* حوار :حسن البهكلي ونايف البشري
يتميز القطاع الصحي بمنطقة مكة المكرمة بأهمية بالغة ليس على مستوى وزارة الصحة فحسب وانما على مستوى القيادة الرشيدة لهذه البلاد الطيبة نظرا لما يقدمه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن وزوار بيته العتيق وكذلك المعتمرين, ونظرا لبدء موسم العمرة واقتراب موسم الحج بالاضافة الى التغيرات التي تحدث في القطاع الصحي عموما ومنها الضمان الصحي التعاوني واقامة بعض المناسبات الصحية وافتتاح بعض المشاريع في المنطقة حملنا تساؤلاتنا واوراقنا الى مدير عام الشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عدنان احمد البار الذي تم تكليفه مؤخرا من قبل معالي وزير الصحة للعمل مديرا عاما بالمنطقة لنتحاور معه حول العديد من الامور الصحية بالمنطقة ولنتعرف على نظرته لها وخطته المستقبلية لهذه المواضيع فكان لنا الحوار التالي:
الجديد والخطط المستقبلية
* د, عدنان,, بداية وانتم تتسلمون مقاليد هذا العمل الذي نسأل الله لكم فيه التوفيق والنجاح,, ما هي خطتكم ونظرتكم لهذا العمل وماذا تريدون سواء من الوزارة ومنسوبيها او المواطنين؟
- آمل ان تتركز جهودنا في التخطيط والتطوير والاشراف والتنسيق العام للخدمات بالمنطقة اضافة الى تركيز الجهود حيال الخدمات الصحية بالحج.
* من خلال اجتماعات لجنة الحج الصحية واجتماعات مجلس المنطقة التي تسنى لكم حضورها,, ما هو الجديد الذي ستقدمه وزارة الصحة ومن ثم منطقة مكة المكرمة؟
- انتم تعلمون ان ادارة شئون الحج تحظى باهتمام كبير على اعلى المستويات في الدولة وهنالك اللجنة العليا للحج التي يرأسها صاحب السمو الملكي وزير الداخلية واللجنة المركزية للحج والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الامير ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة وتمثل فيها كافة الجهات المعنية بأمرالحج ومنها وزارة الصحة وعلى مستوى الوزارة هناك لجان تحضيرية لامور الحج يرأسها الدكتور رضا خليل وأعضاؤها يمثلون القطاعات المعنية بالوزارة وتشارك فيها الوزارة من خلال مدير عام الشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة ومدير الشئون الصحية بالعاصمة المقدسة كما ان هناك لجنة الحج التنفيذية وهي على مستوى المنطقة وهذه اللجان دائما تنظر في تجربة كل موسم سابق وترصد الايجابيات وتحاول ان تنميها وتعمقها وتتوسع فيها وتدرس نقاط الضعف وتعمل على تلافيها وتشجع كل المبادرات الجديدة لتطوير الخدمة في هذا المجال لذلك فالاستعداد للحج هو عملية تكاملية من اعلى المستويات الى ادناها والجهد فيها يبدأ من نهاية الموسم المنصرم ويستمر حتى نهاية الموسم القادم.
معالجة النقص في أدوية السكري
* هناك من يقول ان ادوية مرضى السكري بجدة يوجد بها نقص حاد فما صحة هذه المقولة؟ وما هي خطتكم لتوفير هذا الدواء وغيره؟
- عندما نتعرض لاي قضية من القضايا ومنها نقص او وفرة الدواء يجب ان تكون اقوالنا مستندة على احصائيات ومعلومات دقيقة, اما بالنسبة لنقص ادوية مرضى السكري فقد قامت مديرية الشئون الصحية بمحافظة جدة بتجربة اولية في هذا الجانب بحيث يتم صرف ادوية السكر عبر المركز الصحي المرجعي للمريض بهدف تطوير مستوى الخدمات الصحية التي تقدم لمريض السكر وبرمجة عملية صرف الدواء عبر قناة محدودة وهي المركز المرجعي للمريض ونحن بصدد تقييم هذه التجربة علميا, ومن المعروف ان انواع الدواء الواحد كثيرة فمثلا يأتي المريض ويسأل عن (داونيل) للسكر فلم يجد بينما هناك بدائل كثيرة للدواء تصل الى 6 او 7 انواع والاختلاف فقط هو الاسم التجاري بينما التركيب الكيميائي واحد وهذا ما يجب مراعاته عندما نتحدث عن الدواء.
* بالامس القريب ترأستم اجتماع مديري الشئون الصحية بمحافظات المنطقة ما هو الهدف من هذا اللقاء؟
- ان اي ادارة بحجم المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة تحتاج الى تقوية التنسيق بين اداراتها وكان الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع هو تعميق التنسيق والتشاور فيما بين الاخوة الزملاء المسئولين عن المديريات المختلفة للخروج برؤى دائما موحدة ولاعطاء التخطيط حقه من الوقت والتداول ولمناقشة القضايا الكلية ذات العلاقة بالمنطقة.
* هل سيدرج مراجعو القطاعات الصحية في الكمبيوتر حتى يتسنى لكم الترشيد في صرف الدواء وغيره سواء لمراجعي المراكز الصحية او المستشفيات وغيرها؟
- الحقيقة ما استطيع قوله ان الامال كبيرة لتطوير الخدمات وبرمجتها وميكنتها وهذه من الطموحات الموجودة ولكن لا يخفى عليكم ان هذه الامور تحتاج الى وقت والى جهد وامكانيات.
تطوير التعاون مع الجامعات
* تتميز المنطقة بوجود جامعتين فهل هناك نية للتعاون سواء في الابحاث الميدانية او المخبرية فيما بينكم وبين الجامعات؟
- اعتقد ان التعاون مع الجامعات شيء موجود اساسا وهنالك طموحات دائما لتطويره فمرافق وزارة الصحة بالمنطقة يتدرب فيه الاطباء من كليات الطب بجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة ام القرى ونحن نسعى كذلك للاستفادة من الخبرات الموجودة في هذه المنشآت في بعض الاستشارات والدراسات الصحية وجامعة ام القرى يوجد بها كما تعلمون معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث ودراسات الحج ونحن نتعاون مع هذا المعهد ونستفيد منه في بعض الدراسات مما يطور الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وهنالك تنسيق وتعاون مع كليات الطب في النشاطات العلمية والمؤتمرات الطبية وان كان الكثير من هذا يتم عبر آليات اخرى مثل الجمعيات العلمية.
توفر الوظائف وتباين الرغبات
* د, عدنان,, يصطدم خريجو كلية الطب من جامعاتنا بواقع عدم وجود ارقام وظيفية وخصوصا في منطقة مكة المكرمة مما يضطرهم الانتقال الى مناطق اخرى او الى المستشفيات العسكرية في الوقت الذي يصرح فيه معالي وزير الصحة بحاجة الوزارة الى سعودة الوظائف الطبية فهل هناك نظرة لبرمجة هذه الارقام وزيادتها لتوفيرها امام هؤلاء الخريجين؟
- انا لا ادعي ان لدي احاطة كاملة في هذه المرحلة بحجم الوظائف الموجودة او كيفية توزيعها ولكني اريد توضيح ملاحظة هنا وهي انه عندما يتقدم شخص لوظيفة فإنه يريد في اقرب موقع من بيته والشخص الذي يسكن في جدة يريد ان تكون وظيفته في جدة بل يريدها في مستشفى معين يحدده هو ونحن نخدم منطقة شاسعة وقد تتوفر الوظيفة في جهة اخرى بدلا من المدينة وفي مركز صحي بدلا من المستشفى واعتقد انه آن الاوان ان ننطلق في قضايا التوظيف من واقع التخطيط والاحتياجات,, قد لاتكون المشكلة في نقص الوظائف بقدر ما هي في نقص الوظائف في المنطقة او المدينة المرغوب فيها.
عوائق تحديث المراكز الصحية
* الالتزامات المالية والمواصفات الفنية يقفان عائقا امام استبدال بعض المراكز الصحية المتهالكة في مدينة جدة والالتزامات المالية امر مبالغ فيه,, ايضا المواصفات الفنية التي تطلبها ادارة المشاريع كل هذه ادت الى الحيولة دون استبدال هذه المراكز فهل هناك خطة للنظرفي هذا الموضوع؟
- سبق ان اكد معالي وزير الصحة - حفظه الله - في أكثر من مناسبة على الاهتمام بالمراكز الصحية الاولية وابراز دورها وكذلك السعي الى تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لانشاء الفي مركز صحي والذي سوف تحظى فيه المنطقة بنصيب طيب ونأمل ان ترى هذه الجهود الحثيثة النور وتسهم في حل المشكلة.
* د, عدنان بالتأكيد من خلال زيارتكم التي قمتم بها للمراكز الصحية لاحظتم هذه المراكز ومعالي الوزير لديه خلفية تامة عنها فما هي خطتكم للنظر في هذا الموضوع بالذات؟
- نحن ندرك اهمية واولوية موضوع الرعاية الصحية الاولية وندرك ان المركز الصحي لابد ان يكون مهيأ بالشكل الصحيح حتى نستطيع ان ننفذ الرسالة المنشودة لمفهوم الرعاية الصحية الاولية وهذا امر يحظى باهتمام اعلى المسئولين في الوزارة وهنالك حلول ممكن تكون آنية وسريعة ولكنها محدودة والحل الرئيسي والذي نركز عليه هو من خلال خطة بناء مراكز مهيأة اساسا لتنفيذ هذه البرامج وتهيئة الكوادر السعودية المتخصصة من اطباء الاسرة لتنفيذها,, وما استطيع قوله الآن هو أن الجهد جاد وحثيث لاخراج هذه المراكز الى حيز الواقع.
الأخطاء الطبية وشكوى المواطن
* هل نتطلع في المرحلة القادمة الى وجود خط ساخن بين الصحة والمواطن حتى نتلافى كثيرا من الشكاوى الكيدية والمفرضه؟ وماذا عن الاخطاء الطبية التي دائما ما نراها في الصحف؟ وهل لكم موقف مع الصحافة بحيث تتم مساءلة كل من ينشر شيئا من هذا القبيل؟ وهل ستكون لكم ايضا خطة اعلامية مرتبة في هذا الشأن؟
- بالنسبة للشق المتعلق بايجاد خط ساخن فهذه فكرة منفذة بالفعل والرقم هو (6972479).
اما بالنسبة للشق الثاني وهو موضوع الاخطاء الطبية فلعلي اكرر بعض ما ذكره معالي الوزير في أكثر من مناسبة وهو ان طبيعة وزارة الصحة انها وزارة خدمية وتمس حياة وصحة المواطن وبالتالي من الطبيعي ان تكون هنالك شكاوى ونحن نحاول ان نفرزها ونتعامل مع اي قصور او خطأ.
* ولكن غالبا ما تكثر الاخطاء الطبية في المستشفيات والمستوصفات الخاصة فما هو دوركم؟
- من الانصاف ان نقول بأنها موجودة في كافة الجهات ولكن بقدر متفاوت ومعالي الوزير سبق ان ذكر ان كثيرا من الشكاوى إما كيدية او غير دقيقة في طرحها ونحن لابد ان نتحرى الدقة والامانة في النقل فالصحافة هي نبض الشارع وهي حلقة الوصل بين الجهات المقدمة للخدمة والمواطن ودائما نرحب باي تفاعل ايجابي مع هذه الاجهزة بشرط ان نبرز الحقيقة بغض النظر ان كانت هذه الحقيقة ايجابية ام سلبية وليكون هدفنا المعالجة والبعد عن الاثارة والتشهير ويكون الهدف ايضا هو الاصلاح والوصول الى الحقيقة وسواء نحن او الوزارة جميعنا يرحب باي تعاون ايجابي مع الصحافة.
برامج الوقاية وسبل دعمها
* البرامج الوقائية التي تنفذها ادارات الرعاية الصحية في مختلف المحافظات لاشك ان لها مردودا ايجابيا,, وهناك برامج تنفدها الآن ادارة الرعاية الصحية الاولية بمحافظة جدة ومنها برنامج سرطان الثدي وهناك أكثر من 16 طبيبة يقمن بزيارة المدارس للتوعية فهل هناك من دعم لهذه الانشطة الوقائية في جميع المحافظات؟
- من الانصاف هنا ان نقول الحقيقة ان الدعم موجود من قبل مجيئي والدعم يأتي عبر آليات منظمة من قبل الوزارة فهنالك جهة مسئولة عن الطب الوقائي وهي تقدم خدماتها في ضوء الخطط العامة في الوزارة وعبر اهم آلية لدينا هي مراكز الرعاية الصحية الاولية والبرامج الوقائية الموجودة متعددة وهذا البرنامج الذي تحدثتم عنه من الممكن ان تتميز به محافظة جدة عن غيرها ولكن هناك برامج اخرى كبرامج التحصين الموسع او برامج التحصين الخاصة والموسمية مثل التحصين ضد الحمى الشوكية وكذلك البرامج التي تهدف الى استئصال مرض معين مثل الحملات الوطنية للتحصين ضد شلل الاطفال ونحن نأمل ان شاء الله تعالى ان نركز على هذه الجهود لتبرز دائما بالشكل المطلوب.
القضايا الطبية والتأمين الصحي
* طول الفترة الزمنية في مناقشة القضايا التي تعرض على الهيئة الطبية الشرعية يؤثر على حل هذه القضايا فهل هناك هيكلة جديدة لتقصير هذه المدة؟
- الهيئة الطبية الشرعية هي هيئة يرأسها قاض وبقية الاعضاء هم استشاريون ودورهم بشكل رئيسي دور استشاري وهي تنظر في القضايا التي تتطلب فقط الى حكم شرعي معين ولذلك تجدنا ما بين الحث على التعجيل وما بين اهمية التروي ولان هذه اللجان متخصصة فهي تستغرق وقتا وجهدا اطول ومع ذلك فهنالك حث دائم على سرعة انجاز القضايا.
* لكن بعض القضايا استغرقت اربع سنوات للبت فيها؟
- انا ارجو ان تكون هذه الحالات الاستثنائية والنشاز وانما الاصل هو ان الحالات الطبيعية لا تأخذ مثل هذا الوقت وهناك توجيه من معالي وزير الصحة بمحاولة تسريع انهاء القضايا التي تحال الى الهيئة واعتقد ان هناك تحسنا كبيرا في سرعة انجاز القضايا من قبل الهيئة.
* د, عدنان: في الوقت التي مازالت فيه الوزارة تدرس آليات تنفيذ وتطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني ظهرت في المنطقة مجموعة شركات خاصة بتنفيذ عملية الضمان او التأمين الصحي فما هي الكيفية او الضوابط التي ترون ان تقدم هذه الشركات خدماتها من خلالها باشراف ومتابعة مديرية الشئون الصحية؟
- تعلمون ان معالي الوزير في اكثر من مرة بيّن الاجراءات التي اتخذت ولا نستطيع الخوض في هذا الموضوع وهناك جهات مختصة شكلت من قبل مجلس الوزراء الموقر ونحن في انتظار التفاصيل.
* عفوا: انا اقصد ان الشركات الموجودة الآن تقوم بتنفيذ عملية الضمان او التأمين الصحي فما هي الضوابط التي تحكمها حتى لا تنفذ كل شركة هذه الخدمة بطريقتها الخاصة؟
- كما ذكرت ليس لدينا اي معلومات دقيقة وليس لنا سلطة على هذه الشركات وهناك تنظيم رسمي سيصدر من الجهات المختصة وعندها ستتضح كل الامور.
* كثرت الايام الصحية كيوم الصحة العالمي، الصحة النفسية وغيرها من الايام والمناسبات الصحية,, ولكن اين الدور التوعوي قبل العلاجي؟ وهل لديكم نية في تبني مثل هذا الدور؟
- مفهوم ايام الصحة في الحقيقة هو مفهوم وقائي وليس مفهوما علاجيا والفكرة من تحديد الايام هي لتذكير الجميع بالحدث والمشكلة وبالتالي توعيتهم بأهمية الوقاية منها حتى نتمكن من تقليل حجم المشكلة او نعالجها ونتغلب عليها.
* من المشاكل التي تواجه التقارب او التآلف بين المستشفى والمركز هو نظام الاحالة فهل هناك من شيء ستتخذونه حيال هذا الموضوع او تفعيل هذا الدور؟
- لا شك ان تفعيل آليات الاحالة ما بين المستوى الاول للخدمة المتمثل في المراكز الصحية والمستوى الثاني المتمثل في المستشفى هو عنصر اساسي في نجاح العملية ونحن سوف ندرس آليات تفعيل وتطوير مستوى الاحالة بين هذين المستويين مع الاخوة القائمين على امور المديريات بالمنطقة وهذا بلاشك سيكون له مردود كبير على مستوى الخدمات.
الرقابة على القطاعات الصحية الخاصة
* د, عدنان: لقد قامت مديرية الشئون الصحية بجدة بدور فعال في الرقابة والتفتيش على القطاع الصحي الخاص وطبقت بعض العقوبات بحق المخالفين منهم كالصيدليات والمستوصفات وغيرها وصل بعضها الى الاغلاق فهل تقوم المديريات الاخرى في المنطقة بمثل ذلك ولماذا لم نسمع عنها؟
- لابد من القول ان القطاع الخاص في محافظة جدة يختلف في حجمه عن المحافظات الاخرى ونحن نتحدث عن قطاع كبير ومتنوع ومتطور وبالتالي نسمع بهذه الامور في جدة اكثر مما نسمعه في غيرها رغم ان النظام مطبق في مكة والطائف وغيرها.
* لماذا لا يتم الاعلان عن مثل هذه القضايا؟
- نحن نحث الجميع على ابراز اي شيء ايجابي وبشكل طيب وليس هدفنا ولا دورنا ان نضيق على القطاع الخاص او نقلق هذا القطاع فهو قطاع حيوي وفعال وله دوره واثره في المنطقة ودورنا ان نضع ايدينا في ايديهم لنعمل سويا على خدمة المواطنين في ضوء الانظمة المقرة من الوزارة انهم يخدمون قطاعا واسعا ويؤدون رسالة مهمة.
* ما مدى الاستفادة من خدمات القطاع الخاص في حج هذا العام؟
- نحن دائما نتطلع الى ان يكون للقطاع الخاص دور اكبر واكبر وقد قام بعضهم ببعض المساهمات في المواسم السابقة ونتطلع الى ان تتطور المساهمات بشكل افضل في المواسم القادمة ان شاء الله.
* ارتفاع تكاليف العلاج في جدة وبالاصح في منطقة مكة المكرمة عن باقي مناطق المملكة الى ماذا يعزى ذلك؟
- لعلي استطيع ان اقول انه في هذه المرحلة ليس لدي ارقام دقيقة تدعم او تدحض هذه الدعوى ولكن اذا برز لدينا هذا بشكل واضح فسوف نتخذ كافة التدابير والاجراءات لدراسة حيثياته والسعي الى الحد منه بالتنسيق مع القائمين على هذه القطاعات.
تقنين الدواء في العبوات
قبل ان نختتم هذا الحوار الشيق الذي جمعنا بالدكتور عدنان البار مدير عام الشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة ادرنا دفة الاسئلة الى الدكتور سمير عبدالله لنجاوي مدير الشئون الصحية بمحافظة جدة وكانت بدايتنا بالسؤال التالي:
* د, سمير وجهكم معالي الوزير بعمل دراسة لتجربة المراكز الصحية بمحافظة جدة لدواء السكري ماذا تم حيال هذه الدراسة؟ وهل سيتم رفعها قريبا للوزارة حتى يتم تعميمها على باقي مناطق المملكة؟
- في الواقع ان محافظة جدة مثلها مثل بقية المحافظات فقد كنا في السابق نعاني من نقص كبير في ادوية السكر لذلك وجه معالي الوزير الشئون الصحية بمحافظة جدة كتجربة لبقية المحافظات بأن تقوم بدراسة طريقة للتغلب على هذا النقص وما هي الاسباب التي ادت الى هذا النقص حيث كانت الكميات التي تؤمنها الوزارة من ادوية السكري كميات كبيرة جدا اذا ما قورنت بعدد المرضى الموجودين في المملكة حيث لا توجد هناك مبررات لنقص الدواء بطريقة نظرية.
وقد جاء توجيه معالي الوزير في شهر رمضان المبارك الماضي لدراسة هذه الظاهرة ورفع تقرير ووضع الحلول لها ومن ثم تقييم التجربة بعد ذلك فقمنا بدورنا بحصر مرضى السكر واعدادهم حيث تم الاتصال بالمستشفيات الحكومية وتعرفنا من خلالها على عدد المرضى الذين يراجعونها وسجلنا عناوينهم وارقام هوياتهم وفعلنا نفس الشيء مع المراكز الصحية ومركز جدة لرعاية مرضى السكري وكانت هذه هي الخطوة الاولى.
بعد ذلك قمنا بالخطوة الثانية وتم ادخال هذه البيانات في الحاسب الآلي وعممنا على المستشفيات بأن يقتصر صرف دواء السكر على المرضى المنومين فقط وحددنا ستة مراكز داخل مدينة جدة يتم من خلالها صرف الدواء للمراجعين حتى نتمكن من حصر المرضى وتوزيعهم حسب عناوين سكنهم وتستغرق كل مرحلة من هذه المراحل ثلاثة شهور ونحن الآن نقترب من سنة منذ البدء ونلاحظ نجاحها حيث كنا في الماضي نعاني من نقص في هذه الادوية يقدر بحوالي 30% والآن بعد تطبيق التجربة وربط صرف ادوية السكر بالمراكز الصحية اصبح لدينا فائض من 15 - 20% واصبحت متوفرة في كل مركز صحي بمختلف انواعها لاننا اصبحنا نعرف عدد المرضى المسجلين لدينا الذين يقدر عددهم بحوالي 5000 مريض وقد قمنا بالتنسيق في هذا الخصوص مع المستشفيات العسكرية والمستشفى الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز لتلافي الازدواجية في الصرف, وبحصرنا للمرضى وجدنا ان سبب النقص في الدواء الذي كان يحدث في السابق هو ان المريض كان يراجع المستشفى والمركز الصحي ومركز رعاية مرضى السكري ويحصل على الدواء من الجميع خوفا منه كمريض مزمن من انقطاع الدواء وبذلك يأخذ اكبر من حقه,, كما ان المرضى غير المسجلين لدينا وبعض المرضى الذين ليس لهم احقية العلاج كانوا يحصلون على الدواء بطريقة او بأخرى.
* كان هناك توجيه اخر من معالي الوزير حول تقنين الدواء في العبوات بالصيدليات الخاصة والحكومية فماذا تم حيال هذا التوجيه؟
- تحدث معالي الوزير في هذا الخصوص وقال انه يجب على الصيدليات الخاصة ان تحدد كميات الادوية في عبواتها وهذا لم يحدث حتى الآن.
اما بالنسبة لمستشفياتنا فتقوم باعطاء المريض كمية الدواء التي تكفيه الى وقت مراجعته للطبيب ونقوم باعطاء المرضى المراجعين من خارج جدة كميات أكبر قليلا تحسبا للمسافة البعيدة وقد قمنا برفع تقارير لمعالي الوزير بعد نهاية المدة التي حددت بثلاثة اشهر لدواء مرضى السكري وتم تحديد كميات الدواء الفائض من هذه التجربة الذي يشمل الادوية الاخرى ايضا وسوف نرفع التقرير الثاني بنهاية فترة ستة الأشهر التي ستكون بنهاية شهر رجب ونحمد الله ان تم بالفعل الاستفادة من هذه التجربة ولاول مرة نجد هناك فائضا كبيرا من مثل هذه الادوية كما اننا سنبدأ بتطبيق تجربة مماثلة على ادوية ضغط الدم فور صدور الموافقة عليها من معالي الوزير.
|