من المعروف ان العرب كان لهم قصب السبق في فنون الرماية كما كان لهم السبق في كثير من الممارسات والفنون الرياضية كالفروسية واستخدامات القوس والسهم والرمح, فقديماً عرف العرب فنون الرمي مستخدمين الرمح او السهام التي لا تخطىء اهدافها والنبال، متقنين هذه الفنون فكانت تستخدم الرماية سواء بالرمح او السهام في القنص في البراري والبوادي حيث كانت دقة الرماية تردي الغزلان التي هي في سرعة الريح او الطيور العابرة جواً, كما ان الرماح والسهام كانت من وسائل وادوات الحرب التي عرفت قديماً حتى قال شاعرهم المتنبي :
كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا |
وكذلك انشد المتنبي:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم |
ولا شك ان فنون الرماية لا تقتصر على الحروب والغزوات بل كانت هواية عند العرب وخاصة العظماء منهم والشعراء والفرسان للترفيه عن النفس والترويح عنها، فإن كان العرب قديماً عرفوا ومارسوا الرماية بوسائل بيئية بدائية, فاننا نجد ان هذه الفنون ذهبت تتطور في شتى انحاء المعمورة حتى اصبحت اليوم تمارس بوسائل حديثة ومتطورة, والدليل على ان الرماية فن ووسيلة من وسائل الترويح عن النفس والترفيه الذهني اننا نجد ان الدول المتقدمة والمتحضرة اهتمت وانشأت اندية خاصة للرماية يرتادها الكثيرون بمختلف اجناسهم واعمارهم فتجد الشيب والشباب والرجال وبمختلف وظائفهم المدنية والعسكرية واكاد اجزم ان هواية الرماية تكاد تكون احدى الهوايات الرياضية الاخرى التي تزدهر كلما وجد صاحب الهواية الرعاية والاهتمام وتأمين كافة الوسائل المساعدة لتمكينه من ممارسة هوايته، على ان هواية الرماية تجعل من صاحبها ذا حسٍّ ثاقب رهيف خفيف الحركة دقيق التصويب سريع التصرف من غير تردد وتكسبه كثيراً من الثقة بالنفس عند بلوغ الاهداف بدقة, لذا ولأهمية هذه الرياضة ومميزاتها وفوائدها الجمة، فانني اقترح على جهات الاختصاص الرسمية وعلى رأسها الرئاسة العامة لرعاية الشباب اقامة اندية للرماية لتوفير المناخ الملائم لهواة الرماية لممارسة هوايتهم علما بأن انشاء مثل هذه الاندية المتخصصة سوف لن تتطلب تكاليف باهظة حيث ان المعدات والاجهزة الخاصة بالرماية مبسطة وميسرة وقد انتشرت في ارجاء مملكتنا وارى الشباب والناشئة يهرولون الى هذه الاندية لتمضية جل اوقات فراغهم دون ملل وسوف يبرز منهم لاعبون على مستوى يؤهلهم للدخول في المنافسة الاقليمية والعالمية.
البيزره
لا بد ان يعرف كل هاوٍ لهذه الرياضة ان الهدف منها ليس كثرة الصيد والتي تؤدي الى ابادة طير الحبارى وانواع الصيد الاخرى والتي يستخدم الصقور لصيدها، وإنما الهدف من هذه الهواية ممارسة الصيد بالجوارح كهواية محببة للنفس والتي تعتبر سياحة فريدة من نوعها من حيث الترويح عن النفس والترفيه الذهني وترويض هذه الجوارح لتكون قيد اناملك والاستمتاع بفنون القنص وسرعة الانقضاض لهذه الصقور المدربة واخيراً التلذذ بلحم هذه الطيور.
لقد اهتمت الدول وكرست جل اهتمامها بكل الوسائل التي تساعد على المحافظة على البيئة, كما ان العالم ابدى بالغ اهتمامه وعنايته في سبيل المحافظة عليها وذلك عبر رصد مبالغ كبيرة للهيئات المتخصصة في المحافظة على البيئة وقد استنت هذه المنظمات والهيئات العديد من القوانين واللوائح بصدد حماية البيئة من توغل الانسان, لذا فاننا كذلك يجب علينا جميعاً كمحبين لهذه الهواية المحافظة عليها وذلك بالمحافظة على البيئة لتكاثر انواع الصيد في بلادنا والبلاد الأخرى ويجب ان نعي وندرك تماماً ان من اهم العوامل التي تساعدنا في المحافظة على هذه الهواية اقتصار الصيد على كميات قليلة من هذه الطيور والحيوانات وعدم ممارسة الصيد الجائر سواء ان كان ذلك بالصقور او خلافه.
وهنا أود الاشار الى تنبيه هام الا وهو الاهتمام بتكاثر طير الحبارى وتأمين البيئة الملائمة لها وحيث ان هذه الطيور تبدأ موسم التزاوج عندها منذ بداية شهر فبراير ويبدأ التكاثر لديها عادة في شهر مارس، لذا فان ممارسة الصيد لهذه الطيور في شهري فبراير ومارس فيه من الخطورة ما قد يؤدي الى انقراضها انقراضاً نهائياً وهذا شيء لا يتمناه احد، لذا فانه يجب ان يقتصر صيد الحبارى فقط بصقور قليلة العدد في اشهر ثلاثة بعينها هي اشهر نوفمبر وديسمبر ويناير ويجب ان يحظر صيد الحبارى في جميع انحاء الكرة الارضية خلاف هذه الأشهر وذلك حفاظاً على هذه الهواية والسياحة الفريدة والمحببة لهواتها.
الخاتمة والبداية:
(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ان الله لا يحب المسرفين).