بدم بارد يتوافق مع جو سيبيريا القارس، يواصل الجنود الروس حملة الابادة ضد الشعب الشيشاني بحجة مواجهة الارهاب والتطرف,,!!
حملة مواجهة التطرف التي يقوم بها عسكر روسيا بمباركة ,, أو تشجيع صامت من الغرب جعلت المدن الشيشانية محاصرة، واهدافا لقصف الطيران والمدفعية الروسية, وفي يوم الجمعة الماضي تعرضت المدن الشيشانية الى سبعين غارة جوية كما هُوجمت قوافل النازحين فقتل خمسون مدنيا بينهم الكثير من النساء والاطفال الذين يعد قتلهم في مفهوم الروس والامريكان معاً قتلا وقائيا لان كل شيشاني اصبح في نظرهم ارهابيا ومتطرفا, فنائب وزيرة خارجية الولايات المتحدة ستروب تالبوت، قال بعد محادثاته مع وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف بأن العملية الروسية في الشيشان لها ما يبررها، مضيفا ان موقف واشنطن فيما يتعلق بالحملة بسيط جدا فروسيا لديها الحق وواجب الدفاع عن دولتها ومواطنيها ضد التهديد الخطير الذي يشكله التطرف والارهاب ,,!!
هل هي شهادة عدم ممانعة امريكية تكشف شراكة امريكية - روسية لابادة المسلمين في الجمهوريات الاسلامية بآسيا الوسطى، بحجة مواجهة الارهاب,,؟!!
وهل التصدي للارهاب يتم بالصورة التي تشهدها المدن الشيشانية التي حولتها الحملة الروسية الى مدن محروقة,,؟!!
ثم ألم تكن هناك طريقة اخرى غير حرب الابادة التي يشنها عسكر روسيا على شعب الشيشان لوقف الارهاب ,,؟!!
ألم يعرض الرئيس الشيشاني مسعدوفا اجراء حوار لحل المشكلة ، ام ان الروس وجدوا في الحملة ظرفا يخدم اهدافا انتخابية ويرضي غرور جنرالات روسيا الذين يريدون ان يمسحوا عار هزيمتهم في الشيشان عام 1994 .
اما الغرب ورئيستهم امريكا فيرون في الحملة الروسية اهدافا عديدة، اولها إشغال الروس بمسألة ستستنزفهم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتجعل روسيا منقادة اكثر فأكثر للغرب ليأتي اليوم الذي تتوسل فيه روسيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي.
كما ان الغرب تتوافق اهدافه ومصالحه مع روسيا في مسألة الحد من نمو النزعة الاستقلالية للشعوب الاسلامية، خوفا من تشكيل قوة اسلامية دولية في وسط اسيا تربك الحسابات الغربية والامريكية في مقدمتها.
ولان نجاح استقلال الشيشان سيشجع التتار ، والداغستانيين وباقي القوميات الاسلامية على المطالبة باستقلالها مما يوجد رابطا جغرافيا مع الجمهوريات الاسلامية في وسط اسيا التي تشهد تغيرات وتفاعلات ستعيد شعوب ودول تلك المنطقة الى المجموعة الاسلامية مما يهدد مصالح امريكا وروسيا وباقي اعضاء مجلس الامن الدولي, ولذلك فان الجميع صامت على ما يقوم به عسكر روسيا من ابادة ومجازر ضد شعب الشيشان.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com