قف معي قليلا على رصيف الحياة، انظر لحظة الى الوراء والامام، من الممكن ان يكون هناك ازدحام شديد يمنعك من العبور، وقد ينتابك شعور بالملل والضيق لكن لا تيأس ابدا قد تأتي لحظة جريئة تسرقك فيها من افكارك ومالك وتعبر من خلالها الى هناك ايضا قد تزور عيادة احد الاطباء، وقد يطول الانتظار ومن المحتمل ان تتعرض لحالة من حالات اليأس، لكن لا تيأس فلا تدري ماذا تكون النتيجة بعدها، اليأس مشكلة نفسية عميقة تتغلغل وتتفاعل في داخل فتيان وفتيات جيلنا الآن وان لم تكن الغالبية العظمى الا انها موجودة، كأن تصفف فتاة شعرها امام المرآة متذمرة، سؤال يراودني دائما ما هو اليأس وهل له مكان محدد في اجسادنا، تلك هي المشكلة المصيرية التي تتغلب على بعض منا ونحن في استقبال القرن الواحد والعشرين، لا بد ان يكون لدينا حماس قوي يقتلع جذور الياس من داخلنا ويزرع بدلا منه بذور الامل والعزيمة والاصرار، اجمل ما في هذا الكون ان يتصدى الانسان نفسه يسابق خطواته في تحقيق الافضل، يصل الى السماء والنجوم في كتاباته وتحليلاته، يطوي صفحة المستحيل ويفتح بدلا منها صفحة الامل والارادة والعزيمة ليحقق لنفسه الكيان الايجابي البعيد كل البعد عن الانسان الآلي المبرمج، الانسان ليس عبارة عن طعام وشراب وسير في خطوات محدودة تحقق له رغبات معينة، هو اجمل مخلوقات الله على الارض بأنامل اصابعه الصغيرة صنع الصاروخ وبعقله وذكائه وصل الى الفضاء، لهذا لابد لنا الا نسمح لليأس أبداً أن يتسلل الى داخل شموخ كياننا وينسينا امورا كثيرة حتى نستطيع ان نصل الى كل جديد ونترك لجيلنا القادم تراثا يجعله يفخر بنا كما نفخر نحن بقدمائنا.
سهير العيدان