يأتي آخر الشهر وجيوب معظمنا خاوية من الإفلاس حيث يضطر أكثر الموظفين إلى الاقتراض من الزملاء والأصدقاء تغطية للعجز في ميزانياتهم الخاصة.
وتتكرر هذه العادة شهريا وهو الأمر الذي يسبب ازعاجا وقلقا نفسيا لكل الأطراف في المنزل خاصة الزوجة التي يهمها الصرف دون مراعاة لظروف الزوج,, عن تقنين الصرف وتنظيم الميزانية الشهرية كانت هذه الآراء.
تفادي الإحراج
* في البداية تحدث لنا أحمد ابراهيم المقحم وكيل مدرسة ابن البيطار الابتدائية بمدينة الرياض حيث طالب بضرورة تقنين المصروفات وتوزيع الميزانية على كل أيام الشهر بحيث لا يقع الشخص في حرج آخر الشهر يضطر بموجبه إلى الاقتراض والحاجة إلى الناس,, ويقول المقحم: المشكلة ان هناك من يصرف مطبقا مبدأ اصرف مافي الجيب يأتك مافي الغيب رغم أن لا دخل له سوى راتبه الشهري الذي ينتظره بفارغ الصبر.
خير الأمور الوسط
وتحدث المواطن حمد بن محمد العقيلي قائلا إن الاقتصاد في استخدام المرتب الشهري أمر مطلوب لكن هناك أمور تحتم على الإنسان القيام بها من مأكل ومشرب ومركب وملبس ومسكن, لذا فمن المستحسن أن يتوسط الشخص في كل أحواله فلا يقتر على نفسه ولا يسرف أيضاً فخير الأمور الوسط وعلى هذا يقسم مرتبه وميزانيته ومصروفه اليومي والأسبوعي والشهري والسنوي.
وأضاف العقيلي قوله: ومما يؤسف له أن السواد الأعظم من أبناء المجتمع لا يحسنون توزيع ميزانيتهم حسب الأولويات ومراعاة قاعدة الأهم فالمهم، بل إن هناك من يشتري أشياء لا يحتاجها حيث يراها في المحل التجاري فتعجبه ثم يشتريها لكن سرعان ما يندم على إهداره لأمواله بغير وجه حق, وأتمنى من أعماق قلبي أن يأتي اليوم الذي ينتشر فيه الوعي لدى الجميع فيحسنوا ترشيد أموالهم على الوجه المطلوب.
توفير طويل الأجل
أما إبراهيم المويزري فينصح بإيداع مبلغ يسير من الراتب كثلثه مثلاً وعدم سحبه مهما تكن الظروف ويقول بأن نتيجة ذلك هو أن الشخص سيرى بعد عدة سنوات أن لديه مبلغاً مذهلاً من النقود لم يكن ليحلم بها لولا هذا التصرف المطلوب من أجل التوفير طويل الأجل.
وبلا شك فإن مثل هذه الفكرة صعبة التطبيق على أرض الواقع لكن لابد منها في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة ومع تكرار المحاولة سيتم الاعتياد عليها وستكون سهلة ومحببة لصاحبها لأنها تصب في صالحه في نهاية الامر.
وأضاف قوله: تؤلمني كثيرا تلك الفوضى التي نقضي بها على ميزانيتنا الشهرية وانتظار نهاية الشهر حتى نستلم المرتب الجديد ونفعل به كما فعلنا بالمرتب السابق وهكذا دواليك لا نعرف لترشيد الاستهلاك طريقا.
سقوط القناع الزائف
ويستبعد معجب بن مويسان المطيري أن يتم توفير ميزانية شهرية في ظل متطلبات الحياة الحالية ويقول لكن سددوا وقاربوا وإلا فالالتزامات المادية أصعب من أن تؤطر براتب شهري محدود وليس معنى ذلك أنه من المستحيل التوفير لكنه من الصعوبة بمكان وليس بالأمر الهين.
هذا من وجهة نظري ولكل وجهة نظر خاصة به.
ويواصل معجب حديثه: إنني أتعجب في الحقيقة ممن يتجاوز الحد المعقول في صرف مرتبه من أجل التباهي أمام الآخرين في أمور لا تقدم ولا تؤخر وإنما على حساب ميزانيته ومن الناس من يستدين النقود من أجل التباهي الزائف ويشعر غيره بأنه من الأثرياء الذين يشار إليهم بالبنان, وسرعان ما يقع القناع الزائف وتنكشف الحقيقة ليعض أصابع الألم والحسرة.
صيانة المال من العبث
واختتمنا هذا الاستطلاع برأي إمام وخطيب جامع خريمان الشمالي الشيخ مساعد بن متعب الجبرين حيث يقول إن الاقتصاد وعدم الإسراف أمر حث عليه الشارع الحكيم وقد ورد ذلك في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويجب على المسلم الاتباع ولا ينبغي مخالفة ذلك إلى البطر والأشر وجحد النعمة وغير ذلك من المعاصي التي تمحق بركة المال فيصبح وبالا على صاحبه نسأل الله العافية والسلامة,.
ودعا الجبرين في ختام حديثه الجميع إلى حفظ المال وانفاقه في أوجهه المشروعة وصيانته من العبث والتبذير والإسراف, وسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والعيش الرغيد.
|