لمسكونة مثلي بهاجس الحكي تعتبر ولادة قصة جديدة حدثا يستاهل احتفالية خاصة، وأنا أقيمها كل مرة سراً على شرف السيدة الكتابة وأظل في جوي البهيج هذا حتى إذا ما قدرت ان اطلع الآخرين على مولودتي وجدتني على موعد مع اغبى عمل اقوم به مجبرة، فأقتحم مولودتي/ قصتي - حرصا والله عليها وعليّ - بعين اخرى، عينهم هم.
كل هؤلاء الذين اعرفهم او يعرفونني وأجهلهم في فلكي الاصغر.
اشحذ قلمي الاحمر وأعمله في جسد قصتي وهو غض, كيف ولم؟ أفاجأ أحيانا ان الشخصية الاساسية في القصة لها سميّ أو أكثر ممن حولي فأجر على رسمها خطاً وأظل مدة تطول او تقصر افتش في ذاكراتي المكدودة عن اسماء بديلة لا مسمى بها فيمن حولي.
ثم أرجع البصر تارة اخرى فأصدم بأن احدى الشخصيات او كلها تشبه ملامعا ابعد الاقارب فيركبني الهم مدركة انهم لا يحبون صورهم المنطبعة في كلمي، فأعيد تشكيلها، أموهها، وأفعل اشياء اغبى فأعمد للطويل من شخوصي اقصره، أحيل الابيض أسود، قد افقأ عيناً سليمة او اقوم لسانا لثغاً, كل ذلك حتى لا يعرفون فأوذى، ورغمه فإنهم يجدون صورهم ويجدونها ويجدونها.
هؤلاء يذكرونني جحا وحماره يقنعونني أني جحا أبغي رضاهم، أحاول ممالأتهم وما أقدر: إن علوت أحرفي غضبوا، او اقتدتها! امتعضوا، وان اطلقتها استهجنوا، وما يرضون حتى لو القيتها من اعلى قنطرة.
الشق الآخر من الكتابة الشق الابعد عن القصة يبغونه عوجاً، يبغونهم فيه يبغونه واصفا ما لهم، ناطقا برغائبهم ضاجا بأصواتهم وأجدني مطالبة بأن اكون مثقفة بمرتبة كاتبة معاريض!!
لا عزاء لي أليس الكُتاب شعب الله المسكين!!.
|