزة افضل مخرج وحازت ايضاً مسرحية (الهشيم) على جائزة افضل نص وحصلت مسرحية (العناكب) التي قدمتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران على جائزة افضل سينوغرافيا كما حصل الطالب موسى القرني من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران على جائزة افضل محاور خلال المناقشات التي تعقب العروض المسرحية.
كما منحت لجنة التحكيم شهادات تقدير للممثلين نعمان كدوة وسجاد هوساوي من جامعة الملك عبدالعزيز لادائهما التمثيلي الرائع في مسرحية الهشيم، فيما خرج مسرح جامعة الملك سعود بعد عرض مسرحيته (آمنة) من المولد بلا حمص.
العرض الأول ,, (العناكب)
تأليف واخراج الطالب مشاري بن محمد الجبران والمسرحية عرضت في ساحة مكشوفة (كالمسرح المفتوح) وكانت تحمل في طياتها رموزا غامضة رفض المخرج ان يفسر اي رمز من رموز المسرحية تاركاً ذلك للمخزون الثقافي للمتلقي مشيراً الى ان كل رمز يحتمل ان يحمل اكثر من معنى وقال ان العرض التجريدي والذي يعتبر نموذجاً جديداً يقدم على المسرح الجامعي السعودي مشيراً الى ان العروض التجريدية هي فن عالمي متقدم ينبغي علينا ان ننظر اليه بواقعية وان نتابع مستجداته باهتمام على مستوى انحاء العالم.
ثم علق الدكتور ابراهيم غلوم مدير مهرجان المسرح الخليجي على المسرحية قائلاً: ان انتقال المسرح الى حيز غير محدود والى الفضاء يمكن المشاهد من ان يشاهد المسرحية من جهة يريدها هو فكر متقدم تفاعل معه الجمهور كما يجب، كما ان استخدام النيران في زوايا متعددة ومحاولة ابقائها متوهجة ساعد في توهج معاني ورموز المسرحية.
العرض الثاني,, (آمنة)
تأليف عبير الباز واخراج ناصر الباز والعرض المسرحي لقي الكثير من التجاوب بين الجمهور ومعظمهم اشاد بالابعاد الجميلة المستخدمة في الديكورات وكذلك وجود البسمة المحترمة مع وجود قوة التعبير واللفظ والفكرة واداء الممثلين وقال المخرج: انني اعرض المشكلة واترك الحلول حسب ما يتصورها كل مشاهد من الجمهور وارجو ان يكون هناك تفاؤل كي نستطيع ان نوصل الفكر المسرحي بين الجمهور وهناك نقاط كثيرة موجودة في النص لا يمكن تمثيلها بالكلمة فيقوم الممثل بتقديمها من الناحية الشكلية او عن طريق الحركات على خشبة المسرح.
العرض الثالث,, (الزاوية المظلمة)
تأليف عبدالله الباروت واخراج وليد الدبس, وبعد نهاية العرض ابدى عدد من الحضور اعجابهم بالمسرحية وقد اوضح المؤلف ان الفكرة الاساسية للنص وملامحه تتحدد في النهاية وفقاً للرؤية الاخراجية لكل مخرج ومن الصعب تحديد فكرة معينة في المسرحية وانما تترك هذه الافكار للمشاهد او المتلقي للتفاعل معها ويجد ضالته من ثنايا هذه المسرحية والمخرج اعتمد الاسلوب البصري لطرح جمالية معينة وانه تعمد التعقيد للعرض المسرحي وللمشهد وذلك لكي يفتح المجال للمتلقي لكي يستنتج الفكرة والافكار من المسرحية مهما تكن النتيجة والمسرحية كانت تعتمد على الشخصية الواحدة.
العرض الرابع,, العودة
تأليف عبدالله المغيولي واخراج صبحي يوسف,, فكرة المسرحية جيدة حيث كانت تستعرض سلبيات القنوات الفضائية ولكن حملت لنا كمية كبيرة من الاغاني ومكررة في العرض وكذلك المادة المصورة وعدم تقمص الشخصيات بشكل جيد والمخرج اعترف بأن المادة المصورة كانت طويلة نوعا ما والمسرحية كانت واضحة المعالم وتفاعل معها الجمهور نوعا ما بعكس المسرحيات السابقة التي تحمل في طياتها الغموض.
العرض الخامس,, النص
تأليف واخراج سلطان الغامدي,, والمسرحية كانت عبارة عن تمرين حركي نجده في الكتب المسرحية في البداية سقط الممثلون جميعاً امام العاصفة (المشكلة) لأنهم تصدوا لها اما في النهاية فقد تمكنوا من الصمود والوقوف امام العاصفة بثبات لانهم واجهوها متماسكين متعاضدين كانت تلك ببساطة هي فكرة العرض المسرحي الاساسية اما بقية المسرحية فكانت مجرد كلام فهي لقطات لم تصنع اية رابطة بين وحدات المسرحية.
العرض السادس,, الهشيم
تأليف واخراج أمير الحسناوي,, كان العرض المسرحي في بدايته قوياً شد انتباه الجمهور منذ اللحظات الاولى بأدواته من اضاءة ومؤثرات موسيقية والفكرة تصف شخوصاً او رموزاً تعيش في مأساة (ما تبقى بعد العاصفة) ولكن مالبث ان وقع المشاهدون في حيرة امام نص ثرثار يقول اشياء كثيرة ولا يتيح للشخوص ان تقدم رؤيتها او تعبر عن ذاتها، وهناك من قال ان صراخ الممثلين جاء بدون مبرر في احيان كثيرة، على العموم العرض كان جيداً.
لقطات من المهرجان
* حضور الاستاذ محمد بن احمد الشدي رئيس مجلس ادارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وافتتاحه فعاليات المهرجان كان محل تقدير وشكر من قبل المسؤولين بالجامعة والفنانين المسرحيين.
***
* الأستاذ صالح ابو حنية مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام كان له حضور يومي لفعاليات وانشطة المهرجان وكان شعلة نشاط وكأن الجمعية هي مستضيفة فعاليات المهرجان.
***
* الدكتور والفنان بكر الشدي اختفى قبل نهاية المهرجان بيوم واحد وغادر الى مدينة الرياض دون علم اللجنة المنظمة بذلك وتم إلغاء حلقة النقاش (مستقبل المسرح السعودي) التي كان من المقرر اقامتها في اليوم الاخير لفعاليات المهرجان واللجنة حالياً تدرس تقديم شكوى للرئاسة العامة لرعاية الشباب لأن الدكتور والفنان بكر الشدي ملتزم خطيا بحضور فعاليات المهرجان وهذا التصرف لا يقبل من فنان مشهور له مكانته الفنية المرموقة في الساحة الفنية.
***
الكاتب المسرحي الاستاذ محمد العثيم قال إنه اول وآخر مرة يشارك في اللجنة التحكيمية لأن هناك (اغلاق افواه) ولم يذكر لنا التفاصيل.
***
العروض المسرحية التي تعرض في الفترة الصباحية لا يحضرها اي جمهور لأن الكل ملتزم في الصباح بعمله ولا نعرف لماذا اختير هذا التوقيت السيىء.
***
المهرجان الرابع القادم سوف تستضيفه جامعة الملك سعود بالرياض.
|