** امريكا مصر الطائرة المنكوبة
وبعد عناء وطول انتظار وجدت مشكلة شهادات الوفاة لضحايا الطائرة المصرية المنكوبة طريقها الى الحل بعد ان نجح سفير مصر لدى واشنطن نبيل فهمي وقنصل مصر العام في نيويورك السفيرة سهير زكي في اقناع المسؤولين الامريكيين اصدار وثيقة تتضمن ان الطائرة المصرية رحلة رقم 990 التي سقطت في المحيط يوم الاحد الماضي لم ينج منها احد.
وبموجب هذه الوثيقة كما قالت السفيرة المصرية ستصدر القنصلية المصرية شهادة الى مصلحة الاحوال المدنية في مصر تشير الى ان الضحايا لقوا حتفهم في حادثة الطائرة وبموجبها ستصدر مصلحة الاحوال المدنية شهادة الوفاة بما يمكن اسر الضحايا من المصريين من متابعة المستحقات المالية والارث وغيره من المتعلقات المالية لشهداء الطائرة.
وكان السفير نبيل فهمي اجرى مفاوضات مطولة مع المسؤولين الامريكيين في وزارة الخارجية والمجلس القومي الامريكي لسلامة النقل ونجح بعد خمسة ايام من التفاوض في اقناعهم بضرورة اصدار وثيقة رسمية بخصوص ضحايا الطائرة حتى تتمكن السلطات المصرية من مساعدة اسر الضحايا في استخراج شهادات الوفاة وان يغادروا ولاية رود ايلند الى القاهرة لاستكمال الاجراءات.
وكان الجانب الامريكي يرفض اصدار هذه الوثيقة لانها تتعارض مع القوانين المعمول بها في ولاية رود ايلند لكن السفير المصري اقنعهم ان هذه الوثيقة التي حصل عليها لا تتعارض مع استكمال الاجراءات القانونية المعمول بها في رود ايلند واصدار شهادة الوفاة الافتراضية الى حين التعرف على جثث الضحايا بعد اجراء التحليلات اللازمة على الانسجة البشرية ومضاهاة البصمات وطالبهم بتسريع هذه الاجراءات.
وبعد اتصالات مكثفة مع المسؤولين في ولاية رود ايلند تمت مع كبيرة الاطباء الشرعيين وقاضي الولاية ووزير العدل تم الاتفاق على السير في خطين متوازنيين الاول اصدار الوثيقة التي تمكن الجانب المصري من مساعدة اسر الضحايا في اصدار شهادات الوفاة والثاني التقدم بالتماس الى محكمة رود ايلند في 15 من الشهر الجاري تطالبها باصدار شهادة الوفاة الافتراضية وتعهد المسؤولون في الولاية ان يتم اصدارها لجميع ضحايا الطائرة خلال اسبوع من تقديم الالتماس.
وتقول كبيرة الاطباء الشرعيين في الولاية الدكتورة لابرسادو انها المرة الاولى التي يتم فيها اصدار شهادات الوفاة الافتراضية قبيل الانتهاء من عملية التعرف على هويات جثث الضحايا وان هذه الخطوة جاءت لقناعتنا باهمية شهادات الوفاة لاصدقائنا المصريين.
وقد قابل اهالي ضحايا الطائرة بيان كبيرة الاطباء الامريكية بترحيب شديد وتأكدوا من انتهاء ازمة شهادات الوفاة وان بامكانكم العودة الى مصر.
وقد اجتمعت السفيرة سهير زكي واسر ضحايا الطائرة من المصريين حيث اطلعتهم على الحلول التي تم التوصل اليها والاجراءات التي ما زالت تجرى وطالبتهم بالتعاون مع القنصلية المصرية في تقديم المعلومات اللازمة عن ضحاياهم,واضافت ان عدد ضحايا الطائرة من المصريين يبلغ 62 شخصا بخلاف طاقمي الطائرة والضيافة.
واضاف المحقق المصري الخبير في حوادث الطائرات يقول: نحن نريد معرفة ما حدث لا يعقل ان يهبط اي طيار من ارتفاع 33 الف قدم الى 6700 قدم في ثلاثين ثانية دون سبب خارج عن ارادة قائد الطائرة كما لا يمكن للرياح ان تعيد الطائرة الى 24 الف قدم مرة اخرى.
والشيء الوحيد الذي يمكن قبوله كما يقول المحقق المصري ان الطائرة فقدت السيطرة وان الطيار بذل ما في وسعه وربما يكون هبوطه السريع الاضطراري ادى الى اصابة طاقم قيادة الطائرة بالعمى المؤقت وحاول اعادتها الى الارتفاع ونجح في ذلك لفترة محدودة 10 ثوان وسقطت بعدها في المحيط قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة.
وتساءل اهالي الضحايا عما اذا كان انخفاض الطائرة السريع ادى الى اختلاف الضغط بين خارج الطائرة وداخلها وهو ما يؤدي الى انفجارها ربما قبل سقوطها في الماء فرد احد الخبراء المصريين قائلا: في اي حادثة طائرة كبيرة تصطدم بالارض او بالمياه بسرعة كبيرة فانها تتفتت وما يحدث للطائرة هو نفسه ما يحدث للركاب,وايقن اهالي الضحايا بعد اقواله ان الجثث تفتت وفقدوا الامل في العثور على اي جثة كاملة وهو ما انعكس على قرارهم بمغادرة امريكا عائدين الى القاهرة خلال اليومين القادمين بعد خمسة ايام امضوها بانتظار رفات ضحاياهم وشهادات الوفاة.
ورفض الاطباء الشرعيون في ولاية رود ايلند تسليم اهالي الضحايا اي قطعة من الانسجة البشرية التي تم انتشالها من المياه واكدوا ان هذه الخطوة لا يمكن اتخاذها قبيل الانتهاء من تحديد شخصيات الضحايا وهو ما دعا اسر الضحايا الى اقتراح اقامة مقبرة جماعية في الولاية يتم دفن الرفات فيها بعد اقامة الطقوس الدينية.