Sunday 31th October, 1999 G No. 9894جريدة الجزيرة الأحد 22 ,رجب 1420 العدد 9894


قصيدة طويلة
محمد الحوراني

مسافات
(6)
أغني خلف قافيتي
وتتبعني جبال الصمت من سطر
إلى سطر
وأرحل في خضم العمر محمولا
إلى قبري
أسافر عبر أمتعتي
وتلذعني دماء الزنبق المسفوح
في طرقي
فأعبر جسر عاصفتي
وألهبها، وتلهبني
وأشربها، وتشربني
جبالاً من جليد الرفض والأوجاع،
والسفر
يضج بداخلي كفني
فأرجع نحو عاشقتي
فأقتلها,.
وأرثيها:
ألا يا من رسمتك في جراح العمر
فارتسمت على شفتي
وعاشت في رحيق القلب
من سنة إلى سنة
وكنتُ أريدها فجراً
يضيء دماء أوردتي
فلم تنجب سوى الأسماء
وأنثى سميت صحراء
فيا قومي:
مسافات هي الدنيا
قرعت الباب والذكرى
وعدت إليكم أقرأ:
حصاد الليلة الأخرى
وقفت اليوم في أرضي,.
أدغدغ في تربتها,.
وأرسمها على قلبي,.
وجاء إلي,, حلته
يبلل ذيلها عرقي،
فقال: لمن؟
فقلت: لنا,.
فقال: الحب، والأحلام، والذكرى,.
وعدت إليكم أقرأ:
عن التاريخ والأبطال,, عن أحلامنا
الكبرى,.
ومتنا بعدها,, متنا,.
وعدنا نشحذ التاريخ من قيس ومن لبنى
ونحن نقول: قد كنا، وقد كنا، وقد كنا,.
ونرقب في دجى الأسماء,, حصاد الليلة الأخرى
فيأتينا:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع
تخرُّ له الجبابر ساجدينا
مسافات
(7)
تنشطر الأرض،
فجرح الليل،
وسهد العين
سواء
والكلمة في الباب
السابع من سفر الموت
رثاء:
يا وطني:
يا جرح الأمل الدامي
يا خبز الفقراء,.
غنيت إليك على غصن
تعشقه عيونك,, والصحراء,.
ورثيت لأهلك
بعد الموت
وبعد الخوف
وبعد الأحلام البلهاء
ورحلت لأجلك
فوق الغيم
وتحت الأرض
وبين الأقلام الخرساء
لكن الرحلة قد ماتت
ورجعت إليك
بدون رداء
أيقنت بأنك
أنت الثوب
وأنت العطر
وأنت الماء
فالرحلة لم تعبر أبدا
أبواب اللكنة
بل عبرت
باب الصحراء
وارتاحت فوق الصدر
تهادت بين ركام الليل.
ودماء الحلم ترنحها
وتمادت داحس والغبراء
فالدار خواء
والساحة تعبق بالأسماء
ما أكثر أسئلة العصر
وماء الذل
وطعم الداء؟!
ما أكثر قرقعة الحزن
يجن الحزن
يجن الحزن
وتنطلق الصحراء,.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
لقاء
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved