وفي المزاد العلني الذي اقامته منظمة (الفاو) مؤخراً بالاشتراك مع )ART( بغرض جمع التبرعات التي ستصب في الحملة العالمية لجمع التبرعات لجائعي العالم, رأينا الجانب الآخر من القضية جانبها الذي يجعلنا نتساءل بتعجب من هم نجوم هذا القرن؟؟ وما أعنيه بالنجوم هنا لا ينحصر في النطاق الفني بل اقصد اولئك الافراد الذين أثروا في وجدان وضمير هذه الأمة وظلوا رموزاً خالدة في ذاكرتها.
فجاء الجواب محبطاً نوعاً ما.
أذكر بأنني قد قرأت ذات مرة بأن ثريا أمريكيا قد وضع فوق احد مقاعد طاولة الطعام في قصره بطاقة تقول (فضلاً لا تجلس هنا واختر لك مقعداً آخر، لأن هذا المقعد قد جلست عليه مارلين مونرو يوماً ما وأريده ان يظل عابقاً بآثارها) وكانت هذه البطاقة تجعل زوار هذا الثري الأمريكي حريصين على عدم الجلوس على هذا المقعد الاثير لديه.
ومن يقرأ هذا الخبر لا بد ان يعزوه الى طبيعة العقلية الامريكية المهووسة بنجومها، والتي تصنعهم صناعة السينما هناك بشكل مضخم ومن ثم سرعان ما يتحولون الى افراد يحملون طابع القداسة.
والآن لم نعد نستطيع ان نقصر هذه النظرة المحدودة والساذجة على الأمريكان فقط، فالمتابع للأموال التي دفعت والأغراض التي دفعت من اجلها لن يجد هناك من مزيد فرق.
(إيشارب ونظارة أم كلثوم,, خمسة ملايين دولار)، (بدلة وغليون وساعة فريد شوقي بستة الاف دولار، خطابات كتبت بيد عبد الحليم حافظ خمسة آلاف دولار), فهل هؤلاء هم نجومنا؟ مع احترامي للفن الذي قدموه,, ولكن هل هذه هي الوسيلة الوحيدة لاخراج الأموال من جيوب المتبرعين لغرض سام ونبيل تتم هكذا؟! وبهذه الصورة التي ترسخ (لستريو تابب) الخليجي البسيط والذي من الممكن ان يدفع كل شيء لأي شيء من الممكن ان يصادفه في طريقه، عبر ذلك الكرم المغفل الذي يسعى الى التباهي دون التفات الى مقاييس أخرى في مقاربة القضية التي تختفي وراء هذا المزاد بحد ذاته.
الارقام كانت صادمة للكثير، وقد كتب عنها البعض أيضاً، وتبقى لترفع سؤالاً عن الاغتراب الذي نعانيه حتى في اختيار نجومنا.
قال المتنبي:
لكل امرىء من زمانه ما تعودا وعادة سيف الدولة الطعن في العدا |