Monday 8th November, 1999 G No. 9902جريدة الجزيرة الأثنين 30 ,رجب 1420 العدد 9902


يقتحمون المشهد من كل صوب
إنه أوان الوعول المتوثبة إبداعاً

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لم يعد الادب معبراً عن الواقع العربي,, وهو يقع، ثم وهو ينهار, فقد انشغلت المنظومات الفكرية,, والادبية التقليدية بمقاومة شتى محاولات التجديد في اشكال التعبير الادبي، وراحت تبتكر الوسائل لحقن الادب العربي بكل انواع العقاقير لتحصينه ضد الجديد والمغاير, ورغم فشلها الفادح في هذا المجال,, فإن هذا لم يمنع الادب العربي من التخبط في مستنقع الاجترار,, والتلفيق,, وتقليد الجثث.
من يتأمل مشهد الادب العربي في لحظته الراهنة، يستطيع ان يرى اعمدة الهيكل القديم (رغم تظاهرها بالتجاسر والمكابرة) وهي تتداعى,, وتترنح,, تحت وطأة الفوضى الجميلة التي تبعثها الروح الجديدة من التجارب الادبية الموغلة في التنوع.
اكثر من جيل من التجارب,, يخرج من الرحم الذي هشمه مخاض وحشي طويل، حتى تكاد الولادة تبدو فتاكة, مخلوقات فاتنه مفتونة,, تقتحم المشهد من كل صوب، ليست مكتملة ولايخالجها غير الجموح لفرط الحبسة,, فقد طال مكوثها,, واستطالت بها الوهدة,,واوشكت الوعول منها علىنسيان طبيعة الحركة والانطلاق ورحابة السهوب، لولا بقية من يأس ضارب في الاعماق لايسطو عليه وهم التقليد ,, وأقانيمة,, كيف يكون ادباً، ذلك الذي لايرى في الكتابة إلا ضربا من محاكاة الاسفاف .
نسي هؤلاء ان الكتابة مثل الوقت,,
لاتتوقف, الآن صار للتجارب الجديدة ان تتميز بموهبة عدم الاكتراث بالاصوات التي تضع امامها ميزان الماضي لتلفيق الحاضر ومحو المستقبل او تشويهه,, لم يعد في الهيكل ما يغري,, بالوقفة الاخيرة، الا اذا كان ثمة امل في انعاش النعش,.
ليس امام التجارب الجديدة (الباحثه عن افقها) الا ان تذهب في تجربتها الى حدها الاقصى,, بموهبة,, بمعرفة وبلا هوادة، وربما كان عليها ان تمنح انهيار الهيكل فرصاً اضافية لانهيار جوهري ومهيب,, وسوف تجد في من يتشبث بآثار الهيكل المتداعي ورموزه صورة لاحتضار الماضي,, امام المستقبل,, في الفن والادب,, من يجرؤ ان يدافع عن قوانين الماضي (وهو يمضي) لمجابهة حرية المستقبل ( وهو يأتي)؟ من يجرؤ على هذا سوى الذين يصدرون من الاحساس الداخلي المكبوت بانتمائهم للقديم اكثر من علاقتهم بالجديد (وإن كانوا يظهرون العكس ويزعمونه) الوعول (التي طالت حبستها) صار لها أن ترى في منح الهيكل القديم حرية الانهيار موهبة ضرورية الآن لئلا يقال اننا لانكترث بحرية الماضي في الذهاب,, ولكن جيل الوعول المتوثبة اشارة واضحة لتجربة تعرف جيداً ماتفرضه، فيما تذهب الى ماتجهله, فالابداع (في جانب من عناصر تكوينه) توغل في غموض ما لايعرف.
لان المعروف هو ما تم اكتشافه,, وصار منجزاً وقديماً,, وتقليداً,, وفي هذا العنصر يكمن المقتل الذي لايقبله سدنة التقليد,, مع رجاء ألايقبلوه ابداً,.
مالك ناصر درار
المدينة المنورة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved