احيانا أتصورنا طيورا,.
ويا لكثرة أنواع الطيور,.
بعضنا جميل النقوش، كالطاووس الأنيق,.
وبعضنا لايملك نقوشا تشد المعجبين، كالغراب الأسود,.
وبعضنا ريشه الوثير هو سبب هلاكه، كالنعام,.
بعضنا وديع داجن، كالحمام,.
وبعضنا متوحش لا يمكن الاطمئنان اليه، كالحدأة,.
وبعضنا لا يألف الأقفاص كاليمام البري.
وكل منا يحلم بعش, يشيده في غصن شجرة سامقة، او في زاوية خربة مظلمة.
ولكل منا أفقه وحدود تفضيلاته وقدراته يعتلي قمة كالنسور والصقور أو يقنع بسفح منخفض,, أو حتى أفنية المنازل والحظائر كالدجاج.
ثم يملأ كل منا أفق مساحته الخاصة بصوته الخاص,.
قد يكون انشادا او ترتيلا أو ترنيما,, شقشقة عادية كالعصافير تغريدا عذبا كالبلابل أو نعيبا موحشا كالبوم,.
يتلامس عبر جدرانه وأصداء صوته بالآخرين؛
يملأ هذا الأفق فرحا واسعادا أو يملؤه غضبا ولوما.
**
كيف تأتي تفضيلاتنا؟
هل تتعايش الفئات المختلفة؟
هل تتآخى الديوك الرومية محبة الانتفاش مع الطواويس الفاخرة حين تجر ذيولها او تفردها خيلاء، واستعلاء؟
الطائر الزنان يتعايش مع النحل والفراشات وليس مع غيره من الطيور,, ما يجمعه بها هو استيطان مواقع الزهر والرحيق,, ولا يهم انتماؤه الأصلي لجنس الطيور, حتى حجمه مشابه للفراشات.
**
هناك من يؤمن بأن الطيور على اشكالها تقع.
وفي احيان كثيرة هذا صحيح ,, قل لي من ترافق اقل لك من أنت!.
وهناك من يقول ان النسور تلتصق بمرابع الصقور لتتناول ما يتبقى من طرائدها ,, ولكن ذلك لا يعني ان النسور توازي الصقور في نبلها او انها هي بنفس المكانة من الاحترام.
لا احد يربي نسرا وتدفع الاثمان الباهظة في شاهين او صقر نبيل.
هل من يرضى بالجيف مثل من يعف عن اكل الميتة؟
وبعضنا ايضا يحب اسر طيور الكنار المغردة ليستمتع بتغريدها ساعة يشاء.
ولكن هل تغريد الكنار في قفص هو بذات العذوبة والجمال كتغريد كنار على فنن؟
كي تعرف معدن الطيور راقبها في بيئتها العفوية,, لا المفتعلة.
وكي تحكم أي فئة من البشر أنت,, انظر اي فئة ترتاح الى التعايش معها,, ذوي العقول العاملة,, او الاصوات الحلوة,, او الزاحفين على هامش العيش الكريم؟.