* الكويت - عبدالله المالكي - الوكالات - الرياض - سعد العجيبان
بحث مجلس الوزراء الكويتي في اجتماعه الاسبوعي أمس أعمال الشغب التي جرت في منطقة خيطان أمس الأول والاجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية الكويتية لتطويق الحادث واستعادة الأمن والهدوء اليها.
وصرح نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة محمد ضيف الله شرار بأن المجلس أحيط بأسباب هذا الحادث وملابساته وما ترتب عليه من اضرار مادية,, كما تدارس المجلس الاجراءات والاحتياطات التي تم اتخاذها لمواجهة مثل هذه الأعمال ومنع تكرارها مستقبلا.
وكانت منطقة خيطان قد شهدت أمس الأول عدة احتجاجات من جانب بعض العمال المصريين بسبب حبس عدد من زملائهم بعد اشتباك بين عامل مصري وآخر بنغالي وقع في أحد المحلات التجارية.
هذا وعلى صعيد آخر فقد تواصلت أمس عملية الشغب في خيطان بالكويت بين المصريين والقوات الأمنية الكويتية التي تحاول القضاء على تلك التجمعات المصرية التي تطالب السلطات الكويتية باطلاق سراح المتظاهرين المصريين التي القت قوات الأمن القبض عليهم في اشتباك كان بداية في السابعة والنصف مساء في محل أواني منزلية بسوق الخيرات عندما أراد صعيدي شراء أحد الأطباق من أحد العمال الهنود ووقع الطبق من يد المصري فانكسر مما جعل البنجلاديشي يطالبه بتعويضه عن الطبق الذي انكسر إلا ان المصري رفض ذلك تماما فابلغ البنجلاديشي الشرطة بأن المصري حاول ان يسرق الطبق وبدأت تحركات المصريين في التجمهر حتى تطور الوضع واشتدت المشاجرة وتحولت الى مظاهرات في حي خيطان الذي طوقته قوات الأمن من جميع الاتجاهات في محاولة للسيطرة والقضاء على هذه الظاهرة وبدأ المصريون في تحطيم السيارات في المنطقة واشعال النيران في كثير من الأماكن وتحولت هذه المظاهرة بين رجال الشرطة الكويتية والمصريين الذين أخذو يطلقون عبارات كلامية تجاه الشرطة فيما حاولت الشرطة اطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين، كما استخدموا القنابل المسيلة للدموع وجراء ذلك احرق المتظاهرون المصريون ست سيارات شرطة وقاموا بنهب المحلات التجارية.
وقد تعرض العديد من المواطنين الكويتيين والعمالة البنجلاديشية الى اصابات بالغة نقلوا على اثرها بسيارات الاسعاف الى المستشفيات والتي استقبل مستشفى الفروانية سبعة جرحى احدهم من القوات الخاصة وآخر من الاطفاء اضافة الى خمسة مدنيين.
ورفض المصريون الاستجابة لطلب الشرطة الكويتية بالتوقف عن اعمال الشغب التي يجرونها في منطقة خيطان السكنية.
هذا وقد ناشد المستشار العمالي في السفارة المصرية ابراهيم يونس مواطنيه بأن يكونوا أكثر عقلانية ويتركوا الأمور للجهات المختصة.
وقد وقف السفير المصري محمود وجدي ابوزيد وسط المتظاهرين وحاول القاء كلمة للمصريين لكنه لم يستطع بسبب تعنت المتظاهرين المصريين وانسحب من بين المتظاهرين وسط حماية أمنية مشددة.
هذا وقد واصل المصريون اشعال النيران في السيارات الأمنية وسد الشوارع وتكسير زجاجات السيارات وفيما انتشرت دبابات قوات الأمن الخاصة داخل حارة خيطان في محاولة لاخماد هذه الاشتباكات وعودة الأمور الى وضعها الطبيعي.
إلا ان المصريين لازالوا يواصلون عملية الشغب عندما اصطدم المدنيون الكويتيون معهم وبدأوا يقتحمون منازل المصريين ويعتقلون من فيها ومن ثم تسليمهم الى الشرطة فيما اشعل قلة من المدنيين الكويتيين النار في السيارات المصرية.
من جهة أخرى أكد سفير دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشيخ جابر خالد الجابر الصباح عدم تأثر العلاقات الكويتية المصرية جراء التظاهرة التي شهدتها العاصمة الكويتية أمس والتي شارك فيها حوالي اربعة آلاف مصري.
وقال في تصريح لالجزيرة ان هذه الأمور من الممكن ان تحصل في أي بلد خاصة البلدان التي تحتضن اعدادا كبيرة من الجاليات.
وأبان ان المعلومات التي تلقتها السفارة الكويتية بالمملكة من الجهات ذات الاختصاص في الكويت أكدت على ان تداعيات التظاهرة بدأت بين مجموعة من المقيمين المصريين وآخرين بنجلاديشيين إثر خلاف بسيط وقع بين اثنين من الجنسيتين, وتطور الأمر حتى نتج عنه احتشاد حوالي أربعة آلاف مصري وقيامهم بأعمال شغب ومطالبتهم بالافراج عن المساجين المصريين في السجون الكويتية.
وأفاد الشيخ الصباح ان الجهات الأمنية الكويتية تدخلت لاحتواء الحادث.
وقال: ان هذه الحادثة الغريبة التي نتجت عن سبب بسيط من الممكن ان تكون مدبرة من قبل جهة داعمة لهذا العمل,, إذ لا يمكن لأي عاقل الاقتناع بأن هذه التظاهرة الكبيرة تسبب فيها الخلاف البسيط مفيدا بأن التحقيقات التي سيتم اجراؤها كفيلة بكشف كافة تداعيات وأهداف الحادثة.
واضاف ان الجانبين الكويتي والمصري أجريا اتصالات على مستوى أمني رفيع للتعرف على حيثيات الحادثة مؤكدا ان الجانبين يجريان تشاورات ثنائية مشتركة قبل اتخاذ اي اجراء.