Tuesday 9th November, 1999 G No. 9903جريدة الجزيرة الثلاثاء 1 ,شعبان 1420 العدد 9903


ترانيم صحفية
نجلاء السويل
اين أسئلة التفكير يا معلم؟!

تظل للتدريس فنيات رائعة تتفاعل فيها شخصية المعلم مع المادة العلمية لتنتج لنا في النهاية اسلوبا معينا يرتاده المعلم ويؤمن به ليصبح متميزا عن غيره من المعلمين او احيانا متفردا في طريقته عن غيره ولكن في الواقع فإن هذه الفنية لا تعطي المعلم احقية ايصال تفكير الطالب او الطالبة الى طريق مسدود قد يصيبهما بالاحباط او الاضطراب الدراسي فكثير من المعلمات خاصة مدارس البنات قد يعتقدن ان اسلوب (تعجيز) الطالبة في الاجابة على فقرة ما او سؤال ما انما هو يعطي انطباعا لصعوبة اسلوب هذه المعلمة وشخصيتها القوية ومادتها العميقة المتأصلة الجذور,, فقد نرى بذلك ان كثيرا منهن يبحثن عن هذا الصيت بهذا الاسلوب لتكون الطالبة في النهاية هي حقل التجارب,, هذا جانب,, وهناك جانب آخر الا وهو اعتماد كثير من المعلمات على تكرار نفس صيغ الاسئلة المستخدمة سنويا مثل عرفي تكلمي اشرحي عددي اعتقد ان مثل هذه الصيغ أكل الزمن عليها وشرب وقد تستخدمها البعض من باب تقليديتها وانها امر مفروغ منه ولا جدل في ان يتوج دائما اوراق الاختبارات وطبعا في المقابل فإن كل ما هو مطلوب من الطالبة سرد تعريف حرفي نصي من الكتاب او شرح حرفي ايضا كل ما يقيسه هو قدرة هذه الطالبة على التذكر فقط اما المادة العلمية كصياغة وتوضيح فهي ثانوية في هذا الجانب بمعنى ان كثيرا من المعلمات قد يرفضن طريقة عرض الطالبات في عملية الاجابة فهي تطالبها باستخدام نفس الفاظ الكتاب بحذافيرها ولو لم تكن الفاظا علمية او مصطلحات علمية اي قد تكون تعبيرات انشائية فقط فنجد ان بعض المعلمات يفرحن اذا وجدن هذه الطالبة تنقش عباراتها كاملة من الكتاب على ذاكرتها ثم على ورقة الاختبار فهي بذلك طالبة مثالية (حفّيظة) وهذا في الواقع ما يجعلني اتساءل؟!
اين تنمية الجانب الاستنتاجي للطالبة؟ اين تطوير الجانب المنطقي العقلاني؟! لا اعتقد ان التزامنا بتلك الصيغ التقليدية امر سيطور او ينمي لنا هذا الجانب ابدا؟! فنحن اصبحنا نعيش في زمن لا نحتاج فيه ذاكرة الطالب بمقدار ما نحتاج فيه تفكيره وتطويره لذاته من خلال فهمه القوي للمعلومات الموجودة لديه لذلك اتعجب فعلا من بعض الذين يرفضون ان يصوغ الطالب الاجابة من خلال استيعابه وادراكه صياغة ذاتية ليشرحها امام معلمه بمعلومة موضوعية تمكنه حتى من تطوير لغته العربية!! بل والادهى والامر ان تأتي المعلمة لتقول ان هذا قسم ادبي يحتاج الى حفظ اكثر من الفهم والربط والاستنتاج مما يرسخ في اذهان الطالبات مثل هذه الفكرة ويجعلهن يبتعدن عن كل ما فيه الفهم والاستيعاب مع ان هناك مواد ادبية يمكن وبكل رحابة مجال ان نورد فيها من اسئلة التفكير ما يحقق تنمية الجانب الابداعي الفكري لدى الطالبات وحتى الطلاب مثل مادة الجغرافيا او علم الاجتماع او علم النفس وطبعا هذا من باب التمثيل وليس الحصر بدلا من ان نقول تكلمي عن التفكير فمن الممكن ان نقول دللي بمثال خارجي عن التفكير وخصائصه مثلا اذا كنا نتناول مادة علم النفس كي نحاول ان نبعد الطالبات او الطلاب عن اسلوب السرد العقيم الخالي من الابتكار ولكن للاسف البعض منا وليس الكل لا يكلف نفسه بايجاد صيغ حديثة للاسئلة تنمي جانب المنطق وفي الوقت ذاته لابد ان تبتعد عن التعجيز كعنصر تعليمي في وضع الاسئلة فهل حقا نستطيع ان نوفق بين هاتين الكفتين اعتقد انها الخبرة مع المهارة واعتقد ان المعلم لابد ان يجدد ذاته قبل ان ينتظر من يدفعه الى ذلك والمحاولة الايجابية افضل طريق لتطوير المهارات الانسانية.
والله ولي التوفيق
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
تغطية خاصة
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved