*اكتب اليكم بعد ان احترت في ان اجد حلا لمشكلتي,, فانا شاب ادرس في الجامعة,, على وشك التخرج,, قريباً ان شاء الله,, مشكلتي هي الخوف الشديد من مواجهة الناس,, حتى لو كانوا اطفالا صغارا,, فانا ممتاز في دراستي النظرية,,ولكنني افشل في اي تدريب ميداني,, او اي عمل يتطلب مني احتكاكا بالآخرين,, هذا على الرغم من انني وسيم المظهر,,وظروفي الاسرية ممتازة جدا,, ولا ادري سبباً لهذا الخوف الذي ينتابني,,ولذلك,, اصبحت الآن اخشى التخرج من الجامعة,, لان هذا معناه انني لابد ان اتولى مسئولية عمل,, وعندما افكر في كيفية مواجهة مسئوليات العمل كمعلم ,, اشعر بالرهبة والخوف,, افيدوني ماذا افعل,, لاتخلص من حيائي , وشكراً,,؟
اخوكم خالد
***
-اخي الكريم,, لابد من الاعتراف منذ البداية,, ان الخوف كمشاعر طبيعية ينقسم الى قسمين,, خوف طبيعي,, من اشياء منطقية,, وخوف غير طبيعي من اشياء غير منطقية بالمرة,, وهنا عندما تناقش ذاتك عن مخاوفك تلك لابد من ان تضع خوفك من مواجهة الآخرين في خانة المخاوف غير الطبيعية,, وغير المنطقية,,وتلك المخاوف وان كانت غير منطقية,, يستلزم علاجها اولاً,, فهم اسبابها,, والعودة بالذاكرة سنوات وسنوات حيث طفولتك المبكرة,, لمعرفة اسباب هذا الخوف غير المنطقي من مواجهة الآخرين,, وهنا,, يفضل ان تعرض نفسك على اخصائي نفسي اذ من خلال التحاور معك من الممكن ان تصلا الى اسباب المخاوف غير الطبيعية تلك.
وبصفة عامة,, ولانك وكما تقول,, شاب وسيم,, فاغلب الظن,, انك عندما كنت طفلا,, كان الاخرون,, يستقبلونك,,بنوع من البشاشة التي قد يعجز الطفل الصغير الوسيم,, عن فهم اسبابها,,وبالتالي قد يتعامل معها باعتبارها من مظاهر الازعاج المرتبطة بداخلك,, بالآخرين,, وهذا مجرد احتمال,, اذ ان رسالتك لم تتضمن اي تفاصيل او شرح لظروف حياتك العائلية.
هذا وعلاج مثل تلك المخاوف من الامور السهلة جداً والمتاحة,, عن طريق الطب النفسي,, هذا,,وحاول مؤقتاً,, ان تفكر فقط في اللحظة الاجتماعية التي تحياها,, فكر في كيفية تعاملك مع الاخرين الآن ,, لا تفكر في المواقف القادمة اذ ان كل تجربة اجتماعية او وظيفية تأتي الينا ويأتي معها قدرات اضافية ذاتية للتعامل معها,, كنا نجهلها سابقاً,, لذا,, لاتهتم كثيراً,, بكيفية التعامل مع محيط العمل,, او التدريس,, فقط اجتهد في دروسك وحاول ان تستفيد من المناخ الجامعي حولك,, لتدريب ذاتك على المسئولية ومواجهة الآخرين,, بلا خوف واعانك الله.