*زقزقة :
ينبغي ملء الجرار عندما تمطر السماء
* حكمة تركية *
قرأت في جريدة (المسائية) ان معالي امين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عياف ضمن الحديث عن مناسبة كون الرياض عاصمة ثقافية لعام 2000 قد اقترح انشاء مكتبة عامة للطفل او مركز ثقافي وابدى استعداد الامانة لتوفير الارض التي يزمع اقامة المشرع عليها.
وبرأيي ان الكرة الان في ملعب رجال الاعمال والمثقفين ولا استثني الجهات المعنية بالثقافة مثل جمعية الثقافة والفنون فقد حان الوقت لنترجم الاهتمام بالطفل الى واقع ملموس,, وحان الوقت لان نخاطب الطفل بلغة العصر,, لغة العلم والمعرفة,, نقدم له ذلك في صور تقنية تجذبه الى الثقافة في وقت امتلأ بوسائل الترفيه المغرية للطفل.
ولئلا تضيع هيبة الكتاب وقيمته علينا ان ندرس بالفعل اقامة مركز ثقافي للطفل السعودي يعتني بتطوير مهارات الطفل وتنمية شخصيته والاهتمام بكتابه على الأقل ليصبح مثل الطفل في الكويت او البحرين او الامارات في رعاية كتابه وهي دول اصدرت حديثا مجلات تربوية موجهة للاسرة للتعرف على عالم الطفل بشكل واع وجديد والتطرق الى مشاكل المراهقة وهموم الشباب الواعد.
فلأن الرياض غدا هي عاصمة الثقافة وجب ان نفكر باصدار مجلة تربوية كما صدر في الكويت مجلة ولدي ومجلة تحت العشرين وصدر في البحرين منذ زمن مجلة الام والطفل وبقينا هنا نصدر المجلات الشعبية مجلة تلو الاخرى!!
وبقي الطفل هنا بعيدا عن دائرة الاشعاع الثقافي.
اذن فان من مسؤولية رجال الاعمال ان يتبنوا مثل هذا المشروع المقترح من قبل امين مدينة الرياض فيقدموا المال الذي ينهض به.
ومن مسؤولية المثقفين ان يساندوا رجال الاعمال بتقديم رؤية وصياغة ثقافية تربوية لقيام هذا المشروع.
وعلى المهتمين بأدب الطفل وهم لدينا يعدون على الاصابع ان يشعلوا من تلك الفكرة جذوة لحماس يستحقه الطفل لدينا والذي يقبع خلف شاشات التلفاز او الالعاب الالكترونية كمتنفس عن ضغط المناهج التعليمية.
ونحن بذلك نخسر ثروات حقيقية فالطفل يولد موهوبا ونحن بتجاهلنا نقتل ابداعه.
الآن حان الوقت لنهتم جديا بابداعات الطفولة التي تشكل نواة لخارطة الابداع الشبابي.
ولعلني اشكر كثيرا معالي امين مدينة الرياض على اقتراحه الواعي وبادرته الطيبة, لكنني اتمنى الا نخذله كتربويين ومثقفين ويبقى اقتراحه مثل ومضة كادت تضيء ونحن نتأمل ان تكون جذوة تشتعل لاشراقة قوية في سماء الطفولة والمجتمع.
|