ما كانت تبحث عنه اسرائيل طوال تاريخها منذ زرعها الصهاينة بمساعدة القوى الدولية المتنفذة، حققته القوى المتطرفة من الفلسطينيين الذين قبلوا بالبقاء ضمن الكيان الاسرائيلي، فقد اعطى التحزب السياسي للمسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء المبرر للسلطات الاسرائيلية لتثير فتنة في منطقة الجليل المثلث الفلسطيني في الكيان الاسرائيلي حيث يتستر خلف معركة بناء مسجد في ساحة كنيسة مسيحية ، المتحزبون الاسلاميون والاحزاب الشيوعية واليسارية, ولأول مرة وإمعانا في زيادة الخلافات بين الفلسطينيين الذين اخذوا يبرزون كقوة سياسية داخل اسرائيل من خلال وصول ثلاثة عشر نائبا للكنيست ، مالت السلطات الاسرائيلية مع الحركة الاسلامية وأعطت ترخيصا لبناء مسجد في ساحة الكنيسة المسيحية،والتي بنيت كما يقول المسيحيون في المكان الذي تلقت فيه السيدة مريم بنت عمران بشرى حملها بالسيد المسيح عليه السلام، ولذلك فقد اسمى المسيحيون الكنيسة بكنيسة البشارة، وطبعا فان المسيحيين يعتبرون المكان احد اهم المزارات المسيحية، مما يجعل اقامة مسجد في وسطه تحديا لهم ويظهر المسلمين وكأنهم يريدون الاستيلاء على مقدساتهم وهو ما تحاول اسرائيل اظهاره وإبرازه بالوقوف مع مطالب المتحزبين الاسلاميين، لأن إشعال فتنة بين المسلمين والمسيحيين في الناصرة، وبسبب قضية تتعلق بكنيسة يعتبرها المسيحيون مقدسة، ومسجد يقام على ارض وقفية اسلامية داخل حدود ساحة للكنيسة، يظهر الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين غير مؤهلين للاشراف وإدارة المقدسات في فلسطين، سواء أكانت تلك المقدسات اسلامية او مقدسات مسيحية, وهنا يظهر بوضوح خبث وأسباب ميل السلطات الاسرائيلية للجانب الاسلامي، لأن اشتعال الفتنة التي تتفاعل كل يوم سيعطي الحق لإسرائيل للادعاء بأنها اكثر تأهيلا من المسلمين او المسيحيين للاشراف على المسجد الاقصى ومسجد عمر وكنيسة القيامة ، لأن الفلسطينيين يتعاركون الآن على ملكية ساحة ملحقة بكنيسة البشارة، فكيف تسلم لهم مقدسات يقدسها المسلمون والمسيحيون واليهود؟
ولاندري كيف غاب هذا الخبث على الفلسطينيين والمسيحيين ألم يأخذوا بالدرس الذي قدمه الخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي رفض الصلاة في كنيسة القيامة حتى لايستحلها المسلمون وصلى في مكان غير بعيد هو الآن مسجد عمر في القدس الشريف؟ هل يغيب هذا التصرف الحكيم من الفاروق على حكماء اهل الناصرة، فيبعدوا عنهم الفتنة التي يريدها الاسرائيليون ويغذيها المتحزبون من كلا الطرفين؟
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com