انا فتاة,, في حوالي التاسعة عشرة من عمري,, كرهت كل الرجال والشباب,, فأبي,, أناني قاسي القلب لاتعرف الابتسامة الطريق الى وجهه,, كما ان اخي الاكبر,, سيىء الطباع,, يسهر حتى الصباح,, ويتعامل معي ومع والدتي بمنتهى القسوة ويصل به الحد الى الضرب,, وللاسف عندما اشكوه الى ابي,, اجد ان ابي يؤكد لي دائماً ان هذه الامور طبيعية,, فأنا البنت وهو الولد,, لذلك من حقه ان يضربني ويعاملني بتلك القسوة,, ومما يكدرني ان اخي غير ملتزم,, وانا ملتزمة بالصلاة وكل شيء طيب ولله الحمد,, ومع ذلك يشك في تصرفاتي ويتعمد الاساءة لي,, وقد تصل الامور احياناً بيننا الى ان يمنع عني اي اتصالات هاتفية من زميلاتي,, على الرغم من ان كلهن ذوات سمعة طيبة ولله الحمد, اصبحت اكره كل الناس بسبب اخي,, واكتب اليكم لعلني اجد الحل لديكم وشكراً.
***
ابنتي الكريمة,, لان الحياة لايمكن ان تعطينا كل مانريد,, من الطبيعي,,ان يكون في حياتنا بعض الامور والمواقف التي لا نرضى عنها,, والتي نصنفها في خانة الهموم والمشاكل,, لذا حاولي,, ان تنظري لمشكلتك مع اخيك,, بهذا المنطق وان تضعي المشكلة في حجمها الطبيعي,, بصورة لاتؤثر على مستقبلك الدراسي,, والاجتماعي,, فالاخ وسلطته من الامور الطبيعية التي تواجهها كل الفتيات في مثل سنك,, بل كلما كان الاخ غير ملتزم,, وكلما كان انسانا سيىء الطباع,, وسيئا من حيث اختيار الاصدقاء,, وكلما تعامل مع اناس سيئين وغير ملتزمين,, زادت وللاسف الشديد مساحة الشك لديه فيمن حوله,, خاصة افراد اسرته,, لذا لاتتعاملي مع موقف مراقبته لمكالماتك,,ومنع صديقاتك من الاتصال بك باعتبارها من الامور التي يقصد إهانتك انت بها بصفة شخصية,, بل تعاملي معها باعتبارها,, دلائل لشكوكه المرضية,, وهنا لا حل لمواجهة تلك الشكوك المرضية,, إلا بالمزيد من الالتزام,, والوضوح,, في كل التصرفات,, حتى يطمئن قلبه,,ويثق في تصرفاتك خاصة انك اهل لتلك الثقة بالتزامك بالصلاة وكل السلوكيات القويمة ان شاء الله.
هذا واعلمي اخيراً,, ان مشاكلك تلك مشاكل مؤقتة، اذ سرعان ما ستمر بك السنون سريعاً,,وسوف تستقلين بحياتك بعيداً عن سلطة الاخ والاب ايضاً وذلك بعد الزواج,, هذا وحاولي ان تطردي فكرة كراهية كل الرجال,, النابعة من سلوكيات الاب والاخ في حياتك فالاب,, حتى واذا لم ينجح في الخروج من دائرة العبوس وحتى ولو ساند الاخ المزعج,, احياناً وايده في تصرفاته الغريبة,, فبداخله قلب عطوف,, وفؤاد لايعرف الكراهية,, بل يتمنى دوماً لابنته,, ان تكون في اسعد حال,, لذا اهتمي بدراستك وحياتك اليومية,, العادية وحاولي أن تكوني حمامة سلام في الاسرة,, لتبعدي نفسك وأمك واسرتك عن المشاكل قدر الامكان وأعانك الله,.