Sunday 31th October, 1999 G No. 9894جريدة الجزيرة الأحد 22 ,رجب 1420 العدد 9894


بمناسبة زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية للمملكة ,, الجزيرة تستعرض أبرز محطات العلاقات الثنائية
في يوليو 1990م أقيمت العلاقات السعودية الصينية على أساس الاحترام والندية وتبادل المصالح
سلسلة زيارات رسمية متبادلة بين بكين والرياض سبقت زيارة سمو ولي العهد الأمين للصين

إعداد : القسم السياسي
تستضيف بلادنا قيادة وحكومة وشعبا، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة الذي يزورنا رسميا في اطار العلاقات الثنائية التي بدأت دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وتجاريا في 21/ يوليو 1990م على اساس واضح من الاحترام المتبادل والمساواة والندية في التعامل وتبادل المصالح بما يخدم تطور البلدين وخير شعبيهما,, وتجيء زيارة الرئيس الصيني جيان زيمين لبلادنا ردا على آخر زيارة سعودية تمت على مستوى عال تمثل في شخص صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني,, والذي كانت زيارته تتويجا لعدد من الزيارات التي قام بها مسؤولون سعوديون كبار ونشير بصفة خاصة الى زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض لجمهورية الصين الشعبية فكانت قد سبقتها زيارة رئيس مجلس الشورى معالي الشيخ محمد بن جبير، ثم زيارة سمو وزير الخارجية وزيارة معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني وزيارة معالي وزير البترول والثروة المعدنية وزيارة معالي وزير التعليم العالي وزيارة معالي وزير التجارة,, وكانت زياراتهم على التوالي,, في حين قام الجانب الصيني بزيارة المملكة كل من رئيس وزراء الصين السابق لي بنج في شهر يوليو 1991م، وكذلك نائب رئيس الوزراء لي لانكنج في يونيو 1993 وكذلك نائب رئيس الوزراء كيان كيشني في شهر نوفر 1990م، وزيارة نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية والمستشار الحكومي ووزير الدفاع الجنرال تشي هاوثيان في شهر مايو 1996م، الى جانب زيارة رئيس اللجنة الوطنية لمؤتمر الشورى والسياسة للشعب الصيني لي زوان بنج في شهر نوفبمر 1996م وبمناسبة زيارة فخامة الرئيس جيان لبلادنا تستعرض الجزيرة ابرز المحطات التي مرت بها مسيرة العلاقات الثنائية، ومعلومات أولية عن جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
اتحاد الصداقة
السعودي الصيني
ولتعزيز الصداقة التي تغذي مسيرة العلاقات الثنائية والتعاون في اطار مختلف المجالات فقد تم انشاء اتحاد الصداقة الصيني السعودي عام 1997م باشراف حكومتي البلدين,.
وقد لعب هذا الاتحاد دوره النشط في تنمية التبادل التجاري الذي يشكل عصب العلاقات الاقتصادية بين اي دولتين بينهما علاقات ثنائية,.
وخلال السنوات القليلة التي اعقبت قيام العلاقات الدبلوماسية نما حجم التبادل التجاري بين البلدين من 290 مليون دولار عام 1990م، وهو العام الذي بدأت فيه العلاقات الدبلوماسية ووصل عام 1997م الى بليون و680 مليون دولار,, وهو حجم الصادرات والواردات بين البلدين.
وفي هذا الشأن يقول سفير الصين الشعبية لدى المملكة (ان المملكة اصبحت أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الاوسط ومنطقة الشمال الافريقي مما شجع على قيام لجنة سعودية/ صينية مشتركة للتعاون الاقتصادي والتجارة والتقنية وقد عقدت اول اجتماعاتها في بكين في شهر فبراير 1996م.
وهكذا انتظمت مسيرة العلاقات الثنائية التي غذتها الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين وكبار المسئولين فيهما مما جعل آفاق التعاون الثنائي والاقليمي والدولي بينهما تتسع لتشمل مختلف القضايا المتعلقة بالحريات والحقوق والامن والسلام.
آخر زيارة سعودية للصين
وكانت آخر زيارة سعودية رسمية لجمهورية الصين الشعبية هي تلك التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني تلبية لدعوة كريمة من الحكومة الصينية حيث أجرى سموه محادثات رسمية شملت الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والامنية وكانت محادثات متعمقة أظهرت توافق وجهتي نظر البلدين والقيادتين في جميع القضايا التي كانت محل البحث والتفاوض.
ففي يوم الثلاثاء 23/ جمادى الآخرة 1419ه المافق 13/ اكتوبر/ 1998م بدأ سمو ولي العهد زيارته الرسمية الاولى لجمهورية الصين الشعبية وقد سبق بدء الزيارة تصريح من سفير الصين في الرياض قال فيه: (ان الحكومة الصينية والشعب الصيني يتطلعان بحماس واهتمام كبيرين لاستقبال سمو ولي العهد، ويتمنيان النجاح والتوفيق التامين لهذه الزيارة الرسمية الهامة.
واضاف السفير الصيني: (ان الزيارة حدث هام لتعزيز العلاقات المشتركة ذلك لأن المملكة قوة رئيسية في منطقة الشرق الاوسط ودورها مؤثر في العالمين العربي والاسلامي.
حفاوة رسمية وشعبية بسموه
ولقي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني حفاوة رسمية وشعبية لدى وصوله وابان زيارة للصين، واعطت الحفاوة أقوى المؤشرات السياسية لنجاحها حتى قبل ان تبدأ المباحثات الرسمية.
ارتياح لتطور
العلاقات الثنائية
وفي يوم الاحد 28/ جمادى الآخرة/ 1419ه الموافق 18/ اكتوبر 1998م صدر بيان مشترك لمباحثات سمو ولي العهد مع قادة الصين حيث عبر الجانبان عن ارتياحهما العميق لتطور العلاقات الثنائية في مختلف المجالات التي شملتها ومن اهمها التوافق في وجهتي النظر السياسيتين حول مجمل القضايا الحيوية.
كما اتفقت القيادتان على الصعيد الأمني، على نبذ وشجب الارهاب بكافة اشكاله، وفي الجانب الاقتصادي والتبادل التجاري اكدت المباحثات تناميها بما يحقق طموحات الدولتين لتوسعتها وفي الجانب السياسي اكدت الدولتان في مذكرة لمبادئ التفاهم الثنائي على ان جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية.
كما تضمن البيان المشترك مناشدة المجتمع الدولي للتحرك السريع لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط مع التأكيد على اهمية قضية القدس، ايضا تضمن البيان تصريحا لسمو ولي العهد الذي اشاد فيه بجمهورية الصين الشعبية إذ قال: (انها معروفة بتاريخها العريق، وحضارتها العظيمة وبأخلاق وكرم أهلها).
500 ألف دولار
لصيانة مسجد شيان
وخلال الزيارة قدم سمو ولي العهد نيابة عن اخيه خادم الحرمين الشريفين مبلغ (500)الف دولار كدعم مالي لاصلاح وترميم مسجد شيان في الصين حيث اشاد سموه بما وجده من تآلف بين دولة الصين ورعاياها من الصينيين المسلمين.
أهمية زيارة
الرئيس الصيني للمملكة
وبنفس الحفاوة الرسمية والشعبية التي قوبل بها سمو ولي العهد للصين نستقبل اليوم فخامة الرئيس الصيني خلال زيارته لبلادنا التي نراها كما هي حقيقة وواقعا - زيارة تاريخية تكتسب اهمية خاصة، كما تعد خطوة واسعة من الجانب الصيني لدفع مسيرة العلاقات الثنائية الى الامام بحيث تحقق المزيد من آمال الطموح المشترك لتبادل المنافع لخير البلدين والشعبين الصديقين.
الصين الشعبية
قوة كبرى ومؤثرة
جمهورية الصين الشعبية ليست دولة عادية، انها دولة كبرى من حيث تعداد سكانها (1200) مليون نسمة، ومن حيث موارد ثرواتها الاقتصادية، ومن حيث ثقلها العسكري وتأثيرها الدبلوماسي كدولة تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وتملك حق النقض (الفيتو).
وظلت مواقفها السياسية داخل مجلس الامن وفي الجمعية العامة للامم المتحدة مناصرة للحقوق العربية، ومؤيدة على الدوام للجانب العربي في الصراع مع اسرائيل من اجل القضية الفلسطينية.
وفي جميع المحافل الدولية كانت الصين الشعبية وما زالت تقف بجانب حقوق ودول العالم الثالث النامية في الامن والسلام والاستقرار وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية من اجل التقدم والرفاهية والرقي.
ولم تدخل الصين ابدا في حلبة ما يسمى سباق النفوذ والهيمنة بين الدول الكبرى، وهي دائما تناضل من أجل تكريس الأمن والسلام الدوليين، وبناء العلاقات بين الدول بروح الندية والتوازن في خدمة المصالح المتبادلة لخير جميع شعوب الارض.
ولم تكف الصين عن الدعوة الى حل مختلف النزاعات الاهلية داخل الدولة الواحدة او بين اي دولتين في اي من المناطق الاقليمية في العالم بالطرق السلمية والتفاوض على تسوية أسبابها.
وبهذه الروح وهذا الفهم لسياسة جمهورية الصين الشعبية قامت صداقتنا لها وتعاوننا معها، وبهذه الروح ايضا نستقبل رئيسها.
معلومات أولية عن
جمهورية الصين الشعبية
جمهورية الصين الشعبية بلاد شاسعة اذ تبلغ مساحتها (6,000,000) كيلومتر مربع،وتقع تجاه غربي المحيط الهادي بين أراض خصبة وهضاب عالية، وانهار كبيرة ولقد كانت موطن الشعب الصيني منذ زمن بعيد وموغل في التاريخ البشري.
والشعب الصيني هو مزيج من عدد من الأجناس اهمها الهان
والامة الصينية ولدت من تمازج واستيعاب اجناس مثل التونغ هو والمغول والاتراك والشيبين والمياو .
وقد تطور الشعب الصيني من هذه الثقافات مع الايام عادات وتقاليد وافكار وعقائد متشابهة مع تشابه اللغة والكتابة.
وقد اشتهرت الصين من الناحية العقدية وعلى كثرة وتعدد العقائد الايمانية لها بالفلسفة الكنفوشيسية التي تحولت الى عقيدة دينية عندهم، وقد عاش كنفوشيوس خلال الفترة (551 - 479) قبل ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام.
الإسلام في الصين الشعبية
وينتشر الدين الاسلامي في غرب جمهورية الصين الشعبية كما ان الاقليات المسلمة موزعة في العديد من اقاليم الجمهورية حيث توجد المساجد التي يؤدي فيها المسلمون شعائر دينهم كصلاة الجماعة والاحتفالات بمناسبتي العيدين، عيد الفطر وعيد الاضحى المباركين.
وترعى شؤون المسلمين الجمعية الإسلامية الصينية كما توجد كلية اسلامية التي تمارس اداء رسالتها في تعليم المسلمين هناك علوم دينهم والجمعية الاسلامية الصينية هي التي قدم لها سمو ولي العهد الامين ونيابة عن اخيه خادم الحرمين الشريفين مبلغ (500) ألف دولار كدعم لصيانة مسجد شيان في العاصمة بكين مما اكد للمسلمين في الصين اهتمام المملكة الذي لا يحد بهموم وشؤون المسلمين وآمالهم خارج العالم الاسلامي حيث يوجدون اذ تسعى لمساعدتهم بما تستطيع لتقوية روابطهم الروحية المادية بكيان امتهم الاسلامية وحتى لا يشعروا في أي وقت بعزلتهم عنها او نسيانها لهم.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
لقاء
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved