* قبل ايام,, أقامت احدى المحطات الفضائية (حراجاً),, نعم,, حراج وتصفية شاملة على (خلاقين) بعض الفنانين الموتى,, وتركاتهم من ملابس وخردات وأوراق وقمائم,, واستمر الحراج عدة ساعات,, ودُفعت ملايين الريالات في هذا المزاد المخجل,.
* أحد المعجبين من ابناء هذا الوطن,, بسيدة الغناء العربي,, دفع خمسة ملايين دولار عداً ونقداً في منديلها وهو بالطبع,, سعيد كل السعادة,, لأنه دفع عشرين مليون ريال في منديل ام كلثوم,, ومنديلها بالطبع,, معروف لأي شيء تستعمله أم كلثوم او غيرها,, لكن صاحبنا رأى ان هذه الأمور تستحق عشرين مليون ريال.
* هذا ثمن رداءة العقل,, وضيق الافق,, والطيران في افق المطربين والمطربات,, والممثلين و(الممثلات),, ونتاج مخجل ومؤسف للمحطات الفضائية,, التي تحولت من سبي الاخلاق وسبي العقول الى سبي الجيوب,.
* المنديل الكلثومي الثمين,, تم نقله من القاهرة الى هنا,, لأن المشتري مع الاسف,, أحد أبناء الوطن,, ولا ندري كيف تم نقل (منديل) أم كلثوم,, هل تم نقله في طائرة خاصة مجهزة بحراسة حتى لا تُُسرق العشرون مليوناً,, أم ان المذكور (لَفَزَه) في جيبه ومضى,, أم أنه غطى به وجهه,, وهو ينزل من الطائرة خجلاً من عيون (المحتقرين لهذا التصرف؟!!).
* ثم ان المذكور,, سعى بدون شك للتأمين على هذا المنديل الثمين حتى لا يسرق ويباع بمائة مليون ريال,.
* ونود ان نطمئن صاحبنا,, أنه لو رُمي منديل أم كلثوم في الشارع فلن يرفعه منه الا عامل النظافة لأداء واجب العمل فقط,, أما الآخرون (فسيتلطمون) اذا مروا به.
* ثم ان هذا الحراج المخجل,, قيل انه في سبيل الخير,, ولأطفال العالم,, وقيل وقيل,, ولم يذكر للمسلمين اي اسم او اي دور,, فلم نسمع عن انه وُجه لاطفال البوسنة والهرسك او لأطفال كوسوفا او الصومال,, أو في اي بلد مسلم نشاهد اطفاله يسيرون عراة في الشوارع لضيق ذات اليد.
* ولا ندري حتى هذه اللحظة,, لمن وُجهت هذه الملايين,, ومن هم,, المستفيدون منها؟!.
* ألا يوجد في هذه البلاد عشرات الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعتمدة الموثوقة,, ابتداءً من جمعيات البر,, ومروراً بحلقات تحفيظ القرآن,, وانتهاءً بالهيئات الاغاثية المتعددة,, التي تحتاج الى القرش قبل الريال؟!.
* ماذا لو ان هذه العشرين مليوناً أنشأ بها صاحبها مركزاً لغسيل الكلى,, كم من المسلمين سيستفيدون منها ويدعون لصاحبها؟!.
* ماذا لو انه وزعها على الجمعيات الخيرية وجمعيات البر وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وهيئات الاغاثة,, كم من الاجر العظيم سيعود عليه,, لكنه اصر ان تذهب هذه الفلوس الى حيث لا يدري,, او الى حيث لا يهمه,, بل كل همه (منديل أم كلثوم) وقد حصل على هذا المنديل الثمين.
* وبعد هذه الفضائح المخجلة,, اقترح على كل فنانة وفنان ان (تشيل معها حاجة) وهي تغني لتشتهر بها بين الجمهور وتبيعها لاحقاً بعشرين او مائة مليون (فالمهبَّل واجد) و(ماهان مِدخاله,, هان مخراجه).
* الحراج القادم حسب اعتقادي سيكون على قبّعة نجوى كرم ونظارات باسكال مشعلاني,, و(بَكلَة) نوال الزغبي,, وعليكم بدفع عشرات الملايين,, فالبيعة تستاهل.
* ثم إن على كل فنان,, الا يرمي (مخلفاته وقمائمه),, لأن لها ثمناً غير هيِّن,, فهي ثروة طائلة.