تحديات النماء، وطموحات البناء,, تتطلب اول ما تتطلب توفر الارادة الصلبة، والذهنية المتفتحة، والرغبة الأكيدة في السير بأساليب الحياة الى الامام.
إنها المقومات المبدئية التي يمكن ان تجابه بها الأمم ما يواجهها من مستجدات في طريق النماء والازدهار، حيث لا تنمية بلا تحديات، ولا ثمار بلا غرس يتم تعهده ورعايته والصبر عليه.
والمملكة عاشت التنمية عبر ملحمة إعجازية مشهودة في العصر الحديث، واستطاعت عبر خططها الاقتصادية الطموحة، والتوظيف المتقن لكل الموارد والطاقات المادية والبشرية,, ان تحيل حلم النماء إلى واقع ملموس، بهرت بمعطياته انظار كل مراقب، وأحالت إيقاع الحياة إلى وتيرة نابضة بالخير والرخاء والرفاهية لإنسانها على طول البلاد وعرضها,.
ولأن تحديات التنمية وطموحاتها لا تعرف الانقطاع او الفتور، فإن السعي السعودي كان دوماً مواكباً للطموحات والآمال، فاستمرت السياسات الاقتصادية المتطلعة للارتقاء بواقع الانسان، وتعددت الأجهزة والمرافق ذات السمة الاقتصادية والتي تتكاتف جميعاً لخير المواطن ورفاهيته.
وظل حرص القيادة على مصلحة الوطن والمواطن متّقداً في وجدانها، متجسداً قولاً وعملاً على صعيد الواقع السعودي الذي يعيشه المواطن ويرقبه كل العالم.
فبالأمس,, واتساقاً مع نهج القيادة السعودية، أكد سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى مجدداً، حرص القيادة على المواطن، وجعل توفير فرص العمل واحداً من الاهداف الرئيسية التي تسعى القيادة لتحقيقها.
وأبرز سمو ولي العهد في كلمته امام المجلس عمق الرؤية السعودية للمستجدات,, والفهم العميق لمقتضيات المرحلة الراهنة، حيث أشار - يحفظه الله - الى التحولات التي يمر بها العالم في المفاهيم الاقتصادية، وما يقتضيه ذلك من ضرورات الوعي الكامل بأوضاعنا الاقتصادية المحلية ودراستها وتطويرها، بما يحفظ لبلادنا مصالحها، وبما يحقق مزيداً من الرفاهية للشعب السعودي.
ولعلّ ما احتوته كلمة سمو ولي العهد من عمق الرؤية، وصدق العزم، وحرص القيادة على المواطن وعيشه ورخائه,, هي أدلة جديدة متجددة على ان المملكة قد أخذت عدّتها لمواجهة ظروف ومقتضيات المرحلة القادمة، وان الجهد يتواصل لتحقيق معدلات متنامية من المستوى الاقتصادي والمعيشي بما يجعل المواطن هدفاً لكل خير يتم تحقيقه، ووسيلة فاعلة لكل ما يتحقق من نماء وازدهار على ارض المملكة المعطاءة.
الجزيرة