Monday 8th November, 1999 G No. 9902جريدة الجزيرة الأثنين 30 ,رجب 1420 العدد 9902


من الاثنين إلى الاثنين
علي المفضي

عرف بطيبته وكرمه وحسن استقباله وحبه للناس لا يكاد يمر يوم الا ما ندر الا وتجد احدا في ضيافته يستقبل من يعرف ومن لا يعرف بوجه ضاحك وكأنه غائب عاد من غربة، وفي الايام التي لا يكون احد في ضيافته يكون ضيفاً عند احد مع كثرة اعتذاراته لكثرة ضيوفه.
ربيع قلبي هرجة الفاغيني
ليا جو مساييرٍ وبالبيت خطار
عساك يا للي تكره المقبلين
تحيا حياة الذل وان متّ للنار
في مناسبة زواج ابنه الاول ضاق المكان المعد للمناسبة بالمدعوين وغير المدعوين ممن سمع بالزواج واتى دون دعوة حرصاً على مشاركته تلك المناسبة السعيدة.
كثيراً ما ينتهي راتبه في منتصف الشهر,, وفي الغالب لا يصل رصيده في البنك اكثر من الف ريال اذا لم يكن مكشوفاً، اغلب تجار الماشية يعرفونه جيداً بل ويرحبون به فهو لا يختار لجود نفسه من بضاعتهم الا اجودها ان لم يكن اجود الجيد منها,.
وكم واحدٍ في كفه تهاب الخسارة
ونفسه مصبرها على البخل تصبير
يا حبنا والله لجمع التجاره
لولا الحيا حنا نعرف المعاذير
لم يتناول طعامه في الوجبات الثلاث منذ اكثر من عشرين سنة مع اولاده اذ يكون في القسم الرجالي من بيته ومعه ضيف او عدد من الضيوف, ولهذا السبب لا يعرف ما يسمى بالقيلولة,, وقته ملئ بالناس حتى في اوقات الدوام لا يكاد يخلو مكتبه من زائر واذا خرج فلقضاء حاجة لأحد لا تقضى الا به.
ما يفك الزعيمه كل رجل شرود
والعزايم غنايم ماضيٍ طيبها
وبرغم علاقاته الواسعة، وكثرة معارفه الا انه لم يتوسط في امر يخصه اذ يقضي حاجاته بنفسه بعيداً عن احراج الناس حتى انه كان في احدى الدوائر التي يعرف فيها عددا من الموظفين المرموقين قبل ان يراجع معاملته بنفسه ولثلاثة ايام متتالية بمعدل خمس ساعات يومياً لم يشأ ان يطلب من احدهم تلك الخدمة التي ربما لا تستغرق الساعة.
الناس في دنياك كل له اعمال
اتبع طريق العدل وابعد عن الميل
لا تلتفت للخلق راحل ونزال
مالك على ذرية آدم مطاليب
توفي فجأة في حادث مروري ولم يشهد جنازته الا القليل من الناس برغم نعيه في الصحف,, وفي العزاء كان الاقارب وعدد من الجيران هم من وقف مع اولاده في الثلاثة ايام الاولى لوفاته.
وانقطعت تلك الزيارات والضيوف,, وعندما ذهب اولاده للدائرة التي يعمل بها لانهاء بعض اجراءات تركته ومعاشه التقاعدي لم يجدوا من يخدمهم او يسهل لهم الاجراءات الروتينية وانفض مهرجان الحب الزائف لسبب بسيط انه - رحمه الله - كان في موقع مسؤولية وخلا منه المكان وخلت القلوب من محبته بموته.
غديت مثل الطيب ثراه غالي
وغلاه لاجل يحرقونه على النار
تشوف دخانه يجي له ظلالي
ويروح كنه ما تكون ولا صار
* إشارة الأبيات لعدد من الشعراء.
مع تحياتي
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved