Saturday 6th November, 1999 G No. 9900جريدة الجزيرة السبت 28 ,رجب 1420 العدد 9900


حول الطلاب المطرودين
إهدار للثروات,, ومستقبل محزن

عزيزتي الجزيرة
تعقيبا على ما نشرته صحيفة الجزيرة الموقرة في العدد (9897) تحت عنوان: فشل طالب ام فشل جامعة؟ بقلم د, عبدالعزيز العمر وفقه الله وسدده, وقد أبدى قلقه من الاعداد الكبيرة للطلاب الذين يتم تسريحهم بنهاية كل فصل دراسي من الجامعات السعودية, وتساءل على من تلقى اللائمة، أعلى الجامعة ام على الطالب ام على التعليم العام؟
فأقول ان الجميع يتألم لما يراه من ازدياد الطلاب الذين يتم فصلهم من الكليات وفي ذلك اهدار للثروات العظيمة: بشرية، واقتصادية، واجتماعية، ممثلة في فصل هؤلاء الطلاب الذين في الغالب لا ذنب لهم, فنحن جميعا ملامون في هذه القضية، وإن كان للتعليم العالي ممثلا في الجامعة او الكلية النصيب الاكبر، ثم في وزارة المعارف ممثلة في ادارات المدارس الثانوية ومرشديها الطلابيين، ثم في الاسرة، والاعلام، وأخيراً في الطالب، لكن كيف ذلك؟ إليكم التفصيل:
1- تجد الطالب يتخرج من الثانوية فيقف محتاراً، يلتحق بأي كلية! فلا يجد من يوجهه، ويبصره، ويأخذ بيده.
2- تجد بعض الاسر تجبر الطالب للالتحاق بكلية معينة لامر معين في نفس ولي الامر فيدرس مالا يرغب.
3- الاعلام المقروء، والمسموع، والمرئي، له دور فعال في تبصير الطالب وتوجيهه بعد الثانوية في الحد من هذه الظاهرة، وذلك بتسليط الضوء على اسبابها ووسائل علاجها، وعقد الندوات مع اهل الاختصاص، وتوجيه الاسر والطلاب.
4- بعد ذلك يتقدم الطالب لاحدى الكليات (برغبة وتوجيه او بغيرهما) فيفاجأ انه مقبول في كلية اخرى لم تخطر له على بال.
5- قد تكون نسبته 95% ورغما عن ذلك يجري له اختبار قبول، ويتجاوزه - كما هو الحال في كلية المعلمين - فتقف له مادة في المستوى العام كحجر عثرة، فتجد طالب (أدبي أو شرعي) تخصص في اللغة العربية او دراسات اسلامية، يدرس: كيمياء، وفيزياء، وتفاضل وتكامل، مواد لم يدرسها في الثانوية، وفي الواقع لن تخدم تخصصه بعد التخرج, لكنها قد تنهي مستقبله الدراسي، فيطوى قيده غير مأسوف عليه! والعكس بالعكس طالب العلمي ومتخصص رياضيات يدرس في المستوى العام مواد ادبية، فتحدث له نفس النتيجة! زد على ذلك ان الطالب يدرس في المستوى العام من المواد التي لا تمت لتخصصه بصلة فيما يزيد على 75% من تعليمه الجامعي، فكم سيكون نصيب تخصصه كمعلم رياضيات او قرآن او لغة عربية أو غيرها؟ وهنا يبدو سبب انخفاض مستوى ومعدلات الطلاب عند تخرجهم، مقارنة بزملائهم خريجي الكليات المخصصة الاخرى، قد يقال ان هدف الكلية ان يكون المعلم مؤهلا ليدرس كل التخصصات! فأقول: الواقع يخالف هذا فلا تجد معلما تخرج بدرجة بكالوريوس تخصصه رياضيات يعلم املاء او قراءة او قرآناً، او العكس, ثم لو لم يمانع كيف سيكون عطاؤه ؟ ثم حاجتنا له كمعلم رياضيات اشد! هذا هو الواقع! فهل يعقل ان تكون اهداف الكلية تخالف الواقع والحاجة؟
6- تعامل بعض المحاضرين في بعض الكليات والاقسام مع ابنائهم الطلاب من معاملات استفزازية وسخرية وتهكم، واحتقار، وفرض بعض الضغوط ومما يحز في النفس ان يحدث ذلك من رجال يُعلمون منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم في الدعوة الذي تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (كان خلقه القرآن) وهو القائل: (الدين المعاملة) والقائل: (وتبسمك في وجه اخيك صدقة) فهذا أحد اسباب تسريح الطلاب.
7- أخيراً الطالب، فقد يكون غير مبالٍ او نتيجة لتغير البيئة اختل مستواه، فانتقاله من محيط منطقته، واسرته إلى بيئة اخرى، وتعرفه على قرناء جدد! أثر على مستواه وهذا سبب رئيس في هذه المشكلة.
نسأل الله أن يهدينا، وأبناؤنا الطلاب الصراط المستقيم ويوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح.
عبدالعزيز بن علي العسكر
الدلم

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
لقاء
تقارير واحداث
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved