قبل أيام في هذه الزاوية كتبنا عن التدمير البيئي الذي تمارسه اسرائيل في الاراضي العربية المحتلة وقيامها بدفن النفايات النووية في اراضي الضفة الغربية.
تلك المقالة حفزت مواطن عربي ارسل رسالة اوضح فيها ان اسرائيل لم تكتف بدفن النفايات النووية في أرض فلسطين، فهناك معلومات عن دفن نفايات نووية في موريتانيا مقابل مبالغ ومساعدات اقتصادية، كما ان اسرائيل تمارس تدميرا بيئيا ضد فلسطين والاردن معا، وبالتحديد ضد الاراضي الزراعية في هذين البلدين العربيين.
وقد أرسل المواطن العربي ضمن رسالته مانشرته الصحف الاردنية من مراسلات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاردنية حول هذا الموضوع الخطير، وحسب ما نشر فيشيحان قبل اشهر من ان السلطة الوطنية الفلسطينية اكتشفت مصانع اسرائيلية مقامة في طولكرم تسبب مخاطر بيئية وصحية على العاملين بها وعلى الاراضي الزراعية المحيطة بها وعلى المستهلك لبضائعها الموجهة فقط للاردن,, وطبعا عن طريق الاردن يجري تسويقها لباقي الدول العربية.
وطالبت السلطة الفلسطينية في مراسلاتها التي بعثتها لوزير العمل الاردني في وقتها باتخاذ الاجراءات اللازمة للمساعدة في ازالة هذه المصانع ووضع حد للتعامل معها او استيراد منتجاتها لما لذلك من اضرار على عمالنا وسكان المنطقة الواقعة فيها وعلى المستهلك العربي والاردني الذي يتداول منتجاتها السامة والمميتة الممنوعة التداول.
شيحان نشرت المراسلات التي تمت بين وزير العمل الفلسطيني رفيق النتشة ووزير العمل الاردني في ذلك الوقت د, محمد مهدي الفرحان من جهة ، كما حصلت على المراسلات التي تمت بين رئيس الوزراء في ذلك الوقت د, فايز الطراونة وكل من وزير الخارجية عبدالإله الخطيب ووزير العمل د, محمد مهدي الفرحان من جهة ثانية.
وقال وزير العمل الفلسطيني رفيق النتشة في الكتاب الذي وجهه الى وزير العمل د, محمد مهدي الفرحان بتاريخ (19/8/1998) ويحمل الرقم (2/8/3/2/1/688) انه بعد معاناة طويلة وأخذ ورد مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي على كافة المستويات بشأن إزالة المصانع الاسرائيلية المقامة على اراضي الوقف الاسلامي في طولكرم بسبب المخاطر البيئية والصحية الناجمة عنها وما يعانيه العمال الفلسطينيون من امراض وظروف غير صحية داخل هذه المصانع اود ان اوضح لمعاليكم ان هذه المصانع اقيمت داخل المناطق الفلسطينية بعد ان تم اغلاقها وطردها من داخل اسرائيل بقرار محكمة اسرائيلية بسبب الاضرار البيئية التي تسببها.
ويتابع النتشة بكتابه ان هذه المصانع وهي حبشور لانتاج المبيدات الحشرية والمواد الكيماوية، ومصنع شاهنا لانتاج اللدائن ومادة الفيبر جلاس تسببت في احداث عدة مكاره بيئية وصحية منها واحداث دمار بيئي على المزارع والاراضي الموجودة، بحيث اصبح الجزء الاكبر من الارض المجاورة للمصنع غير صالحة للزراعة بسبب تدفق مخلفات المصانع عليها.
وهذه المصانع -كما تؤكد مراسلات النتشة - تنتج مخلفات ذات تركيب حامضي يتسرب للمياه الجوفية في المنطقة كما تنتج غازات سامة جدا بالاضافة لتكوين غيمة حامضية فوق مدينة طولكرم أدت لحدوث حالات اختناق وأزمات حادة بالتنفس، وماينتج ايضا عن عمليات حرق مخلفات مصنع الفيبرجلاس من دخان اسود كثيف يحتوي على العديد من الغازات السامة هيدروكربونات، اكاسيد النيتروجين، الكبريت، الكربون والاحماض .
وبيّن النتشة ان المصانع المذكورة غير خاضعة للقوانين الاسرائيلية ونظام السلامة والصحة البيئية والعامة ويرفض الاسرائيليون السماح لنا بتطبيق انظمة واشتراطات السلامة والصحة البيئية مما يلحق الاضرار بصحة وسلامة العاملين الفلسطينيين داخل هذه المصانع، حيث ان العمال الاسرائيليين يرفضون العمل بها، وترفض كذلك الحكومة الاسرائيلية السماح بترويج منتجات هذه المصانع داخل السوق الاسرائيلي وذلك لأن هذه المنتجات غير مطابقة للمواصفات والمقاييس الصحية وان المستوردين الوحيدين لمنتجات هذه المصانع هم من التجار الاردنيين.
وأوضح النتشة في كتابه ان السلطة الوطنية الفلسطينية قدمت شكاوى من بعض الكيبوتسات الاسرائيلية داخل الخط الاخضر باعتبار ان هذه المصانع رغم وجودها داخل الاراضي الفلسطينية الا انها تشكل خطورة عليهم، وقامت وزارة البيئة الاسرائيلية بالفحص اللازمة وتبين ان هناك تسرباً لغازات خطيرة وسامة جدا وتلوث الهواء بغاز الامونيا وحامض الفوسفوريك لكنهم لم يتخذوا اية اجراءات ضد هذه المصانع لأن اصحابها ادعو انهم لا يشغلون المصانع عندما تكون الرياح آتية من الشرق، اي ان التلوث لا يتجه نحو المناطق الاسرائيلية وانما نحو المناطق الفلسطينية، وهذا يبين الوجه العنصري القبيح واللاإنساني لسلطات الاحتلال الاسرائيلي.
الشكوى الفلسطينية قدمت قبل عام كما يظهر من موضوع صحيفة شيحان ، ولا نعلم هل اوقفت تلك المصانع، او ان سمومها لاتزال تسمم الاجواء الفلسطينية والاردنية، والاهم من كل هذا هل توقف التجار الاردنيون عن استيراد منتجات تلك المصانع,,؟
غداً نكمل ونكشف اسماء المصانع، وقد نستطيع الاتصال بالاستاذ رفيق النتشة أبو شاكر فهو صديق ومناضل قديم عسى ان نجد عنده أجوبة لأسئلتنا؟!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com