Sunday 31th October, 1999 G No. 9894جريدة الجزيرة الأحد 22 ,رجب 1420 العدد 9894


لما هو آت
الأهداف والمحتوى يا معارف
د, خيرية السقاف

منذ بدأت وزارة المعارف حركة التنشيط في مرافقها، مع بث روح الحماس في دماء العاملين فيها، وبذر حوافز التنافس بين مسؤوليها، وهي خلية عمل لاينكر ذلك عادل، ويدرك ذلك كل من له علاقة بطبيعة عمل هذه الوزارة التي تطلع بمسؤوليات التعليم.
ولا يخفى ان مسؤولية التعليم تبدأ (بفكرة) تقوم على (هدف) يصاغ في ضوء الامكانات القابلةوالقادرة على تنفيذه، ولعل أولى وسائل تنفيذ الهدف هي التخطيط لمحتوى المنهج التعليمي الذي يقدم هذا المحتوى كخبرة/خبرات/ علمية لمرحلة بعينها من مراحل التعليم، بحيث يكون هذا المحتوى شاملا لاحتياجات من يتلقاه،ويتناسب مع ما حوله من معطيات، ومتلقيات، ومتغيرات، سواء كانت منبثقة من (ثوابت خبرات) أو (متغير خبرات)، ثم يلي ذلك من يقوم بتنفيذ هذا المحتوى من الخبرات العلمية أي يقدمها للدارسين في الفصول الدراسية، والذين يفعلون ذلك هم المعلمون,, وهم فئة من الناس لاتقل مسؤوليتهم أهمية عما جاء في الأثر (العلماء ورثة الانبياء)، لذلك فالذي مسؤوليته التعليم واجبه التعلم حتى يرقى الى مرتبة العلم التي تؤهله كي يكون في مصاف العلماء في علمه، وهو تطلع ليس مثاليا يرقى بالطموح الى حد المثالية الاعلى فقط، لكنه ايضا غير قابل للتدني الى الحد الادنى منه، وهو يوجب الحد الاعلى من هذا الحد من المثالية العليا لخطورة مسؤولية التعليم من المعلمين.
لذلك فان ما اقول ليس حديثا نظريا ولا تنظيريا وليس من باب اللغو او اللغط او العواهن,, وانما هو موضوع (الحاجة) وموضوع (الوقت),, وحركة التنشيط في وزارة (التعليم) تستحق المؤازرة.
لذلك فان مسؤولية هذه الوزارة في البدء تتركز على (ضرورة) الاهتمام بأمرين درجا فيها ضمن مجمل او جملة الاهتمامات التي تكثف الجهد لها,, واختلطت الجهود من اجلها فاختلط العمل وتفرعت اتجاهاته,, أول هذين الامرين ضمن الواجبات المنوطة بها هو امر (محتوى المقررات الدراسية) أي (المحتوى العلمي) أي (الخبرات) التي تقدم للدارسين في المراحل المختلفة,,، والاهتمام بهذا الامر هو من اجل ان يؤهل هذا المحتوى المعرفي ليتناسب اضطرادا مع الاحتياجات الفعلية والواقعية والاستشرافية التي تحقق تطويرا نوعيا في التعليم اذ ان ما هو قائم لا يحقق هذا التطوير فيما تحتضنه اغلفة الكتب المدرسية في المراحل المختلفة الا في بعض ثوابت المعرفة!! وبعض شكلياتها.
اما الامر الآخر فانه امر المعلمين الذين ينفذون هذه الخبرات بما يحقق فيهم الحد الاعلى من المتطلب في (شخصية المعلم) سواء منه ما كان تميزا في السمات الخاصة التي لابد ان تتوافر في المعلم، او في المكتسبات التأهيلية التي يجب ان تتوافر فيه حيث لا يتحقق ذلك المتطلب في غالبية افراد هذه الفئة من منسوبي المؤسسات التعليمية ضمن مسؤولية هذه الوزارة الطامحة.
ولهذين الامرين لواحق وعلائق من المؤكد انها لم تخف على المسؤولين التربويين في هذه الوزارة وهي تعين على تحقيق هذين الامرين بالشكل الذي يرضي.
من هنا فان كثيرا مما يثار من جدل حول حركة النشاط المتقدة في هذه الوزارة يؤكد انها دون الوصول الى نتائج عالية النسبة مما يؤكد ان السبب الرئيس في هذا المعتقد او في هذا الظن هو ان الوزارة تبذل جهودا جبارة ولكن العمل فيها يأتي على الاصعدة كافة وفي عدة اتجاهات، ونحو كامل الاحتياجات ونحو كل التفاصيل في وقت واحد، وهذا الوضع يشتت الجهود ولا يأتي بنتائج كما يرتجى,, لذلك فان هذه الوزارة من المفترض ان تعيد النظر في اي الامور تبدأ بها وتمثل اهمية وحاجة ملحتين؟! ويتم ذلك بوضع خططها بحيث تكون مركزة ومرحلية وشاملة لمحور الهدف للتطوير تبدؤها بشكل منظم ومكثف بحيث تغطي في كل مرحلة جانبا من جوانب اهتماماتها وفق مسؤولياتها,, وليكن البدء بتحديث الاهداف في حدود اهداف التعليم للمؤسسات والمراحل التابعة من جهة ومن جهة اخرى في ضوء اهداف المرحلة، او حتى اهداف (المنهج - المقرر)، كي تتناسب الاهداف مع المرحلة الزمنية التي يعيشها مجتمعنا ضمن منظومة المجتمع الانساني الشامل الذي تعددت وتكاثرت فيه المتغيرات ,, حيث لم تواكبها الاهداف المنصوصة للتعليم في جوانب كثيرة ومهمة عندنا حتى الآن كما يجب, وانه لا يخفى ان المؤسسات التعليمية هي بوتقات التغيير الى الافضل وهي مصانع الشخصيات البشرية كما ادركت ذلك كبريات دول العالم كأمريكا وألمانيا واليابان,, وظلت مدارسنا تخرج (الحفظة) الذين يدرسون (بلا دافعية) وإذا طووا الكتاب نسوه او تناسوه,,، فالمدارس بالغة الخطورة في دورها التعليمي وفي إحداث المتغير الذي يُهدف له والاهداف التي ترسم بوعي وتوضع لها خبرات علمية قابلة لتحقيقها مؤهلة لشمولها، شاملة لتفاصيلها، قائدة الى تحقيقها,, تضعنا في مصاف الامم التي تدرك اهمية (التعليم) في التطور والعلو والثبات, فالنظام يحدد الهدف ويرسم له خطة يكون تنفيذها داخل المؤسسات التابعة لوزارة المعارف على اختلاف ادوارها، عن طريق محتوى علمي يشملها ويمكن من تحقيقها, ولا اظن ان هناك ما يمنع ان تخضع الوزارة المقررات التعليمية كافة للمراحل كافة للتحديث دون استثناء ودون تباطؤ لانها في شكلها الراهن موضع نقد لما يعتورها من القصور والحشو وعدم مواكبة الاحتياج والمتغير, وتظل الاهداف كذلك في النقاط المحورية ذاتها.
فهلا كان ذلك كي توجه الجهود المشكورة التي يتحرك فيها افراد الخلية النشطة الطامحة في وزارة المعارف كي تثمر هذه الجهود ويدرك الناس من أي الموارد ينهلون؟.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
لقاء
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved