** انتشار عيادات الدجل والشعوذة,, وانتشار الدجالين والمشعوذين,, هل لا يزال سببه مجهولا؟!.
** والدجل والشعوذة,, والدجالون والمشعوذون,, هم بالطبع,, يختلفون اختلافاً جذرياً وكبيراً عن الذين يعالجون بالرقية الشرعية,, لأن هناك مع الاسف,, من يخلط بين هؤلاء وهؤلاء,, وهذا خطر عظيم,, وخلط عجيب ينبغي التنبه له.
** أعود للدجالين والمشعوذين واقول,, إن سبب انتشارهم وتكاثرهم كما يظهر لي,, ليس عائداً إلى ضعف الرقابة عليهم,, ولا عن ضعف تعقبهم ومتابعتهم,, بل هو ناتج عن تكاثر وتزايد مرتادي هذه العيادات إن جاز لنا تسميتهم عيادة,.
** ومن المؤسف,, أن ارتياد عيادات الدجالين والمشعوذين ومن في حكمهم,, لم يعد يقتصر على البسطاء والجهلة وضعاف العقول,, بل إنني سمعت أكثر من مرة,, أن هناك بعض المثقفين والواعين والاكاديميين ممن يرتادون هذه العيادات,, ويصغون لما يقول هذا الرجال,, أو تلك المرأة التي احترفت الدجل,, ومع ذلك تجد من يصدقها,.
** وقد ساقتني اللقافة يوماً,, لأن أذهب إلى أحدهم,, وكان ذلك قبل ما يقارب العشرين عاماً,, فوجدته إنساناً جاهلاً مركب الجهل ,, لا يعرف أي شيء لا يقرأ,, ولا يكتب ولا يعرف حتى مجرد الحوار أو التحدث, بل انه لا يرى من حوله,, بل يتلفت كما لو أنه يرى,, وعندما يدخل شخص يسأله عن شكواه,, ثم يضغط على رأسه وعلى رقبته,, والمسكين وكل من رافقه,, يصدقون أن هذا الدجال الغبي يعرف الأمراض ويشخِّص بكفاءة,, ويملك العلاج,, ولديه مهارات وقدرات,, بل ربما تصور بعض السذج,, أنها قدرات خارقة,, بينما هو إنسان بسيط للغاية,, مع ذلك,, تصور كل هؤلاء المكومين حول المنزل أنه خارق للعادة .
** والمؤسف كما سبق وأن ذكرت في بداية هذا الموضوع,, أن هناك فئة من المثقفين والاكاديميين والذين يدعون الوعي والمعرفة,, يرتادون هذه العيادات,, وهذا ما نسمعه عن هؤلاء,, ونأمل ألا يكون ذلك صحيحاً.
** أما كيف اقتنع هؤلاء كلهم بهذا الدجال أو ذاك,, فهذا يصعب جوابه.
** المشكلة,, أن أكثر وصفات الدجالين تسبب أمراضاً أقلها,, الفشل الكلوي أو فشل الكبد,, لأن بعض هذه الأدوية التي يصرفها الدجالون,, هي عبارة عن سموم ورصاص مكثف,, بل قيل لي,, انه تم اكتشاف أحد الدجالين يدعي انه يعالج أمراض السكر,, ويصرف أدوية أعشاب لذلك,, ومن أكل منها,, انخفض عنده السكر,, إلى أن تم اكتشاف هذا الدجال وهو يشتري حبوب السكر ويطحنها مع أدويته,, ومن أكلها,, انخفض عنده السكر بفعل هذه الأدوية.
** وهذا مثال بسيط من أمثلة كثيرة يستحيل سردها هنا وكلها تدور حول هؤلاء النصابين وممارساتهم,, وسذاجة وضعف عقل من يتعاون معهم أو يتعاطى منهم أو يصدقهم,, لأنهم لا يملكون أكثر من الفهلوة والضحك على خلق الله,, والمؤلم حقاً، في الموضوع,, أن هناك من المثقفين من يتردد عليهم أو يصدقهم.
** إن المسؤولية ليست مسؤولية وزارة الصحة,, ولا مسؤولية حماية المستهلك,, ولا الجهات الأمنية فقط,, بل هي في الدرجة الأولى,, مسؤوليتي ومسؤوليتك ايها المواطن,, الذي ساعد هؤلاء ودعمهم بالمراجعة والتصديق والثقة,, عندما تردد على عياداتهم وأغدق عليهم الفلوس,, وجعل شوكتهم تقوى,, وحضورهم يزداد,, ولم يفكر في العواقب,,!.
عبد الرحمن بن سعد السماري