عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
قرأت ماسطرته الاخت التي رمزت لنفسها ب (أم بلا أبناء) في صفحة (مشكلة تحيرني) في عدد جريدة الجزيرة رقم (9875)حيث اختصرت مأساتها بأنها تزوجت من رجل كبير في السن له اطفال من زوجة اخرى توفيت، فقامت بتربيتهم إلى أن كبروا بعد أن حرمت من نعمة الامومة بسبب عدم قدرة زوجها على الانجاب لكبر سنه والذي توفي بعد ذلك، إلا انها صدمت بعد أن كبروا بتنكرهم لجهودها وجحودها ونعتها بالغريبة وبأنها مجرد زوجة اب، مع انها كما ذكرت ضحت بالغالي والنفيس في سبيل إسعادهم،وقد حزنت كثيراً وأنا اقرأ مأساتها حيث عادت بي الذاكرة الى سنوات مضت، كنت أتساءل فيها لفترة طويلة عن سر وضع احد جيراننا لسرير عند باب بيته الفرعي الذي يطل على مزرعته، الى ان وجدت جواباً لتساؤلي هذا عن طريق الصدفة المحضة عندما رأيت زوجة جارنا وهي تجرجر والد زوجها الكبير في السن وتدفعه الى خارج المنزل، والذي كان في تلك اللحظة يرجوها أن تسمح له بالبقاء داخل المنزل، لبرودة الجو، في الخارج، حيث كان الشتاء في ذروته، فلما لم يفد ذلك حاول ان يستجمع ما بقي لديه من قوة فقاومها الا انها دفعته بعنف الى الخارج ثم اغلقت الباب في وجهه، وقد اخبرت بعض كبار السن في الحي بما رأيت والذين بدورهم قاموا بإخبار الابن بما تفعله زوجته بأبيه، وقد اعتقدوا في البداية انه سيفعل بزوجته الافاعيل انتصاراً لوالده، لذا نصحوه بأن يركن الى الحكمة إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث حيث مضت الايام والاشهر والحال على ما هو عليه لم يتغير، الى ان انتقل ذلك الرجل الكبير في السن إلى جوار ربه.
وفي النهاية أقول للأخت (أم بلا أبناء) احمدي الله ان ما تعرضت له لم يكن من فلذات كبدك، لأن ذلك سيكون اشد إيلاماً عليك، وسيكون لك الاجر والثواب ان شاء الله عنده إن صبرت واحتسبت ما قدمته لأبناء زوجك.
علي بن زيد بن علي القرون
حوطة بني تميم