أحياناً قد تمر بالانسان بعض المواقف أو بعض المشاعر والأحاسيس أو حتى بعض الافكار التي قد لا يجد لها تفسيراً كإنسان عادي يمارس حياته الروتينية على طبيعتها فيقف، عند هذه الزمرة الغريبة فترة ثم يحار في تفسيرها فيمشي ليدخل احداث حياته الأخرى دون تعقيد او تأزم لما رأى او شعر خاصة مايدور خلف اسوار النفس البشرية والتي كثيراً مايهزمنا الاستسلام امام فك الكثير والكثير من رموزها وتوارد الخواطر والافكار انما يشكل نقطة مهمة لدى عدد كبير من الناس خاصة غير المختصين في المجال النفسي وان كان بعض المختصين مازالوا يريدون مزيداً من التفسيرات لهذ الظاهرة النفسية اللافتة، اما لو عدنا للحديث عن عامة الناس فهم يتوقفون عندها لحظات ثم سرعان ما يرجعونها الى الصدفة بمعنى ان اشتراك أي شخصية فأكثر في أكثر من موضوع ذهنياً وفي نفس الوقت غالباً هو من باب الصدفة هذا ان كان توارداً معنوياً فكريا، اما التوارد اللفظي فهو ان تتلفظ بكلمة فور مايتلفظ بها شخص آخر بنفس الوقت مع تكرار هذا الحدث مع هذا الشخص ولاكثر من مرة وعدة مرات,, ترى هل هذا فعلا من باب الصدفة او الحدث العابر الذي لايستحق ان نلتفت له!! أظن ان من يعشق البحث العلمي النفسي لن يتوانى لحظة في تفسير مثل هذا الحدث بناء على استطلاعات ودراسات وابحاث على الاقل ليستطيع حتى ان يتوصل ولو لجزء بسيط يشبع به فضوله العلمي وشغفه في كشف هذا الحدث النفسي وفعلاً وجدت كثيراً من التفسيرات الخاصة بتوارد الخواطر المعنوية الفكرية بشكل خاص، حيث وضّحت احدى الدراسات ان كل فرد منا له تركيبة تتألف من النفس والعقل والجسم وان النفس تتداخل مع العقل لدى كل فرد منا بصورة معينة نحن لانستطيع ان نكشف عن تفصيلاتها وانما هما يمتزجان معاً ليصدرا في النهاية مجموعة من السلوكيات هذه السلوكيات تحمل مصدرا واحداً انطلقت منه طريقة تفكير معينة بمعنى ان تشابه السلوكيات لايعني في النهاية مصدر تفكير موحد بالنسبة لمجموعة افراد فأحياناً يسلك الفرد سلوكاً ما مثل غيره تماماً إلا ان الطريقة العقلية النفسية التي انطلق منها السلوك مختلفة تماماً عن الآخر والتوارد الفكري المعنويه يعطينا مؤشراً مهماً الى ان هؤلاء الافراد اصحاب هذا التوارد انما هم يفكرون بنفس الطريقة ونفس الاسلوب فيما لو تعرضوا لمواقف متشابهة وليس من الضروري ان تكون هذه المواقف مشتركة او موحدة اي ان الطريقة السيكلوجية العقلية للتفاعل مع موقف ما تشبه (فلان) من الافراد يمر بموقف يشبه موقف الفرد الاول على الأقل ولو بنسبة 60% وهذا يشير الى ان التشابه في الشخصية عقليا ونفسيا طبعاً واضح وكبير جداً مما يجعل هؤلاء يسيجون بنفس الانفعالات ويتصرفون بنفس العقلية, ولو سلطنا الضوء قليلا على الجانب الثاني وهو التوارد اللفظي لوجدنا ان الأول سطحي جداً بمعنى ان الجانب النفسي العقلي قد لايلعب فيه ذلك الدور المهم كما هو في الجانب الأول بمعنى ان التوارد اللفظي غالباً مايتركز على توحد المحصول اللغوي او اشتراكه بنسبة كبيرة بين مجموعة من الافراد مما يجعل هؤلاء يستدعون نفس اللفظ في مواقف متشابهة، اذاً فالثقل الأول والأخير انما يتمركز على البيئة الاجتماعية والاسرية التي يقطن بها هؤلاء الافراد وهناك اخيرا جانب ثالث وهو لا يحدث الا نادرا جداً وهو التوارد المعنوي اللفظي وغالباً ما يضم تفسير الجانبين الاولين لذلك نادرا مانجده كما ذكرت يحدث لأن توحد البيئة او تشابهها لايستدعي بالضرورة نفس نسبة التشابه في طريقة أو اسلوب التفكير فأحياناً يتشابه التفكير مع اختلاف البيئة والعكس فعملية ضبط هذين المتغيرين تظل عملية صعبة وقد تصدف احيانا او لا تصدف عادة وحتى الآن لايوجد حقيقة مايفسر هذا الامر بشكل أوضح
|