المساجد الأثرية في الطائف ارتباط بالسيرة النبوية العطرة,, وتذكير بدور الطائف وتأثيرها على مدى 14 قرناً |
*إعداد : حماد السالمي
عرفت الطائف المصليات ثم المساجد بعد الرحلة - الثانية - للرسول (صلى الله عليه وسلم) الى الطائف حيث دخلها من الشرق وحاصرها الحصار المعروف وعند المكان الذي اقام فيه (صلى الله عليه وسلم) اقيم فيما بعد مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي ادخل فيما بعد ضمن مسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنه في قلب الطائف اليوم.
وعلى الشهرة التي اكتسبها هذا المسجد - مسجد عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - على مر مئات السنين الا ان مسجد عبدالله بن عباس الاول والحقيقي هو في غير هذا المكان,, إن مسجد عبدالله بن عباس يقع اليوم في المثناه في سفح جبل المدهون من شرقه خلف مقر المثناه في سفح جبل المدهون من شرقه خلف قصر المثناه للافراح وهو يطل على بساتين الطائف الجنوبية، هو موقع الطائف في ايامها الاولى وهو المسجد الذي يعتقد انه بناه عبدالله بن عباس اول مجيئه الطائف لكنه تهدم ثم عُمّر اكثر من مرة حتى بقي اليوم متهدما ايضا لكنه في طراز معماري جميل وهو يشكل مفاجأة عندما يعرف الناس ان مسجد عبدالله بن عباس الكبير في قلب الطائف مابني الا اواخر القرن السادس الهجري بناه الخليفة الناصر لدين الله ابو العباس المستضيء بالله!.
وفي الطائف اليوم قرابة العشرة مساجد مما يمكن ان يقال عنها انها ذات صفة اثرية وتعني شيئاً مهماً تاريخياً واثارياً لصلتها بالسيرة النبوية وباسماء الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين فإلى جانب مسجد عبدالله بن عباس الاول في المثناه ومسجد عبدالله بن عباس في قلب الطائف هناك المسجد المنسوب للرسول (صلى الله عليه وسلم) وقد اصبح جزءا من مجسد عبدالله بن عباس الكبير.
وهناك ايضا مسجد السدرة الصادرة الذي ينسب الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ايضا وهو مقام عند القرن الاسود من وادي نخب شرق الطائف وهي البقعة التي توقف عندها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند دخوله الطائف من جهة ليّة,, وهذا المسجد تهدم كما يبدو مرات عدة وخضع لاصلاح وترميم اكثر من مرة وملحق به ميضأة ومئذنة وتحيطه مقبرة مسورة.
وفي المثناه جنوب الطائف - وهي منطقة المساجد الاثرية وموطىء قدم الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند قدومه الاول للطائف - هنا مسجد صغير اسفل جبل ابي زبيدة يسمى مسجد الكوع ويشير المؤرخون الى انه مقام على بقعة وقف فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند قدومه الاول.
وغير بعيد من مسجد الكوع وداخل بساتين المثناه الغربية يقوم مسجد عداس وهو مسجد صغير تم تجديده حديثا وينسب الى عداس الغلام النصراني مولى عتبة بن ربيعة والذي كان له مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند قدومه الطائف قصة مشهورة مذكورة في كتب السيرة.
وبين مسجدي الكوع وعداس وفي المثناه ايضا يقوم مسجد الخَبَزَة في بستان المرقاب الكبير,, هذا المسجد على قدمه طرأ عليه تغيير وتبديل وتحديث افقده معالمه الاثرية القديمة.
والى الشرق من هذه المساجد الثلاثة يقع مسجد القابل القنطرة او المدهون كما يسمى ايضا - على سطح جبل المدهون من غربه وليس بينه وبين مسجد عبدالله بن عباس الا مسافة قصيرة, وهذا المسجد غاية في الجمال في شكله وبنيانه وله منارة جميلة جدا مطوية اسطوانية متدرجة وشكلها يذكرنا بالمآذن الملوية التي ظهرت في العصر العباسي في جامع سامراء الكبير ثم بمصر في جامع احمد بن طولون ويرجع بناء المسجد الى العصر العثماني.
هذه المساجد القائمة هي نموذج من حوالي عشرين مسجدا اثريا وتاريخيا عرفتها الطائف الى جانب انها تشكل في مجموعها ثراء آثاريا في غاية الاهمية بالنسبة للطائف المدينة التي ارتبطت بمكة المكرمة وبالسيرة النبوية العطرة وبالاحداث المهمة في التاريخ الاسلامي على مدى اربعة عشر قرنا مضت.
من اراد الاستزادة فليراجع كتابنا ثراء الاثار في منطقة الطائف الذي صدرت منه طبعتان عام 1416ه،.
|
|
|