هناك ستة فيروسات كبدية وبائية في العالم تسببها فيروسات أ و ب و ج و د و ه وختاما و, لوحده التهاب الكبد الوبائي الفيروسي ب قد أصاب بليوني شخص في العالم منهم 350 مليون شخص اصبحوا حاملين لهذا الفيروس يوجد منهم في المملكة العربية السعودية ما يقارب المليون شخص, هذا الفيروس يسبب مشكلة صحية كبيرة في جميع بلدان العالم وخاصة التي فيها نسبة متوسطة أو مرتفعة بالاصابة بهذا الفيروس والتي من ضمنها المملكة العربية السعودية.
هذا الفيروس يعتبر معدياً 100 مرة أكثر من فيروس الايدز وغالبا ما يكون الشخص الحامل لهذا الفيروس على غير علم بذلك وفي نفس الوقت من الممكن منع الاصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقي منه والذي اصبح متوفرا منذ ما يقارب 15 عاما, هذا التطعيم هو بفضل الله ثم بفضل هندسة الجينات والتكنولوجيا العالية التي وضعت بين أيدينا تطعيما مشتقا من الفطريات.
وإذا أردنا معرفة أهمية ومن يحتاج إلى هذا التطعيم يجب ان نعرف ان هذا الفيروس من الاسباب الرئيسية لأمراض الكبد في المملكة العربية السعودية وايضا الاطلاع على بعض طرق انتقال هذا الفيروس من شخص الى آخر وهي:
1 من الأم الى الجنين انتقال رأسي .
2 انتقال أفقي انتقال بين أفراد العائلة .
3 انتقال عن طريق الدم.
4 انتقال عن طريق الجنس وسوائل الجسم.
5 طرق أخرى غير معروفة.
للاجابة على ما يتوارد الى ذهن القارىء عن الأشخاص الذين يجب عليهم أخذ جرعات هذا التطعيم نقول ان هناك عدة فئات وهم:
(1) جميع الأطفال حديثي الولادة وهذا ما هو متبع في المملكة العربية السعودية منذ عام 1989م.
(2) الأشخاص المعرضون لهذا الفيروس كمن يوجد لديهم في المنزل شخص مصاب بهذا الفيروس والذي يتطلب على جميع أفراد هذه العائلة أخذ التطعيم اللازم لمنع انتشاره بين الأفراد غير المصابين والذين ليس لديهم مناعة.
(3) اصحاب المهن التي تعرض اصحابها الى الدماء الأدمية وسوائل الجسم مثل الأشخاص الذين يعملون بالقطاع الصحي عامة وبخاصة الأطباء وجهاز التمريض وفنيو المختبرات الطبية ورجال الاسعاف وغيرهم مثل رجال الاطفاء والأشخاص المتخلفون عقليا, والتطعيم ليس مقصورا على هذه الفئات الآنفة الذكر فقط.
هناك فئة من الأشخاص الذين يكونون عرضة للاصابة بهذا الفيروس وهم الأشخاص حديثي الزواج حيث ان الفيروس سهل الانتقال بين الزوجين جنسيا, لذا تكمن أهمية الانتباه الى هذا الأمر في حالة اصابة أحد الخطيبين وضرورة اتمام التطعيم قبل الزواج والمعاشرة الجنسية لشريك الحياة المستقبلي بوقت كاف أي أكثر من ستة أشهر والتأكد من ان الشخص الذي تلقى التطعيم قد اصبح لديه مناعة قبل المعاشرة الجنسية الطبيعية بدون موانع طبية.
من الممكن التأكد من وجود المناعة بعد التطعيم بعمل فحص للدم بكل سهولة ويسر، ان تطعيم الكبد الفيروسي الوبائي ب نعمة من نعم الله فيجب علينا الاستفادة منه لمن هم أكثر عرضة للاصابة بهذا الفيروس بطريق مباشر أو غير مباشر.
يأخذ هذا التطعيم في 3 جرعات على هيئة إبرة عضلية في الكتف تؤخذ الأولى وبعد شهر تأخذ الثانية وبعد ستة أشهر من تاريخ الأولى تأخذ الجرعة الأخيرة, بعض الأشخاص يأخذ الجرعتين الأولى والثانية وبسبب أو آخر لا يتمكن من تلقي الجرعة الثالثة في وقتها ونقول لهؤلاء عند تذكركم ولو بعد مرور 18 شهرا من الجرعة الأولى يجب أخذها حيث لا يوجد أي مانع أو ضرر ولكن دائما ينصح بتلقي الجرعات الثلاث في مواعيدها المحددة لضمان فعالية التطعيم والوقاية من الفيروس.
البعض ربما يكون مترددا لأخذ هذه الجرعات التي تكون مؤلمة قليلا بسبب طريقة أخذها ولكن اثبتت الدراسات الكثيرة جدا انه لا يوجد أي مضاعفات ذات أهمية تذكر من جراء أخذ هذا التطعيم وفي نفس الوقت هذا التطعيم فعّال في 95% من الأشخاص الذين استخدموه ويمنع عن الاصابة بهذا الفيروس لمدة طويلة ربما تتعدى 15 عاما أو أكثر، لذا نستطيع القول بأنه قد تم استخدام هذا التطعيم على مئات الملايين من الأشخاص في العالم بفاعلية كبيرة جدا وممتازة وبدون أعراض جانبية تذكر, رغم ان التطعيم لمن هو حامل للفيروس أو من لديه مناعة مسبقة لا يضر إلا أنه يجب عمل فحص الدم لمن يرغب التطعيم للتأكد من عدم الاصابة بالفيروس أولا وعدم وجود المناعة ثانيا وهؤلاء هم الأشخاص الذين يحتاجون أخذ هذا التطعيم وفي حالة وجود مناعة أو الاصابة بالفيروس فلا حاجة لتلقي هذا التطعيم, الفحوصات السابقة للتطعيم ينصح بعملها للكبار وليس الصغار.
لقد اثبتت الدراسات ان تكلفة هذا التطعيم المادية والعملية والنفسية والاجتماعية لا تقارن بفوائده الجمة على الشخص والمجتمع ككل، لذا قامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بالزام جميع دول العالم بالتقيد بتعليماتها وجعل هذا التطعيم الزاميا لجميع مواليد العالم, وفي تايوان حيث يكثر انتشار هذا الفيروس وايضا الى حد ما في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول التي منذ فترة قامت ببدء برنامج تطعيم أجيال المستقبل وحصانتهم من هذا الفيروس, وبفضل الله بدأت نتائج التطعيم الالزامي الجيدة في الظهور واصبحت ملموسة حيث قلت الاصابة بهذا الفيروس لدى الأطفال بشكل كبير جدا مقارنة بالدول التي بدأت متأخرة أو التي لم تبدأ بعد.
هذا التطعيم يقي صاحبه شر الاصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي ب وايضا فيروس د والمضاعفات المصاحبة لهما حيث ان الأشخاص الذين لديهم مناعة ضد فيروس ب لا يصيبهم فيروس د بإذن الله.
نقول للشخص المصاب بهذا الفيروس لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار هذا الفيروس الى أشخاص آخرين وذلك بمعرفة جميع طرق انتقال الفيروس وعمل اللازم حيالها وايضا بمنع الآخرين من استخدامهم لأدواتك الخاصة كفرش الأسنان ومقصات الأظافر وأدوات الحلاقة وغيرها من الأدوات التي من الممكن ان تنقل كمية ولو بسيطة جدا من سوائل الجسم وبالتالي العدوى للآخرين وعليك نصح من يسكن معك بأخذ التطعيمات اللازمة للوقاية من هذا الفيروس.
وفي الختام درهم وقاية خير من قنطار علاج ونسأل الله وإياكم ان يحمينا من شر جميع الأمراض وخاصة المعدية منها.
د, إبراهيم بن حمد الطريف
إستشاري أمراض وزراعة الكبد
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني