العلاقات المميزة التي تجمع المملكة بالولايات المتحدة,, هي نتاج أركان راسخة، أثمرت معطياتها على أرض الواقع تفاهماً وتنسيقاً وتعاوناً، وأعطت أكلها دعماً للمصالح المشتركة لشعبي البلدين الصديقين.
أحد أركان تلك العلاقة هو امتدادها التاريخي، حيث شهدت الروابط الثنائية تنسيقاً وتعاوناً منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وتنامت الوشائج بين البلدين عبر الكثير من الحقول حتى أضحت على ما هي عليه الآن.
وثاني أركان العلاقة المميزة ما تمثله الدولتان على الصعيد الدولي من اهمية، فالولايات المتحدة هي القوة الكبرى الأولى في عالم اليوم، وهي بإمكانياتها وقدراتها دولة مؤثرة على صعيد العمل الدولي، ولها رؤيتها ومواقفها التي تترك بصماتها على أصعدة القضايا الدولية بكافة مجالاتها، وفي الوقت ذاته فإن المملكة دولة احتلت موقعها المهم على خارطة العالم,, واصبحت رقماً مؤثراً في معادلة الاقتصاد والسلام، واكتسبت من الثقل الدولي ما يجعلها أهلاً للمركز المرموق الذي تحتله إقليمياً ودولياً.
وثالث اركان العلاقة الوطيدة التي تجمع المملكة والولايات المتحدة نقاط الالتقاء العديدة التي تربط بين قيادتي البلدين، فكلتاهما تحرصان على سيادة الأمن والسلام في العالم، وكلتهما تحرصان على سيادة مبادىء الحق والعدل، وكلتاهما تدعمان كل جهد لخير الانسان في كل مكان,, والأهم ان كلتا الدولتين تحرصان على وجود القنوات السالكة، والأبواب المشرعة، من أجل أن يظل التفاهم والتنسيق مستمراً، تمتيناً لكل محاور الالتقاء، وتشجيعا لكل سبل التفاهم حول رؤية كل منهما، سواء تجاه القضايا الثنائية، أو على صعيد الهموم والمستجدات على الصعيد الدولي.
ولعل زيارة سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للولايات المتحدة هي خطوة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين الصديقين,, حيث تتسق هذه الخطوة مع السعي الراسخ والمستمر بين البلدين لتمتين علاقات الصداقة والتعاون المشترك، وتتناسق مع تطلعات البلدين تجاه المزيد من توسيع ارضية التنسيق والتفاهم المشترك حيال المستجدات المختلفة، وهو أمر ذو اهمية، حيث سيكون لكل المواقف وخطط التنسيق التي يجريها البلدان الآثار الإيجابية ثنائيا ودولياً، وهو ما يجعل أنظار العالم متطلعة لكل مواقف البلدين، بما تحمله من اهمية على أصعدة الاستقرار والسلام، وبما لها من تأثيرات مهمة في حركة النماء الاقتصادي والتجاري على المستوى الاقليمي والدولي.
الجزيرة