ماذا تقصد بما كتبت الأسبوع المنصرم؟!,, يتصل عليك ,, فترد متسائلاً (وجلا!),, عفواً وماذا عما كتبت؟!,, ليرد عليك,, إنك (ظاهريا!) كتبت كيت وكيت وأنت في الحقيقة (تقصد!) كيت وكيت ,, ليواصل,, بالمناسبة,, ماذا تقصد (بالجملة الفلانية؟!) هل أنت,,؟! ,,.
ما سبق ذكره مقتطفات من وحي مكالمة هاتفية حقيقية مع صديق عزيز أعرفه منذ أمد بعيد وإن كنت لم أره (منذ أمد بعيد!), مكالمة هاتفية لا أخال كثيراً من الكتاب إلا وقد (مسه) منها مس!,.
في تلك اللحظة تضع قلمك جانبا (وتلم رأسك!) وترحم نفسك بل تترحم عليها من جراء (إنهاكها!) و(لهاثها!) خلف رزقها، أو فلنقل (استرزاقها!).
يكتب الكاتب ما يكتب بالطبع ليرضي الآخر، بل إنه يكتب ما يكتب ليقنع هذا (الآخر!) بقناعاته، ولكنه يصطدم ببعض من هذا (الآخر!) حيث إنه يقوم بتفسير ما يكتب تفسيراً لا يتفق مع (الواقع!), إن بعضاً من هذا (الآخر) يقرأ ما يكتب قراءة فكرية غير متأنية البتة, (إن!) أخرى هو في الحقيقة يعطي الكاتب حجماً أكبر من حجمه,, يؤول (فكره) تأويلاً يقتل فكرته وبالتالي يركز الأنظار على شخصه المجهول (حياتيا!) مما يقود (طبيعيا!) إلى التأويل (الفكري!) غير الصحيح.
لماذا، بالمناسبة، (تروج!) فكرة المؤامرة في الفكر الشرقي وتلقى (رواجاً) منقطع النظير؟! هل هو أسلوب التربية أم هل هو (المناخ) الذي يعتقد الكثير من مفكري الغرب أن له دوراً وأيما دور في صياغة التفكير لدى الشرقيين وبالتالي (صياغة) سلوكهم الشرقي بما عهد عنه كما يعتقدون من كسل ودعة وتنظير (شخصي),,, وهلم جرا.
إنني هنا أكتب وفي ذهني نظرية غربية سادت في الستينات ميلادية وهي المعروفة باسم نظرية الحتمية الجغرافية أو Geographic Determinism والتي تتهم الشرقيين زوراً وبهتاناً بأنهم أناس جبلوا (مناخياً!) على الدعة والكسل والإيمان بنظرية المؤامرة، وما هنالك من عوامل مكّنت الغرب من السيطرة على الشرق واستغلال وامتصاص وسائل رزقه (بل تفريق شمله),, والقائمة تطول وتطول, لماذا يفسر البعض ما يكتب (البعض) تفسيرات غير منطقية ألبتة مما بالتالي يؤدي إلى تحميل الأمور أكثر مما تحتمل فتضيع الفكرة (ويتلاشى) التأثير؟! بل لماذا تجد أن هذا (البعض!) ناصب مرصاد (لغوي وفكري) لا يتوانى من خلاله عن إلقاء التهم جزافاً وبهتاناً على فكر إنسان أبعد ما يكون عنه شخصياً ونفسياً وجغرافياً؟!,, لا أدري,, بل ليتني أدري,, ومع ضياع حيلتي تلك أقسم بالله وبكل شجاعة أنني لم أقصد ما عنيت يا صديقي العزيز!