كالزيارات التي اعتادت الترويكاالأوروبية القيام بها عقب تسلم الدولة الاوروبية الجديدة لرئاسة الاتحاد الاوروبي حيث يقوم وزير خارجية الدول الرئيسة الجديدة مصحوبا بالوزير السلف والوزير القادم الذي ستسلم دولته الرئاسة القادمة، يقومون بزيارات لعواصم الشرق الاوسط وبالذات تلك التي لها علاقة بالصراع العربي الاسرائيلي حيث يبحثون تطورات قضية الشرق الاوسط ويتحدثون ويزورون ارض السلطة الفلسطينية واسرائل وبعد تصريحات ووعود ربما احتكاكات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي ثم يعودون الى بلدانهم.
وبعد ستة اشهر وعندما تتسلم الدولة الاوروبية الاخرى رئاسة الاتحاد الاوروبي يقوم وفد الترويكا بزيارة جديدة وهكذا دواليك,.
ظلت تلك الزيارات مثبتة على اجندة مواعيد الوزراء حتى استأثرت امريكا بالدور الاول فاستبدل الاوروبيون زيارات وفود الترويكا الاوروبية، بزيارة للوزير الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي وهو ما فعلته وزيرة خارجية فلندا اخيرا التي ترأس بلادها الاتحاد.
وطبعا كالعادة فالاوروبيون تأثيرهم في مسيرة السلام يظل محدوداً والامر كله بيد الامريكان الذين لا يقبلون ان يشاركهم احد في هذا الامر ، والاسرائيليون يتفقون مع الامريكان على تهميش دور الاوروبيين فطالما اذان الامريكان مفتوحة لشروط الاسرائيليين فلا داعي لوجود طرف اخر.
زيارات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تلك ذكرتنا بها الاجتماعات السنوية التي يعقدها وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بنظرائهم وزراء خارجية دول مجلس التعاون وكالعادة عقدت هذه المحادثات السنوية، وايضا كالعادة تطرق البحث على بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المجموعتين الاقليميتين فالعلاقات السياسية بين الاوروبيين والخليجيين جيدة، وهناك تفاهم بين بلدان المجموعتين ولا توجد اية خلافات او عوائق للتعاون بين اي بلد أوروبي واخر خليجي فكل الامور على وئام الا، العلاقات الاقتصادية والتجارية، فالاوروبيون الذين يسعون الى فتح اسواق لصادراتهم يغلقون اسواقهم في وجه المنتجات الخليجية ويعارضون فرض اية ضرائب، او اساليب حمائية ضد منتجاتهم يفعلون ذلك وبالذات ضد المنتجات الخليجية وهذا ما جعل الميزان التجاري بين المجموعتين يسجل عجزا لصالح الاوروبيين بلغ العام الماضي 19 مليار دولار امريكي كما ان الاوروبيين يفرضون ضرائب ويمارسون اساليب حمائية ضد منتجات خليجية في حين يمنحون اعفاءً لنفس البضائع المنتجة في بلدان افريقية واسيوية اسواقها لا تستقبل نصف ما تستقبله الاسواق الخليجية.
هذه المشكلة ظلت كل عام المحور الاساسي للاجتماعات السنوية لوزراء الخارجية الاوروبيين والخليجيين، وكالعادة انفض الاجتماع دون ان يتحقق شيء يذكر فالاوروبيون سعيدون باسواق الخليج المفتوحة لبضائعهم وأهل الخليج قانعون وراضون بما يفعله الاوربيون تجاه منتجاتهم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com