زقزقة:
(الاشجار تنمو مستقيمة في غابة كثيفة)
حكمة عالمية
يبدو لي انه من المفيد احيانا ان يتخذ المسؤول والمربي وسائل اكثر حزما مع الشباب خاصة اذا كانت المسؤولية جمعيةوكان الشباب مجموعات في المدرسة او الجامعة او النادي.
وقد اتخذت جامعة الملك سعود مؤخرا اجراء بدا لي حازما تجاه زي الطالبات والفكرة ظريفة ولكنها فاعلة فالطالبة التي لا تلتزم بارتداء زي مناسب للجامعة تلتزم بدفع مبلغ 50 ريالا في مكتب العميدة لشراء (تنورة) مناسبة للجامعة وايضا تغيير (التنورة) القديمة والتي هي غالبا عبارة عن زي مناسب للحفلات او في نظري غير مناسب للمرحلة الشبابية مطلقا.
ربما يعترض البعض على تقنين مسألة الملابس واعتبارها انتقاص للحرية الشخصية ولكنني اعتقد أن الالتزام هو تطبيق لمبادىء الحرية الشخصية.
فاذا تعلم الطفل معنى الالتزام استطاع ان يعرف حدود سلوكياته.
بمعنى يلتزم الطفل بمواعيد الذهاب والانصراف وبشكل عام قوانين المدرسة وينضبط وفق قوانين المنزل.
هذا الطفل من الطبيعي ان يلتزم بقوانين الجامعة سواء في الملبس او السلوكيات ويصبح من السهل عليه تقبل النظام بارتياح وعدم اعتباره تعسفا او قتلا لحريته.
والذي يتضح في طالبات الجامعة ان البعض يغلب عليه عدم احترام الانظمة مما حدا بالمسؤولات في الجامعة الى اتخاذ تدابير معينة للحد من الفوضى.
قد تكون بعض تلك التدابير غير مناسبة او تحمل بعض الظلم للطالبات النظاميات.
ومن هنا اكتب اليوم لاحيّي ما عمل به مؤخرا لتحديد قواعد الزي في الجامعة تحديدا لا يتنافى مع حرية الملبس او الاختيار لكنه يجعل للجامعة اطارا محددا لا تتجاوزه الطالبة التي لا تعرف معنى الالتزام او النظام.
اكتب ذلك ليس لان الملبس او الزي يمثل اهمية كبرى فربما كانت فلسفة الملابس انها للزينة وليست للمنفعة.
ولكن اكتب لان هذا الاجراء المتبع جزء من سياسة حكيمة وواقعية يجب ان تتخذها المؤسسات التعليمية التربوية لاجل مساعدة المجتمع على القيام بعملية الضبط الاجتماعي لا تقولوا الموضوع لا يستحق فهو في جملته مجرد زي او ملابس.
الموضوع اكبر من ذلك فالملابس والحديث والتعامل كلها سلوكيات تعبر عن الشخصية الفردية التي هي جزء من الشخصية المجتمعية.