وزير إسرائيلي: الدولة الفلسطينية ستقام في آخر المطاف
أوسلو تتهيأ من جديد لاتفاق فلسطيني/ إسرائيلي
* أوسلو - غزة - القدس المحتلة - الوكالات
تقدم العاصمة النرويجية اوسلو نفسها من جديد لاطلاق محادثات ناجحة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني اللذين عادا اليها امس الاثنين لدفع مفاوضاتهما الصعبة حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية المحتلة.
وتنظم النرويج رسمياً قمة سياسية على هامش الاحتفال الذي تقيمه في الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين الذي وقع عام 1993 اتفاق اوسلو وهو اول اتفاق حول مبادىء السلام الاسرائيلي الفلسطيني.
لكن القمة التي يشارك فيها الرئيس الامريكي بيل كلينتون ومسؤولون كبار من اربع دول عربية تطرح نفسها بقوة على انها ترتيب نرويجي على غرار اتفاق اوسلو السري.
وبالرغم من عدم تضمن البرنامج الرسمي للقمة اي اشارة للقاء ثنائي بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الا ان الاجواء اضافة الى تأكيدات مصادر مطلعة تتحدث عن لقاء بين الزعيمين.
وكان باراك وصل عند منتصف ليل الاحد - الاثنين في حين من المقرر أن ينتظر وصول الرئيس الفلسطيني واعضاء اخرين في وفده بعد ظهر امس.
وقال باراك لصحافيين رافقوه على متن طائرته انه يأمل ان يتمكن الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني من انهاء الخلاف بينهما بعد هذه القمة .
ويتمحور الخلاف الاسرائيلي الفلسطيني حول مفاوضات الحل النهائي في قضية الاطار الذي يريد باراك التوصل اليه قبل شباط - فبراير المقبل.
ويريد رئيس الوزراء الاسرائيلي وضع اطار لقضايا الحل النهائي التي تشمل القدس والمستوطنات والحدود وعودة اللاجئين قبل الخوض في بحثها.
لكنّ الفلسطينيين يتخوفون من ان يؤدي ذلك الى تأجيل البحث في هذه القضايا سنوات اخرى خصوصاً ان باراك لم يخف رفضه لتقسيم القدس وعودة اللاجئين وازالة المستوطنات والانسحاب الكامل من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة الى حدود عام 1967.
وقال محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية والمهندس الرئيسي لمحادثات اوسلو السرية عام 1993 ليس لدينا الوقت هنا في اوسلو للبحث في اتفاق الاطار لمحادثات الوضع النهائي .
وقال مسؤول فلسطيني آخر رفض الكشف عن هويته نريد ان تبدأ المفاوضات حسب اتفاق اوسلو اعتماداً على قراري مجلس الأمن 242 و338 الأمر الذي ترفضه اسرائيل.
واستهل الوفد الفلسطيني وصوله الى اوسلو الليل قبل الفائت بدعوة اسرائيل الى وقف نشاطاتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية كشرط لاستئناف مفاوضات الحل النهائي بين الطرفين.
وتوقعت شبكة بي بي سي البريطانية ان يثير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسألة تجميد المستوطنات الاسرائيلية وتنفيذ اتفاق المساعدات المالية خلال القمة الثلاثية بأوسلو بين الرئيس الامريكي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل.
واشارت الشبكة الى ان الكونجرس الامريكي كان قد رفض الموافقة على تخصيص مليار ونصف المليار دولار للفلسطينيين والاسرائيليين الا ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون وعد بالنضال من اجل تنفيذ الاتفاق.
واوضحت الشبكة ان مفاوضات المرحلة النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين هي اصعب مرحلة للتفاوض بين الجانبين.
وقالت الشبكة ان الادارة الامريكية اعربت عن قلقها بعدم احراز تقدم في الكثير من مسائل الخلاف بين الفلسطينيين والاسرائيليين خاصة فيما يتعلق باقامة الدولة الفلسطينية وتقرير مستقبل القدس على الرغم من اتفاق المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين على فتح الممر الآمن بين غزة والضفة الغربية الاسبوع الماضي.
على صعيد آخر ايضاً اعرب وزير الدولة في ديوان رئيس الوزراء حاييم رامون عن اعتقاده بأن دولة فلسطينية على اي شاكلة كانت تخضع لقيود عديدة ومختلفة ستقام في نهاية المطاف في اطار عملية السلام.
ونقل راديو اسرائيل امس عن رامون قوله ان هذه الدولة قد قامت فعلاً في العديد من النواحي وان السؤال الذي يطرح نفسه وسيكون من الضروري بحثه خلال مفاوضات الوضع النهائي هو طبيعة العلاقات التي ستقام بين اسرائيل وهذه الدولة وما اسماه بالقيود التي ستفرض عليها والترتيبات الأمنية التي سيتفق عليها الجانبان.