خيار التخصيص في الرؤية الاقتصادية السعودية نتاج خالص لمبدأ الاقتصاد الحر الذي تنتهجه المملكة التزاما بالمبادىء الاسلامية القويمة.
والتخصيص أسلوب اقتصادي يساعد في تحديد القيم الحقيقية للسلع والخدمات، ويجعل آلية السوق مرنة وفقا لمبادىء العرض والطلب، ويتيح للأفراد بشخصياتهم الحقيقية والاعتبارية فرص النماء والتقدم عبر ما يقدمونه من إسهام في الدورة الاقتصادية لبلادهم.
والعالم كله وهو ينفتح على الاستثمار الدولي، بدأ يعي أهمية اضفاء اقصى مرونة على الحرية الاقتصادية، وبدأت مفاهيم العراقيل والحماية تنكمش أمام المفاهيم المستجدة المتعلقة بجعل فرصة البقاء حكرا للأفضل، وأضحت المنافسة محصورة بين القادرين على إقناع المستهلك بجودة الخدمة أو المنتج، وأصبحت الفرصة متاحة فقط أمام الجديرين بالاستمرار والقادرين على التحدي.
والمملكة باعتبارها جزءا فاعلا في المجتمع الدولي، تؤثر وتتأثر بما يجري، وتعلم قيمة المواكبة والقدرة على التحرك الايجابي بما يجاري كل المستجدات، حفاظا على رفاهية المواطن، وحماية لمصالح الوطن,.
لهذا كان التفكير الاقتصادي السعودي منتجا وفاعلا في هذا الاتجاه، ساعد على ذلك مفاهيم الاقتصاد الحر التي تطبقها المملكة، والبنية الأساسية الحديثة التي نفذتها قيادتنا الرشيدة خدمة للمواطن، والسياسات التشجيعية للقطاع الخاص لأداء دوره والتي رفعت من اسهامه ليبلغ 40% من الناتج المحلي الاجمالي.
ومن هنا جاء تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وهو يخاطب المؤتمر الخامس لرجال الأعمال على ان التخصيص كأسلوب اقتصادي يعتبر الطريق الأمثل نحو ايجاد قدر أكبر من الكفاءة الاقتصادية والتشغيلية، فضلا عن جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وبالطبع، فإن جذب الاستثمارات سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي، يصب في خانة توفير التمويل للمشروعات الاقتصادية المنتجة، ومن ثم يتم جني عائدات مجزية من العمليات الاستثمارية تسهم في المزيد من التوسع الاستثماري، وترفع من المستوى الاقتصادي والمعيشي للأفراد، وتنعكس ايجابيا على حركة النماء والرخاء للمواطن والمجتمع.
,, نعم، التخصيص هو القاعدة التي تنتهجها المملكة والتي تتوافق مع معطيات عالم اليوم، وعن طريقه سيكون الاقتصاد السعودي على موعد متجدد مع النماء، في ظل تنامي وعي وقدرة القطاع الخاص في أداء مهامه، وفي ظل رعاية ودعم واهتمام قيادتنا الرشيدة بالحفاظ على وتيرة متسارعة للارتقاء بحياة المواطن الى أفضل المستويات.
الجزيرة