الى مسبح الأرواح والوجد كاربه
يحثُّ خطانا نحو ربع مناكبه
لنا في ذراها والذُّرى الف قصة
تحدّث ما يروي الهوى وصواحبه
من العارض النجدي، من مدرج الصبا
أتيت بشوق مدلجات ركائبه
بلاد صباها حين يسري سحيرة
يهيج الشجى حينا، وحيناً يحاربه
صبا نجد إن أسرت بذكرى عزيزة
تهيج من الأشجان ماجدَّ حاصبه
فما نجد إلا قصة عبقرية
بها غرّد الشادي وكضّت ترائبه
كأن بها هاروت ينفث سِحره
فيرويه شرقيُّ الهوى ومغاربه
بها مصدر الايحاء بالشعر كامنٌ
يثجُّ به احساسه ومواهبه
دواوين شعر العارفين تزخرفت
بها واصطفاها حلية السفر كاتبه
فمن قبل أيام المهلهل وهي في
ضمائر أهل الفن فن مساربه
تبث بأجواء الأقاليم نشوة
تحدثها آطامه وسباسبه
فيرويه عشاق الجمال روائعا
من الشعر فيها خصبه ولهائبه
أتيتُ وعندي من صبا نجد قصة
تقول هنا مسرى الهوى ومساحبه
فمن هاهنا كانت بداية حبنا
ومن هاهنا تِرب المنى ومتاعبه
هنا عشت أياما تقادم عهدها
ولم تبرح الذكرى بقلبي تلاعبه
تحدثه أن المنى في ربوعها
مواثل لم تبرح فللود خاطبه
وكيف وقد أرخى الزمانُ مروطه
لوامع كالثلج الذي سال ذائبه
هنا والزمان البكر غض إهابه
وعهد الصبا تهفو بقروى مطالبه
هنا داعبت أحلامنا كل فرحة
ورقَّت لناآرامه ورباربه
وطافت بنا أهواؤنا كل ملعب
سبتنا به من حسنهن رعاببه
ومن ذا الذي لم يعشق الحسن والرضا
وروضا هنا تشفي المعنَّى أطائبه
هنا كانت الأيام ترخي مروطها
منمنمة، والصب تهفو رغائبه
ولا وصل إلا ما يحدث جدول
وتين ورمان وكرم عجائبه
تحدثه الأطيار نشوى كأنها
وقد راقها معسوله ومشاربه
عرائس في ليل الزفاف يحثها
الى الشدو موفور الصبا ومناقبه
هنا قد كتبنا قصة عبقرية
وصغنا نشيد العمر تحدو مواكبه
قضينا هنا شطرا من العمر كلما
ألمَّت بنا ذكراه قمنا نخاطبه
بأحلى حديث يلثم الزهرُ لفظه
وترويه في أفق شذي كواكبه
رخاء وأمن ساد في ظل سيد
تسايره صدقا وحبا كتائبه
بها وحد الأقطار في الدين وحدة
بها أسلست أسد الشرى وثعالبه
فأطرق فيها الليث يلعق ساقه
فلا شيء في ساحاته اليوم هائبه
أطاح أمير المؤمنين بجوره
فمن؟ كأبي تركي، ومن ذا يغالبه
ومن كأبي تركي إماما موفقا
بنى دولة فيها تعج مقانبه
أقام على شرع الإله أساسها
ووحدها والضد تسعى عقاربه
فداس على هام الحوادث واثقا
بنصر من المولى تثج سحائبه
ودار أبوتركي بناها على الهدى
فطاب بها من نبتها ما تراقبه
بأمر أبي تركي رجال أفاضل
فسارت على هدي الامام تواكبه
فمن لي وقد جد اشتياقي لمجلس
كمجلسنا بالأمس، وهم أجاذبه
ومن لي بأصحاب تشتت شملهم
وكانوا جميعا يفتدي الخل صاحبه
تذكرت في المثناة مجلس أُنسنا
وقد راق وجه الأفق وارفض سائبه
وغنَّت على الغصن الرطيب حمامة
شجتني، وكان الشجو فيما ألاعبه
من الماء والأغصان والزهر والندى
وحسنٍ يمنيني بما أنا خاطبه
إذا قلت غاب الوجد جدت شجونه
يعاتبني طورا، وطورا أعاتبه
وما الحسن إلا فتنة طائفية
تقلبني فيما تلذ مشاربه
سمونا فلا الأحلام منّا رخيصة
ولا الوجد يغوينا فتشجي عواقبه
نعم شاقنا وصل فحال تعفف
فأجرضنا ما ينشد الوصل ساغبه
وبنَّا وما بانت طهارة حبنا
فبتنا نسوس الأمر من ذا نخاطبه
فنادت أنا من قد عشقت جمالها
أنا الطائف المحبوب تاقت حبائبه
إليه فهل من زورة طائفية
فكل زماني فائق الحسن جانبه
فقلت لها: يا دار قومك معشر
كرام دعوا فاستقبل الحفل كاتبه
وشاعره ممن دعوه بشاعر
وما كنته لولا الهوى وعجائبه
بأصداء أيام الصبا وصبابة
أناجيه حتى يبرح القلب شاعبه
وهيهات والذكرى تبادلني الشجى
يُلّم بها عهد الصبا وملاعبه
شربت من المثناة شربة وامقٍ
بأمثالها يستعذب الماء شاربه
وعدت اليها وهي ذكرى عزيزة
فلم ألق إلا ما تصدّ مناكبه
طواها الذي أخنى على ملعب الصبا
بحي القري آه مما أخاطبه
بأنة مكلوم وعبرة واله
ودمع من الإسبال تشكو مساربه
بكل تداوينا فلم يشف مابنا
على ان حب الدار فيضٌ مشاربه
نغنيه أحيانا ونبكيه تارة
فلله ما نبكي له ونعاتبه
فيا أربعا غنيتها الحب صادقا
وقلّبت من ذكراي ما جار حاصبه
أتذكرني، إني طويت على الشجى
فؤادا على الذكرى تجيش كواربه
لعل بهذا الحفل تشفى كلومه
ويسعده إيناس من عز جانبه
فقد زان هذا الحفل سعد أميرنا
سعود الذي حيت بصدق حبائبه
سعدنا به، والفضل فيه خليقة
ولم لا ومن عبدالعزيز مناسبه
يحييك من بالشعر فاض شعورهم
فغنوا ربوع الحُسن شعرا مساكبه
على الطائف المجلّو في حلل البها
تحدثه أزهاره وأطائبه
زمانا أبوفهد به خير موئل
لكل ذوي الحاجات تسعى مراحبه
إذا لففت سود الليالي شباكها
أضاءت بها أخلاقه ومناقبه
تخيّره عبدالعزيز فِراسة
فكان كما يرضى لما هو نادبه
وهاهو فهد في مدارج برِّه
يُكرم من بالحب جاشت غواربه
فغنى به فيض الشعور قصائدا
تُضيء سماء الفكر زهر كواكبه
وإخوان صدق آزروه بسعيهم
على أن سعي السالمي عجائبه
شواهدها في معجم الشعر ثرّة
فلله ما يروي، وما هو كاتبه
أبا أكرم أكرمِ بفعلك إنّه
صنيعُ وفيٍّ لم تخنه مضاربه
فياليتني لملمت كل قصيدة
يلففها برد الشفا وجلاببه
فلي في هوى هذي الربوع قصائد
تُضيء كدُرّ أحسن النظم ثاقبه
سكبت بها فيض الأحاسيس كلما
سرى طائف من طائف لا نحاسبه
على أن سبانا، واستبى كل هاجس
سوى هاجس شُدَّت عليه معاصبه
فقلت وقد أسلمت قلبي لحبه
هنيئا لهذا الربع ماهو ناهبه
كفى انني راضٍ بنهب مشاعري
فناهبها من تستطاب نواهبه
ولم لا ومن يهوى شتيت غرامه
فكل بصافي الود -صدقا- يخاطبه
تنازعني حُبان جب مقدس
وحب على كبدي تجور لواهبه
عصيٌّ على كل المقاييس وصفه
إذا حكم الأوصاف في الحب راهبه
أنا بين نجد والحجاز موزع
تقاسمني حب تجدُّ شواذبه
إذا قلت غاب الوجد ردَّت صدوره
إليّ وقد داست عليَّ عراقبه
فلا أنا في أرض الحجاز منعم
ولا الحب في نجد تزور أخاصبه
كأن لبحر الحب عندي ثارة
إذا سكنت علياه ثارت رواسبه
فلله ما ألقى من الوجد كلما
جرت فوق آمالي شدادا- هبائبه
فدعني وما ألقى من الوجد إنني
فتى لم تزل في الحب تهمي سحائبه
تشرِّق أحيانا وتتهم تارة
ويجمع شوقيها جلال نواكبه
يتيه به مهد العروبة فاخرا
فأيُّ فخار لم تحزه أعاربه
فيا موطني إن الهوى فيك قصة
بأمثالها يستعذب الفن آدبه
وصفتك لحنا عبقريا تشده
الى الروح أسباب حوتها قوالبه
ونضدته شعرا، وأنت بمعزل
عن اللحن والشادي وماهو ناصبه
سأرسل تغريدي وإن جد شانئي
وأفرغ في جامي هواك أساكبه