* كتب المحرر الفني
تقام بالعاصمة التونسية خلال الفترة (4-14) شعبان القادم الدورة التاسعة لأيام قرطاج المسرحية,, التي تنظمها وزارة الثقافة التونسية هذا العام تحت عنوان (حياة المدينة في حياة المسرح) وستشهد الدورة التاسعة المهرجانية,, تنظيم المسابقة الرسمية المفتوحة للفرق المسرحية المحترفة العربية والأفريقية,, إلى جانب بانوراما المسرح التونسي,, كما سيعقد على هامشه عدة ندوات فكرية ستعالج بعض القضايا المسرحية,, ويشارك فيها نخبة من المسرحيين والمثقفين العرب والأفارقة,, ومن المنتظر أن تكرم أيام قرطاج المسرحية مجموعة من المسرحيين العرب والأفارقة ممن اسهموا في تطوير التجربة المسرحية في بلدانهم وتركوا بصماتهم في هذا الميدان.
يذكر أن أيام قرطاج المسرحية التي تقام مرة كل سنتين بالتداول مع أيام قرطاج السينمائية,, أول مهرجان للمسرح في العالم العربي وأفريقيا,, وشكل منذ انطلاقته عام 1983م منتدى دوليا يعمل على النهوض بالمسرح في تونس وتعزيز التواصل مع التجارب المسرحية العربية والأفريقية.
من جهة ثانية يشارك المسرح السعودي وللمرة الرابعة في أيام قرطاج المسرحية بمسرحية (الرحلة) من تأليف عبير الباز وإخراج ناصر الباز وتمثيل فرقة المسرح التابعة للمكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالرياض.
وهي المسرحية التي يرى المتابعون لها,, بأن تدريباتها الحركية على كامل النص لم تكتمل بعد,, وقد واجهت المسرحية منذ بدايتها عدة مشكلات,, أهمها اعتذار عدد من الممثلين,, يجيء أبرزهم بطل المسرحية (نايف خلف) ثم تبعه سالم الغامدي فمحمد التكروني,, إضافة إلى وقت التدريبات التي كانت تبدأ متأخرة ليلا وعدم اكتمال الديكور والأزياء حتى الآن,, مما قد يجعل المسرحية تذهب إلى قرطاج دون عرض تجريبي واحد لها هنا لمعرفة صلاحيتها لمثل هذه المهرجانات الاحترافية من عدمها,, حيث إن فرقة المسرح التي تشارك بالرحلة هي فرقة هواة وليس محترفين,, كما كان يفعله مسرح جمعية الثقافة والفنون عندما قدم ثلاثة عروض احترافية ناجحة (المهابيل، ديك البحر، حلم الهمذاني) نالت منها (ديك البحر) جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
ويرى المتابعون أيضا لمجريات الرحلة,, أن المشاركة بفرقة هواة وسط عروض احترافية عميقة التجربة المسرحية مخاطرة قد لا تؤتي بثمار حسنة وقد تكون عرضة للنقد الإعلامي وهو ما واجهته العروض السابقة لمسرح الجمعية برغم قوتها واستعداداتها الجيدة ومشاهداتها على المسرح المحلي قبل السفر بها خارجيا,, وقد يضر ذلك سمعة المسرح السعودي الإيجابية التي حققها في العديد من مشاركاته على المستويين الخليجي والعربي.
يذكر أن بطاقة المشاركة بمهرجان قرطاج كانت تذهب لمسرح الجمعية في جميع الدورات السابقة,, وفي هذا العام حصلت الإدارة العامة للنشاطات الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب على بطاقة الدعوة,, بعد أن حققت الإدارة انجازات مسرحية في السنوات الأخيرة محليا وخارجيا,, أعادت للمسرح السعودي توهجه وحضوره,, وكان آخر انجازات الإدارة حصول مسرحية (إيقاع زمن واقع) للزميل مشعل الرشيد (مؤلف) وللفنان نايف خلف (مخرج) على جائزة أفضل عرض وكأس المركز الأول في مسابقة العروض المسرحية بمهرجان الشباب العربي التاسع بالاسكندرية صيف عام 1998م.