بيننا كلمة أشرعة القصيدة د , ثريا العريّض |
مع الفجر توقظني القصيدة
تتسلل بين أهدابي
وأسمعها تطرق وعيي بايقاع ساحر
أعرف أنها قد تهرب اذا أشعلت المصباح
ولكني أحاول أن استأنسها
لتنام بين أحضاني
لترمي قناعها وتستسلم لصفحات أوراقي
***
في الليل تتجمع قطرات القصيدة في نبضي
قطرة قطرة مثل قطرات الندى
وبالكاد تكفي لو جمعتها في كفي للارتواء
ولكنها عذبة جدا
حتى حين تختلط بالدموع
بل هي الأعذب حين تختلط بالدموع
وحين تغرق بها الوسادة
تبتل روحي حتى القرارة
وأعرف أنني أتلامس مع ذاتي.
***
كانت الاشرعة في طفولتي ممزقة ومرتّقة
ولكن السفن ظلت تعبر المياه
وتحمل الأحلام من موانىء بعيدة
الآن ابتعدت كثيراً عن الشاطىء.
ولا أعرف إن كانت السفن هناك ما زالت تبحر أحيانا
أم إنها تقف في المرافىء للزينة فقط
او للتذكير بزمن مضى
أحياناً أبكي لأني في الحقيقة مازلت ألمح أشرعتها تمتزج بحركة الريح في قلبي.
***
أنا بنت إحدى الرياح الموسمية
ولا أعرف من منها,,؟
الريح الشمالية دائما تحمل القشعريرة
فأتمنى لو ألتصق بصدر الأرض لأصيب دفئا
والريح الغربية رطبة ومحمومة
تدفعني مثل الأشجار الخريفية للتعرّي
وتسقط البراعم على دكك الغرباء
والريح الشرقية تضرب باب بيتنا العتيق
وتستعيد نزق طفولتي وجموح صباي
ربما,, أنا بنت الريح الجنوبية
التي لا تهبّ أبدا.
|
|
|