لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة عدد الأمراض الميكروبية التي يكتسبها المريض أثناء وجوده في المستشفى, الكثير من هذه الأمراض تسببها ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية مما يجعل علاجها صعباً وتؤدي الى زيادة في نسبة وفيات المرضى، وعدوى المستشفيات هي عبارة عن انتشار الميكروبات من مريض الى آخر إما عن طريق تلوث أيدي العاملين أو استعمال الأجهزة الطبية التدخلية, ومن ضمن هذه الأمراض تسمم الدم البكتيري الناتج عن استخدام المحاليل الوريدية، والالتهابات الرئوية الناتجة عن استخدام أجهزة التنفس الاصطناعية، والتهابات المجاري البولية الناتجة عن استخدام قسطرة البول، بالاضافة الى التهابات العمليات الجراحية, وتكمن صعوبة التحكم في هذه الأمراض في أنها تنتشر بشكل سريع وان الكثير منها مقاوم لكثير من المضادات الحيوية الموجودة حاليا.
واثبتت احصائية جدية ضمن الأكثر من 260 مستشفى في الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الأمراض البكتيرية المكتسبة بالمستشفيات في القرنين الأخيرين.
ووصل عدد هذه الأمراض الى أكثر من 2 مليون حالة خلال عام 1995م، وتسببت في وفاة 90 ألف مريض.
وعند مقارنة هذه النتائج بدراسة مماثلة أجريت ما بين 1975 و1980 وجد ان هناك ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الأمراض البكتيرية المكتسبة في المستشفيات بمعدل يقارب ال36% إذا قيست بعدد الأيام التي يقضيها المريض في المستشفى.
وقد أوضحت الاحصائيات ان أكثر من 35,9 مليون مريض ادخلوا المستشفى للتنويم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة 1995 وكان متوسط بقاء المريض في المستشفى 5,3 يوما مقارنة ب37,7 مليون تنويم في سنة 1975 وكان متوسط بقاء المريض في المستشفى 7,9 يوما.
ومع ان معدل تنويم المريض قل مع مرور السنين إلا أنه لوحظ ارتفاع معدل الأمراض البكتيرية المكتسبة من 7,18/1000 مريض يوم اقامة في المستشفى في عام 1975 الى 9,77/1000 مريض يوم اقامة في المستشفى في عام 1995.
والجدير بالذكر ان الأكثر خطورة هو ملاحظة ان اكثر من 70% من هذه الأمراض البكتيرية المكتسبة في المستشفيات كان السبب بكتيريا مقاومة لمضاد واحد على الأقل.
ولا ينسى ان عدوى المستشفيات مكلف جدا لما يسببه من اطالة بقاء المريض في المستشفى والحاجة الى اعطاء مضادات حيوية متعددة بالوريد للتخلص من البكتريا، ويقدر ان أكثر من 4,5 بليون دولار أمريكي يصرف سنويا في أمريكا لعلاج مرضى اصيبوا بهذه الالتهابات.
والجدير بالذكر ان جزءاً كبيراً لايقل عن ثلث هذه الالتهابات يمكن الوقاية منه اذا كان في المستشفى قسم يرعى مكافحة العدوى.
والحمدلله معظم المستشفيات في المملكة بها أقسام متخصصة بمكافحة العدوى يعمل بها اطباء وممرضات متخصصون في هذا المجال, وظيفة هذا الفريق هي متابعة المرضى بعد تنويمهم ورصد جميع الالتهابات المكتسبة والتحقق من سبب انتقالها.
وبهذه الطريقة يمكن توفير احصائيات دورية شهرية تبين معدل الأمراض البكتيرية المختلفة وطرق انتقالها على ضوء هذه المعلومات يضع هذا الفريق القوانين والقواعد الواجب اتباعها للوقاية من هذه الأمراض، مثل حث الموظفين العاملين في المستشفى على غسل اليدين قبل وبعد فحص كل مريض والتثقيف العام للأطباء والمرضى على استعمال المضادات الحيوية السليمة، حتى لا يساء استعمالها مما يؤدي الى زيادة نسبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الموجودة مما يؤدي الى ارتفاع نسبة الوفيات عند المرضى المصابين بها.
د, زياد أحمد مميش
رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد
مدير إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالشؤون الصحية بالحرس الوطني